مانديلا تزور أسرى جلبوع وتطلع على اوضاع المرضى وتطالب بانهاء معاناتهم
نشر بتاريخ: 27/10/2010 ( آخر تحديث: 28/10/2010 الساعة: 08:52 )
بيت لحم -معا- زارت المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة "مانديلا" سجن جلبوع وقابلت الاسرى مجدي العجولي، وياسر داود، ومحمد جبارين، واحمد شاهين، والذين افادوا بسوء اوضاعهم الاعتقالية والمعيشية والصحية والاهمال الطبي للحالات المرضية، ومعاناتهم من نقص الخبز المقدم لهم، اضافة لاستمرار الاجراءات الاستفزازية بحقهم.
والتقت دقماق بالاسير طارق محمود عاصي من مخيم بلاطة قضاء نابلس، والمعتقل منذ تاريخ 23/7/2005 ويقضي حكما بالسجن لمدة 20 عاما، والذي ابلغ دقماق انه نقل مؤخرا الى مستشفى العفولة 4 مرات واجري له عملية بواسير وتم إيقاف نزيف بالدم، ولكن بسبب عدم استكمال العلاج في المستشفى ظهرت عليه مضاعفات في المرض تتمثل في اختلاف في الوجه، وسخونة في الجسم، ولدى نقله الى العيادة وهو يعاني من ضغط وحرارة شديدة اخبره اطباء العيادة بانه يلزمه نقل الى المستشفى لاجراء فحوصات واجراء صور.
واضاف العاصي، انه بعد نقله الى المشفى نزلت الحرارة فقط ثم اعيد الى السجن، وبتاريخ 5/10/2010 نقل الى المستشفى مجددا، وابلغ الطبيب بانه منذ اسبوع ونصف يعاني من عدم الاخراج، الا ان الطبيب رد عليه بانه لا يوجد أي خطورة جراء ذلك ولم يقدم له العلاج المناسب.
واكدت دقماق ان الاسير العاصي لا زال يعاني من ورم في القولون، وتم نقله الى العيادة امس وبعد اخباره الطبيب بوجود الم في خاصرته وبانه ينزف دما، اخبره ان ينتظر لغاية حضور الطبيب المختص مع ان الاسير عاصي اخبر الطبيب بأنه لا يستطيع تعاطي التحاميل، واضاف بعد ارتفاع الدم لدي الى نسبة 14 تم ايقاف فيتامين الحديد، لا زلت بانتظار الفحوصات للقولون مرة اخرى، وحسب ما اخبرني الاطباء في العيادة انها ستكون بعد سنة.
وتطرق الاسير لاشكال معاناته بسبب المرض، فاصبح غير قادر على ممارسة الرياضة، وحرم من تناول غالبية انواع الطعام بسبب حاجته لاصناف محددة وهي في الغالب غير متوفرة، كما ويعاني من صفار في الوجه، وعندما يسير كثيرا يصيبه التعب، واضافت دقماق "منذ 3 شهور اصبح اذا استحم بالماء الساخن يتعب فهو يستحم بالماء البارد، وكان يوميا يأخذ خمس حبات أدوية لتخفف من آلامه والان توقف الدواء فقط دواء للمعدة لا غير لان الباقي غير مجد.
تنقلات مستمرة
واكد الاسرى استمرار حركة التنقلات الواسعة، فقامت الادارة بنقل ما يزيد عن 90 اسيرا الى سجن شطة وهذه التنقلات تشمل الاسرى من ذوي الاحكام التي تقل عن 15 سنة، وتوزعهم على سجون اخرى، كما نقلت الادارة العديد من اسرى شطة من ذوي الاحكام العالية الذين تم نقلهم مسبقا الى سجن مجدو الى جلبوع مشيرة الى ان هذه التنقلات تشمل الاحكام العالية حيث جرى احضارها الى جلبوع والاحكام الاقل من 15 سنة يتم نقلها الى سجون اخرى.
تقليص الخبز
وفي سياق اخر، كشفت دقماق عن قيام الادارة بتقليص كميات الخبز التي توزعها على اسرى جلبوع، ونقلت عن الاسرى تاكيدهم بانه يتم احضار 5 قوالب خبز(القالب وزنه 750 غم) لكل ثمانية أسرى، رغم ان الحصة المقررة حسب قانون مصلحة السجون 8 أرغفة بنفس الوزن، أي ان هناك فرق بين الحصة الاولى والثانية بمعدل 2250 غم نقص عن المقرر لهم وذلك بذريعة ان الفرن هو معطل منذ شهر، موضحة ان هذا العمل هو خالف لاتفاقية جنيف لحقوق الاسرى في الحصول على الكمية المناسبة من الطعام وهو الأمر الذي بدوره يخالف المادة 27 من الاتفاقية والتي "شددت على توفير الغذاء المناسب وبكميات مناسبة وبتخصيص أماكن لتناول الطعام"، واكدت ان مبررات الادارة غير حقيقية وان هناك تصعيد مبرمج لسحب انجازاتهم وحرمانهم حتى من ابسط حقوقهم بشكل تدريجي.
اجراءات تعسفية اخرى
واشارت دقماق لمعاناة الاسرى مؤخرا من سياسة اخرى جديدة بدات تنتهجها الادارة في سجن جلبوع وتسبب معاناة بالغة للاسرى، فقد فرضت عليهم في حال تلف او تحطم أي شيء من محتويات غرفهم الاعتقالية مثل الكراسي او الطاولة او الادوات الكهربائية بشراء بديل عنها على نفقتهم ودفع ثمنها من قبل الاسرى أنفسهم.
واكدت "مانديلا " ان غياب المتابعة المستمرة لما تتفنن ادارة السجون بفرضه من اجراءات تعتبر انتهاكات صارخة لكافة القوانين وعدم اثارتها في المحاكم من قبل الجهات المعنية تستغله لتصعيد هجمتها واتخاذ المزيد من العقوبات بحق الاسرى الذين تتفاقم معاناتهم، ودعت كافة المؤسسات لتشكيل لجنة قانونية متخصصة لرفع قضية ضد مصلحة السجون لالغاء كافة الممارسات الخطيرة التي تحاصر الاسرى وتحرمهم من حقوقهم العادلة، واكدت ان تاجيل ومماطلة واهمال علاج المرضى يشكل خطر بالغة على هؤلاء الاسرى ، داعية لحملة واسعة للضغط على الاحتلال لعلاج المرضى والكف عن تعريض حياتهم للخطر.