الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

انطلاق فعاليات المنتدى التربوي العالمي بفلسطين بمشاركة مئات المتضامنين

نشر بتاريخ: 29/10/2010 ( آخر تحديث: 29/10/2010 الساعة: 00:09 )
رام الله - معا -تحت شعار" التربية من اجل التغيير" انطلقت فعاليات المنتدى التربوي العالمي في فلسطين بمشاركة الاف المواطنين، ومئات المتضامنين الدوليين الذين شاركوا في المسيرة الشعبية الحاشدة التي انطلقت من أمام النادي الارثودكسي في مدينة رام الله مرورا بميدان الشهيد ياسر عرفات باتجاه قصر رام الله الثقافي بحضور ممثلي القوى الوطنية ، ومؤسسات المجتمع المدني.

وقد اعلن الناطق باسم اللجنة الوطنية للمنتدى التربوي العالمي في فلسطين الاستاذ عمر عساف عن انطلاق فعاليات المنتدى خلال كلمته الافتتاحية في المهرجان الخطابي الذي اقيم في قصر رام الله الثقافي، حيث شكر جميع الوفود التضامنية المشاركة في فعاليات المنتدى الذي يقام في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفلسطين المحتلة عام 48، والشتات الفلسطيني.

وقال عساف خلال كلمته ان اللجنة الوطنية للمنتدى كانت بوتقة لوحدة الشعب الفلسطيني بمؤسساته الاهلية وقواه الوطنية، وامتداداته الشعبية، التي انخرطت في اعمال المنتدى.

واكد عساف ان هذا التجمع التربوي الاجتماعي التضامني العالمي هو صورة من صور الايمان بنضال شعبنا، وعدالة قضيته واحقيته في نيل حقوقه الوطنية، مشددا على ان جميع المشاركين في فعالياته يجسدون وحدة انسانية واحدة في مواجهة قوى الظلم والهيمنة والجبروت في العالم.
وحول المنتدى التربوي العالمي، قال عساف" لقد شكل المنتدى التربوي العالمي في فلسطين تحدياً للجنة الوطنية، وللمنظمات الدولية التي شاركت في التحضيرات، حيت تشهد فلسطين لاول مرة حدثاً شعبيا واهلياً بمشاركة دولية كبيرة.

واضاف عساف" ان المنتدى ينعقد في اطار التربية ودورها، تحت شعار التربية من اجل التغيير، ليقول ان لدى الشعب الفلسطيني تجربة تربوية غنية ومهمة يمكن ان يتبادلها مع العالم رغم الاحتلال الاسرائيلي المتواصل، مشيرا الى ان من اهم اهداف المنتدى الاهداف التربوية المتمثلة بالتربية من اجل التحرر والتغيير كأداة للمقاومة.

من جهته قال واصل ابو يوسف المتحدث باسم القوى الوطنية ان فعاليات المنتدى التربوي العالمي، وحملات التضامن الدولي، تؤكد ان فلسطين تحتل حيزاً مهماً في ضمير العالم الحر، الرافض لسياسات قوى الهيمنة والعولمة والامبريالية التي تسود العالم.

واضاف ابو يوسف" ان فعاليات المنتدى تعقد في ارض فلسطين، مع استمرار الاحتلال الاسرائيلي في اعتداءاته ضد الشعب الفلسطيني، واستمرار سياسته في التهويد والاستيطان وسرقه المنازل وطرد السكان في القدس المحتلة، وفلسطين الداخل، وفي قطاع غزة المحاصر، الذي ترفض سلطات الاحتلال رفعه عن مليون ونصف المليون فلسطيني يعانون جراءه شتى انواع الحرمان.

وطالب ابو يوسف المجتمع الدولي بلجم حكومة نتنياهو، التي تستمر في اعمالها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده، مشددا على ضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية، والمواثيق والمعاهدات، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحقوق الانسان، وقرارات الامم المتحدة.

بدورها اعربت موميا ميراندا عضو المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي عن سعادتها وفخرها لمشاركتها في فعاليات المنتدى التربوي العالمي في فلسطين، شاكرة الشعب الفلسطيني على صموده وتضحياته امام الاحتلال الاسرائيلي.

