الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

المنتدى التربوي يناقش قضايا التعليم ويدعو الى استقلالية المعلمين

نشر بتاريخ: 29/10/2010 ( آخر تحديث: 29/10/2010 الساعة: 19:38 )
رام الله -معا- دعا المشاركون في اليوم الثاني من المنتدى التربوي العالمي في فلسطين إلى ضرورة إستقلاية المعلمين وإعطائهم الحرية في العمل، ورزع روح المنافسة والبحث والنقد عند الطلبة في المدارس والجامعات، وإنشاء نظام تربوي يسمح بالإبداع وإيجاد الأفكار الخلاقة، لما في ذلك من دور في محاربة الليبرالية الثقافية التي تعمل على التربع مكان الهوية والثقافة المحلية.

كما حذر المشاركون من الغزو الثقافي ومدى تهديده للهوية والثقافة والتربية المجتمعية، إضافة إلى دعوتهم بإعطاء الخطاب التعليمي غير الرسمي فرصته وعدم إقتصاره على الخطاب الرسمي ، مشددين على اهمية التعددية ودعم الحركة الإجتماعية ذات الصبغة الاصلاحية والتحررية .

من جهته شدد رونالد كاميرون " رئيس مؤسسة بدائل الكيبيكية – كندا " على إستقلالية التعليم والمعلم بعيدا عن كل المصالح الخاصة ، ودور المعلم في العمل على نقل المهارات للطلبة ، وتوجيههم نحو نقد ما حولهم من أشياء . أما بيير بوديت " الناشط إلاجتماعي الغربي " وعضو مؤسسة بدائل العالمية فعبر عن شعوره الى الحاجة للتعليم لأجل التحرر، مشيرا الى العلاقة التبادلية بين الأمرين ، مؤكدا أن كل شخص يتعلم فهو معلم ، وأضاف " يجب فهم أيدلوجيات اللغات وليس مجرد معرفة اللغات والتحدث بها ، ويجب الإصغاء حتى يتمكن الفرد من المعرفة " .

وخلال كلمته في المؤتمر ، أشار الدكتور إياد البرغوثي مدير عام مركز رام الله لحقوق الانسان الى أن التعليم في فلسطين ليس مفتوحا للعلمانية كما يقول البعض وغير موجود إلا في جامعة واحدة، بعكس الدين حسب قوله والذي يشغل حيزا واسعا في المدارس والجامعات ، منوها الى ان نسبة التعليم المرتفعة في الأراضي الفلسطينية والتي تقابل بانتاج فكر منخفض وموقف سلبي من العلوم الإنسانية ، وإستشهد في ذلك الى ان القرى الفلسطينية الأكثر تعليم هي الأكثر هجرة .

بدوره دعا المثقف الفلسطيني فريد مرة، المنتدى الى كتابة وثيقة حول الإرهاب في الغزو الثقافي الذي تتبعه الدول الإستعمارية في السيطرة على الشعوب الاخرى المستعمرة من قبلها، مؤكدا على ان مفتاح ذلك الغزو يعتمد على اقناع المغزو أن الغازي أفضل منه في كثير من الأمور ، ما يؤدي الى فتح باب الغزو الثقافي على مصراعيه .

وإستطرد مرة في حديثه : من هنا يصبح العدو نموذجا يحتذى به ، وبالتالي تبدأ التبعية لذلك المستعمر او الغازي كما يحدث في العديد من الدول العربية حسب قوله ، وأكمل حديثه بدعوته لمواجهة تفكير الغازي بمنهج تفكير مختلف .

كما نوه الى أن الغازي لا يستهدف الإسلام أو المسيحية كديانه ، وإنما يستهدف المسلمين والمسيحيين كأفراد وجماعات ويسهدف المقاومة ، مستحضرا في حديثه حركة الإخوان المسلمين في فلسطين والتي ظلت ما قبل اندلاع الانتفاضة الأولى بالنسبة للمحتل الاسرائيلي حركة غير عدائية له ، ولكن بعد تحولها الى مشروع مقاومة متمثل في حركة حماس بدأ العداء والملاحقة لها من جانب الاحتلال .

وعن الهوية الثقافية الفلسطينية أشارت انتصار الوزير رئيس الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية الى الحالة النادرة التي تعيشها الهوية والثقافة الفلسطينية، بسبب إجراءات الإحتلال الهادفة إلى طمس الهوية الوطنية وإحلال هوية وتراث جديد، إضافة الى تعرض اكثر من نصف الشعب الفلسطيني في الشتات الى هويات متعددة في الأماكن التي يعيشون فيها ، وكذلك تأثير الثقافة الأصولية المعادية للفن والرقص الشعبي والغناء وغيرها ، والتي تعتبر هذه الأمور من اللهو ، مما يخلق جوا من الإرهاب الفكري حسب قولها .

كما شددت الوزير على البحث في واقع الهوية الفلسطينية وحمايتها من الضياع والإندثار والخطط الاسرائيلية التي تهدف الى إلغاءها ، فضلا عن دعوتها الى تطوير هذه الهوية .

هذا وعقدت على هامش اعمال المنتدى عدة فعاليات وانشطة، حيث عقد مؤتمر حول التربية والهوية والثاقفة والفن في المعاهد الوطني للتأهيل والتدريب، وناقش المشاركون خلاله الاستراتيجيات التعليمية الخلاقة، والثقافة الشعبية والهوية، كما عقد مؤتمر اخر في صالة ماجد اسعد حول ايدولوجيات في التربية والتعليم ، حيث ناقش المشاركون مجموعة من المحاور ذات العلاقة بحرية عمل المعلمين واستقلاليتهم.

يذكر ان عددا من الانشطة والفعاليات الثقافية والفنية عقدت بالتزامن مع فعاليات المنتدى التربوي في مواقع مختلفة من مدينة رام الله، والمحافظات الفلسطينبة الاخرى.