كل الطرق تؤدي الى بيت لحم : لا حل لازمة المرور إلا بجسور وأنفاق
نشر بتاريخ: 28/10/2010 ( آخر تحديث: 28/10/2010 الساعة: 17:23 )
بيت لحم – معا - بات الواقع المروري في مدينة بيت لحم أمرا غير محتمل أمام المواطنين وأمام أصحاب السيارات العامة والخاصة وحتى أمام السياح بسبب عدم تماشي الحركة المرورية مع التطور الحاصل من ازدياد في عدد السياح والازدياد بعدد السيارات المحلية العامة والخاصة وكذلك السيارات السياحية الوافدة صيفا سواء من المحافظات الأخرى أو من خارج الوطن او حتى المنطلقين للسفر من الجنوب من محافظة الخليل التي يتجاوز عدد سكانها 650 الف نسمة نحو الشارع الرئيسي الوحيد لمحافظة بيت لحم ، مما يسبب ازدحاما مروريا خانقا غير محتمل، الموضوع الذي يستحوذ على اهتمام نسبة كبيرة من الموطنين ويشغلهم جراء معاناتهم الكبيرة التي يعانونها لدى اضطرارهم دخول شوارع المدينة ذهابا للعمل أو التسوق أو المرور عبرها للخروج منها أو لدى دخول الوافدين للاطلاع على معالم المدينة لكونها مدينة سياحية فيفاجئهم واقع الحال المروري الذي لا يخدم السائح ولا الضيف ولا حتى ابن البلد.
وليس هذا فحسب فالشوارع الفرعية كالطريق الضيق المؤدي إلى كنيسة المهد من منطقة واد معالي مرورا بمنطقة العين والذي يشهد أزمة مرور خانقة طوال أيام الأسبوع ، حيث أصبحت هذه الطرق والشوارع لا تستوعب الكم الهائل من المركبات مقابل عدد غير متجدد من الطرقات والمنافذ الداخلية لوسط المدينة وغياب كلي لمواقف السيارات، ما أدى إلى التوقف العشوائي والفوضوي بكل شوارع وسط المدينة وبالتالي إلى اختناق كبير حيث تتواجد مرافق هامة.
مبادرات جديدة قامت بها لجنة السير الفرعية في محافظة بيت لحم كحلول للتخفيف من الاختناقات المرورية . كان ابرزها اغلاق جزيرة مفترق التربية والتعليم لمنع الانعطاف يسارا في جميع الاتجاهات وذلك بوضع اعمدة حديدية مع اقفال .
كما صادقت اللجنة على اغلاق شارع وادي معالي ليصبح باتجاه واحد وهو اتجاه القادم من الشرق الى الغرب "بمعنى انه اصبح للنزول فقط "مع منع الصعود للمركبات باتجاه ساحة المهد .
إلا أن هذا الوضع لم يجدِ نفعا بل زاده تعقيدا كما يرى المواطنين وبخاصة سائقي السيارات العمومية والذين اتفقوا بصوت واحد اثناء حديثهم لميكرفون " على الطاولة " والذي تبثه شبكة معا الاذاعية ، ان البحث عن لقمة العيش ، أضحى أشبه بالمعركة منها بالراحة والكل يشتكي ولا يجد لشكواه أذنا صاغية على الطريق التي تطول وتطول من اثر هذه القرارات اضافة الى الاستهلاك الاكبر للوقود ، وما زاد الطينة بلة حسب وجهة نظرهم ان المواطن البسيط والطالب الذي يريد الوصول لجامعة بيت لحم اصبح بحاجة الى وقت اكبر من خلال سلوك طريق مسجد بلال بن رباح ، كما ان المشكلة الاكبر هي في شارع العين ، حيث سيضطر السائق الى الالتفاف في شوارع طويلة وضيقة ليصل الى مراده بعد ان كان يسلك طريق كنيسة المهد ويصل خلال خمسين مترا الى مفرق بيت ساحور وبيت لحم .
برنامج " على الطاولة " استضاف مدير شرطة المرور في مدينة بيت لحم الرائد فتحي مخامره والذي اعترف ان محافظة بيت لحم وبطبيعتها تفتقر الى الشوارع والى البنية التحتية ، واقر ان القرارات الجديدة والتي ستساعد في التخفيف الجزئي لازمة المرور ، ستشكل عبئا وليس مشكلة أمام السائقين وخاصة في منطقة شارع العين ، حيث سيضطرهم ذلك لسلوك طرق بعيدة ، لكنه راى ان هذا الحل المتوفر حاليا للتخفيف من ازمة المرور ، الا اذا كان هنالك قرارات ستتخذ فيما بعد بخصوص هذا الامر .
وتحدث مخامره عن شارع التربية القديم ، مبينا ان الاغلاق يتمثل في اعمدة غير ثابتة مع اقفال تكون بحوزة افراد الشرطة المناوبين بالقرب من المفترق ، وان أي حالة اختناق ستحدث على مفترق البردايس او الداخلية ، او أي اغلاق من قبل اسرائيل سيتم فتحه من قبل الشرطي في تلك المنطقة ، بالاضافة الى حالات الطوارئ ايضا .
وحول سؤاله عن الواقع المروري بشكل عام في المحافظة اكد مخامره ان بيت لحم بحاجة لحل جذري وانه خاطب كافة المسؤولين وفي كافة الاجتماعات في المحافظة ولجان السير بضرورة البدء بعمل جسور وانفاق في المدينة للتخلص من الازمة المرورية واظهار صورة راقية للمدينة التي استقبلت اكثر من مليون ونصف سائح العام الماضي ويتوقع ان يزداد العدد في هذا العام .
وتطرق مخامره الى وضع المحطة المركزية ، مؤكدا ان جزء من ازمة هذه المحطة تم حله من خلال وضع مظلة في الموقف الخارجي للمحطة بضغط من محافظ بيت لحم ، لكن كثير من الاشكاليات ما زالت عالقة من حيث وجود شفاطات لعوادم السيارات التي تنبعث في المحطة ، ووجود شكاوي كثيرة حول النظافة في المحطة ، منوها ايضا الى قضية تحويل بعض خطوط السيارات نحو المجمع ، حيث اوضح ان هنالك الية للضغط على المجمع المركزي لعمل موقف سيارات في الطوابق العليا له .
وختم مخامره حديثه بالتأكيد على ان بيت لحم ستدخل في مرحلة الخطة العشرية وصولا الى محافظة قادرة على استيعاب أي ازمة مرورية ، متمنيا ان تكون الجسور والانفاق والتي تمثل الحل العلمي الأسلم متواجده ، باعتبار شوارع بيت لحم ملتقى الطرق بين مدن الشمال والجنوب " فليس كل الطرق تؤدي الى الخارج من الجنوب ... فقط شوارع بيت لحم " .
ويظل الإزدحام السمة التي تلازم المحافظة، ويزداد الوضع سوءا في ظل النقص الفادح للشوارع وبنيتها، ويبقى السؤال القائم هل سيأتي اليوم الذي نرى فيه شبكة طرق تختصر المسافات بين المناطق وجسور تنهي الازمة الخانقة للمرور وتعطي صورة اكثر رقيا امام السائح والمواطن ؟