بين هدى غالية الفلسطينية وهدى خالد اللبنانية .. يمتزج الدم الفلسطيني واللبناني صارخا في وجه الصمت العربي والدولي!
نشر بتاريخ: 22/07/2006 ( آخر تحديث: 22/07/2006 الساعة: 14:57 )
خان يونس- معا- نجحت وسائل الأعلام العربية والدولية والمحلية في إبراز المعاناة الكبيرة التي يعيشها المواطنون الفلسطينيون واللبنانيون، بفعل العمليات العسكرية الكبيرة التي تقوم بها اسرائيل ضد هذين البلدين العربيين.
واستطاعت هذه الوسائل بفعل جهد مميز من الصحافيين في الميدان, والإرادة في إبراز المعاناة لدى الفضائيات، من أظهار مدى مساحة الإجرام التي تتمتع بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها المتعمد والممنهج على الأطفال والمدنيين من اجل الضغط على المقاومة وإجبارها على التنازل, والانتقام من الدرع الواقي والحامي لها.
وما يثير الانتباه في خضم المعارك والمعاناة وعمليات التدمير للبشر، والشجر، والحجر، هو منظر هدى غالية الفلسطينية وهدى خالد اللبنانية، واللتين عرضت صورهن على شاشات التلفزة والمحطات الفضائية، لتكونا خير دليل على قساوة المشهد، وجبروت الاحتلال الذي يأخذ قرار بقتل وتشريد وتدمير الشعبين الفلسطيني واللبناني دون أن يحرك أحد ساكناً.
فالصور والمشاهد التي عرضتها فضائية فلسطين ومن خلفها كافة الفضائيات العالمية والعربية، عكست بصورة لا تدع مجالا للشك بان ما يتعرض له الأطفال والمدنيون في فلسطين، يأتي في سياق ممنهج ومدروس، تنفذه قوات الاحتلال بقرار سياسي واضح، وغطاء دولي فاضح!.
فهدى غالية التي فقدت عائلتها أمام ومسمع العالم كله، على الهواء مباشرة، وهي تصرخ على والدها ( يابا.. يابا.. يابا ) في منظر اقشعرت له الأبدان واهتزت له الضمائر، لم يكن كافياً بوقف الممارسات العنصرية وسياسة التطهير العرقي بحق أطفال فلسطين وعائلتهم، وربما الصمت الدولي والعربي، يعطي حكومة الاحتلال ضوءاً اخضر لزيادة عدوانها على الشعب الفلسطيني، فقام الاحتلال بارتكاب مجزرة جديدة بحق عائلة المغربي، وعائلة أحمد، وعائلة حجاج، وعائلة حرز وعائلة أبو سلمية, حيث قتل وأصيب العشرات من أفراد تلك العائلات وكأنها دلالة على نية الاحتلال على تدمير المجتمع الفلسطيني، وسلخة من جذوره في أطار سياسة الإبادة الجماعية للعائلات والأسر الفلسطينية.
أما هدى خالد اللبنانية والتي عرضت قناة "الجزيرة" الفضائية صورها في إحد التقارير الصحافية، فقد فقدت أربعة من أخوتها بفعل قصف الطائرات الحربية "اف 16"، بالإضافة إلى أنها لا تعرف شيئا عن مصير أبيها وأمها.
هذه المشاهد الدموية تتكرر يوميا في لبنان، فعمليات القتل هذه باتت مرخصة من المجتمع الدولي برئاسة أمريكا والأمم المتحدة في لبنان وتحديداً في الضاحية الجنوبية من بيروت.
هدى خالد "الطفلة" ذات الأثنى عشر ربيعاً، صرخت بصوتها المذبوح والحزين، من على فراش الموت في إحدى المستشفيات بعد أن أصيبت بجروح خطيرة في أنحاء مختلفة من جسدها، الا أن صراخها دوى في فراغ الصمت والتآمر العربي والدولي, وتردد صداه في افق الدمار والخراب والجرائم البشعة التي يتعرض لها الشعبان الفلسطيني واللبناني دون ان يحرك العالم ساكنا.
لقد أوضحت الصور والمشاهد التي يتعرض لها أطفال فلسطين وعائلاتهم، وعمليات القتل المبرمج باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا كما أظهرت الصور في مستشفيات لبنان وغزة، خير دليل على أن العدوان الإسرائيلي لم يكن ردة فعل على عملية اختطاف جنود في لبنان وغزة، فحجم الجرائم وبشاعتها، والأسلحة المستخدمة، تؤكد بأنها حرب معدة مسبقاً ومخططة جيداً لتكون حرباً مفتوحة، لكسر أردة الشعوب الطامحة للتحرر والاستقلال، وكسر إرادة أطفال فلسطين ولبنان الذين نضجوا على أنغام الحرية والانتصار في لبنان وفلسطين.
فكان الله في عون هدى غالية وهدى خالد، ولا نعرف باي هدى، تسير الجرائم والمجازر الإسرائيلية وتحت اى غطاء!!.