واعلنت ميراندا عن تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال، مبينة ان كل شعوب العالم الحر الرافض للهيمنة والاحتلال تساند اليوم الشعب الفلسطيني في نضاله، مؤكدة ان الفروقات بيننا قليلة ونحن قادرين على ايجاد عالم اخر يملؤه السلام ."

وفي كلمة مقتضبه عبرت ميشلين تيبيديو عضو اللجنة الدولية للمنتدى التربوي العالمي عن تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني، في مواجهته للاحتلال الاسرائيلي.

واشارت تيبيديو في كلمتها الى ضرورة رفع مستوى التعليم والثقافة في العالم، وخصوصا في فلسطين من اجل تمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق اهدافه الوطنية.

من جهته اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ان نضالنا الوطني سيصل يوما ما الى هدفه وان هذا الشعب الذي عانى وضحى وتحمل الكثير وقدم الالاف من الشهداء والجرحى ويقبع الالاف من ابنائه في سجون الاحتلال لن ينحني للاحتلال والظلم.

واضاف البرغوثي انه سياتي اليوم الذي نرفع فيه معا راية الحرية والاستقلال في فلسطين وفي القدس عاصمتنا الابدية.

وقال البرغوثي أنكم أثبتم اليوم عبر هذه المسيرة اننا قادرون على ان نعيد الشعب الفلسطيني والنضال الفلسطيني الى مكانه الطبيعي ليس على موائد البنك الدولي وفتات المساعدات وسياسات الليبرالية الجديدة للمستغلين والطامعين بل في اطار النضال والكفاح العالمي ضد الاستغلال والاستعمار والاضطهاد والحركات الاجتماعية المنطلقة في كل العالم ضد سلبيات العولمة والتعدي على حقوق الفقراء والكادحين والشعوب المستعمرة.

وأضاف البرغوثي اننا نريد عالما حرا تتعدد فيه الثقافات لا يحرم فيه طالب فلسطيني من الحصول على شهادته لانه لا يملك اموالا لدفع أقساطه الجامعية وعالم لا توجد فيه طالبة تحرم من الدراسة لان أسرتها لا تملك الأقساط الجامعية .

وأكد النائب مصطفى البرغوثي ان التعليم هو أساس التمكن والتقدم والمساواة مشيرا الى إننا في الحركات الاجتماعية نناضل اليوم من اجل تكافؤ الفرص ومن اجل رؤية الصندوق الوطني للتعليم العالي حقيقة واقعة في فلسطين ومن اجل ان يحصل كل طالب وطالبة على حقهم في الدراسة دون حاجة لواسطة او محسوبية.

وقال البرغوثي اننا نرفض ان نخدع بالمفاوضات الفاشلة التي لا نهاية لها مطالبا بالإعلان الفوري عن دولتنا الفلسطينية وحدودها وعاصمتها القدس داعيا المتضامنين الدوليين المشاركين في المنتدى الى الضغط على حكوماتهم للاعتراف بتلك الدولة وان يقفوا الى جانب شعبنا وان يدعموا نضاله وفرض العقوبات والمقاطعة على اسرائيل.

وأوضح النائب مصطفى البرغوثي ان القضية الفلسطينية هي قضية الإنسانية جمعاء مذكرا بما قاله المناضل نلسون مانديلا يوم انتهاء نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا :"ان حرية شعب جنوب افريقيا لن تكتمل ما لم ينل الشعب الفلسطيني حريته".

بدوره تقدم بيير بوديت عضو مؤسسة بدائل العالمية بجزيل شكره لفلسطين والشعب الفلسطيني على احتضانهم لفعاليات المنتدى التربوي العالمي، وللتضحيات الجسام التي قدموها عبر سنوات نضالهم ضد الاحتلال الاسرائيلي.

واكد بوديت ان العالم الحر سيتضامن مع الشعب الفلسطيني دائماً، مشيرا الى ضرورة حشد الطاقات العالمية من اجل دعم مطالب الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال.

