الزهار: مطلقو الصواريخ متمردون والخلافات في حماس لا ترقى لدرجة الصراع
نشر بتاريخ: 30/10/2010 ( آخر تحديث: 30/10/2010 الساعة: 14:22 )
بيت لحم- معا- اعتبر القيادي البارز في حركة حماس محمود الزهار مطلقي الصواريخ من قطاع غزة "متمردين على فصائلهم" التي وافقت على التهدئة.
وبرر الزهار في لقاء مع صحيفة "الحياة" اللندنية، اليوم السبت، اعتقال مطلقي الصواريخ في غزة بأن "هناك اتفاقاً على تهدئة بعد الحرب جرى عبر مصر وتم الاتفاق عليه فصائلياً.. هل اتفقنا عليه لنتلزم به أم كي نخرقه، لماذا يلوموننا على ما اتفقنا عليه مع فتح والفصائل؟".
واعتبر مطلقي الصواريخ "متمردين على فصائلهم، بدليل أنه لا نجد أحداً يتبناها. هل يتوقعون أن نصفق لشخص يتمرد على فصيله؟ فتح بوابة التمرد سيتسبب في فوضى. وبعض الفصائل لم يطلق أثناء الحرب رصاصة واحدة، والآن يريدون أن يسوّقوا أنفسهم".
وحين سُئل عن الخلافات بين قيادات الحركة، قال إن "حماس ليست نموذجاً ملائكياً، وهناك خلافات لا ترقى إلى درجة الصراع، ولم نسمع عن حركة انشقاقات".
ورفض الإجابة عن سؤال عن مدى استعداد حركته للتفاوض مع إسرائيل، لكنه قال: "باختصار شديد نحن على استعداد لإقامة دولتنا على أي شبر من أرضنا الفلسطينية من دون الاعتراف بإسرائيل، ونحن لا نكرر التجارب الفاشلة".
وأقر بضبط عملاء في صفوف حماس يتخابرون مع الاحتلال، لكنه قال: "ما العيب في ذلك.. حماس حركة كبيرة ومن يسقط فيها يجازى، لكن هناك فرقاً بين عنصر واثنين أو سبعة دخلوا الحركة من خلال اختراق، وجرى اكتشافهم ومعاقبتهم، وبين تنظيم كله بأكمله يتخابر مع إسرائيل بل إن برنامجه مبني على ذلك".
ولفت إلى أن "العناصر التي ثبت أنها تورطت من داخل الحركة قُتلت بقرار من المحكمة، لكن هناك عائلات أنهت بنفسها هذه المشاكل مع أبنائها".
وعما يتردد عن أن 80 في المائة من موازنة حكومة حماس تتحملها إيران، قال: "كل جهة لديها الاستعداد لدعم الشعب الفلسطيني ومشاريعه مادياً من دون أن يكون مقابل ذلك ثمن سياسي، فنحن نقبله... ومن لديه أدلة بأننا نتبع إيران أو أفغانستان أو غيرها، فليتفضل وليكشف عن ذلك".
وشدد الزهار على أن إنهاء الانقسام الفلسطيني "معطل بفيتو أميركي"، مؤكداً أن "حماس لا تخضع لإملاءات خارجية في هذا الملف".
وقال: إن تبرير إرجاء جلسة الحوار بين حركته وحركة فتح التي كانت مقررة في دمشق، بالمشادة الكلامية التي جرت بين الرئيسين محمود عباس والسوري بشار الأسد في القمة العربية الاستثنائية في ليبيا، هو "ذريعة من أجل تعطيل إنجاز المصالحة".
وأشار إلى أن الحركتين "توافقتا على النقاط الثلاث المتعلقة بكل من منظمة التحرير ولجنة الانتخابات واللجنة القضائية المختصة بالبحث في الانتخابات، ولا مشكلة في الملف الأمني لكنه يحتاج إلى خبراء متخصصين من الجانبين".
وأضاف: "فوجئنا بطلبهم عدم عقد الجلسة الثانية في دمشق، وطلب وفد فتح أن تبعث دمشق إليه بدعوة كي يتمكن أفراده من الحضور. وهذا طلب مثير للدهشة. لماذا يتم إقحام سورية في مسألة لا تتعلق إلا بنا؟".
وأوضح أن "دمشق لا ترعى اتفاق المصالحة كي ترسل دعوة إلى فتح للحضور، ومثل هذه الدعوة قد تتسبب في أزمة بين دمشق والقاهرة لأن مصر هي الدولة الراعية للمصالحة".
وتابع: "بالنسبة إلينا، نحن جاهزون. وكل الاقتراحات التي تم التوصل إليها في غزة أرسلت إلى رئيس وفد فتح إلى الحوار عزام الأحمد، وكل الاقتراحات التي طرحت وافق عليها الجانبان معاً، فتح وحماس. نحن حاضرون للتوقيع على الاتفاق على القضايا العالقة والتي لها علاقة بالتطبيق، ولا نريد أن يتسبب هذا التراجع من فتح في إحباطنا، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى".
وعزا تعطيل المصالحة إلى "الفيتو الأميركي، لأن الدول العربية لا تعارض إنجاز المصالحة، ومصر كان لها دور كبير في استئناف جهود المصالحة ثانية، بعد تدخل رئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان لدى (الرئيس محمود عباس)، عقب لقاء الوزير رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في مكة المكرمة".
وعما يتردد عن وجود ضغوط إقليمية على حماس لتعطيل المصالحة من إيران وسورية، تساءل الزهار: "ما دخل إيران في قضية المصالحة وما الفائدة التي سيجنيها أي من البلدين من وراء تعطيل المصالحة؟".