وشدد بيير على اهمية التعليم من اجل تحقيق الحرية والخلاص من الاحتلال.

وفي كلمة لها باسم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، شكرت السيدة انتصار الوزير باسم نساء فلسطين جميع القائمين على اعمال المنتدى التربوي العالمي في فلسطين، والذي حمل معه مئات المتضامنين مع الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة من مختلف دول العالم.

وقالت الوزير مخاطبة المتضامنين الدوليين" ستقضون بضعة ايام حافلة معنا، وستشاهدون وتشهدون على اجراءات الاحتلال ومستوطنيه على الارض، وعلى معاناة الشعب الفلسطيني، الذي يعاني من سرقة اراضيه من قبل المستوطنين، وارهابهم المستمر بمساعدة جيش الاحتلال، اضافة الى سرقه المياه، والارض، والحصار الظالم والخانق على اكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة.

واضافت" رغم انكم ستشاهدون المناطق التي ابتلعها جدار الفصل العنصري، والسرطان الاستيطاني الذي يلتهم ارضنا الفلسطينية، لكن ستشاهدون ايضاً الشعب الفلسطيني يواجه قوة الاحتلال ويقاومها، بارادته الحرة وستشاهدون كذلك نماذج المقاومة الشعبية في مناطق الجدار والاستيطان في القدس وبلعين ونعلين.

واكدت الوزير ان المرأة الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ من نضال الشعب الفلسطيني، حيث تقف في الميدان مدافعة عن حرية ارضها وشعبها، كما تدافع عن حقوقها الاجتماعية والديموقراطية والاقتصادية والقانوينة.

وقدمت الوزير تلخيصا حول تضحيات النساء الفلسطينيات ونضالهن في وجه الاحتلال الاسرائيلي قائلة" لقد استشهد منذ بداية انتفاضة الاقصى نحو 500 شهيدة، واعتقل اكثر من الف فتاة وسيدة، لا زال منهن 40 امرأة خلف القضبان، يعشن في ظروف تفتقد لادنى مقومات وشروط استمرار الحياة.

واكدت الوزير ان المرأة استطاعت ان تحقق المكاسب من خلال البوابة الوطنية، وبالتالي المشاركة في جميع مراكز صنع القرار، على الصعيد الرسمي وغير الرسمي.

كما تطرقت رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية الى التحسن الذي طرأ على تعليم الاناث في فلسطين قائلة" ان تعليم الاناث في فلسطين قد شهد تطورا كبيراً، حيث ارتفعت نسبة تعليم الاناث في المدارس والجامعات والمعاهد الى 98.8% في عام 2006 لتصبح مساوية لنسبة تعليم الذكور.

وكانت فعاليات المنتدى التربوي العالمي قد انطلقت من حي البستان في مدينة القدس صباح اليوم الخميس، حيث عقد مؤتمر صحفي تحدث فيه السيد محمد صوان ممثلا عن اللجنة الوطنية للمنتدى والسيد واصل طه عن لجنة المتابعة العربية في مناطق 48 والسيدة سلمى وكيم من اتحاد الجمعيات العربية بالداخل بالإضافة إلى السيدة رنا النشا شيبي ممثلة عن الفعاليات الأهلية في القدس والأستاذ راسم عبيدات عن القوى الوطنية الفلسطينية ويمثل المنتدى الاجتماعي العالمي السيد سيرجيو بسولي.

ويأتي انطلاق فعاليات المنتدى التربوي الدولي من القدس بمشاركة حشد من المواطنين والمتضامنين والمشاركين الدوليين تأكيدا على هوية المدينة العربية في ظل ما تتعرض له من تهويد واسرلة وتأكيدا على الحق الطبيعي والتاريخي للفلسطينيين في القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.

هذا وستستمر فعاليات المنتدى في مختلف محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة على مدار أربعة أيام ابتداء من اليوم، كما سيشهد المنتدى نحو اكثر من 200 فعالية في عدد من دول العالم تضامنا مع الشعب الفلسطيني.