البرغوثي: ثلاثة محاور مركزية لتفعيل مشاركة الشباب في صنع القرارات
نشر بتاريخ: 30/10/2010 ( آخر تحديث: 30/10/2010 الساعة: 16:18 )
رام الله -معا- أكد امين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي، على ثلاثة محاور مركزية وأساسية من أجل تفعيل دور ومشاركة الشباب في رسم السياسات وصنع القرارات، وهي محاربة الجهل بالقضية الوطنية وترسيخ مبادىء الديمقراطية، ووقف حالة استفراد السلطة التنفيذية بالقرار وتهميش وتغييب السلطات الاخرى.
جاء ذلك خلال اللقاء الحواري الشبابي الذي نظمه، أمس، منتدى شارك الشبابي بالتعاون مع المجالس المحلية الشبابية، وتحدث فيه امين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي حول "اليات مشاركة الشباب في صنع قرارات تمس حياتهم ومستقبلهم"، وأدار اللقاء المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بدر زماعرة، وذلك في مقر المنتدى برام الله، بمشاركة عدد كبير من الشباب وممثلي المؤسسات والمنظمات والاتحادات الشبابية.
وقال د. البرغوثي، موضحا أن أولى هذه المحاور هي القضية الوطنية الفلسطينية، مؤكدا وجود الجهل في حقيقة أن القضية الوطنية هي أساس تحديد مستقبلنا.
وتابع: ان الاخطر من ذلك النشاط الاسرائيلي المدعوم من جهات خارجية لخلق حالة من اليأس والبؤس خاصة بين جيل الشباب، ما ينمي شعور الذاتية والفردية وينمي بافراط حالة الاستهلاك المفرط، في الوقت الذي تحاول فيه اسرائيل تكريس التطهير العرقي في 48 الى جانب محاولاتها تزوير فكرة اقامة الدولة الفلسطينية واختزالها في كانتونات منفصلة ومنعزلة، في حين أن المجتمع الدولي يقف عاجزا وغير قادر على اجبار اسرائيل لحملها على وقف النمو الاستيطاني.
وأشار الى أن الوهم المنتشر في المجتمع زاد في انتشاره حالة الانقسام الداخلي ما زاد في نمو الشعور بالانكفاء وعدم المشاركة مما يخلق حالة من الوهم المضلل، مستعرضا سلسة من الامثلة على ذلك وأهمها نكبة 48 ونكسة 67 والاجتياحات العسكرية الاسرائيلية للمدن الفلسطينية في انتفاضة الاقصى عام 2002 والحرب على غزة، وآثارها النفسية والاجتماعية والتعليمية والصحية والنفسية والاقتصادية.
وأكد د. البرغوثي على الاشكال المختلفة والمتعددة للنضال ومن الممكن مشاركة الشباب فيها ومنها النضال الاعلامي على المستوى العالمي لشرح الرواية الفلسطينية، خصوصا في ظل فشل المفاوضات وقال :"حتى لو عاد المتفاوضون الى طاولة المفاوضات فان مصير هذه المفاوضات الفشل الحتمي والاكيد فلا يوجد أمل فيها".
وأضاف أمام هذا الواقع فان أهم معركة هي معركة الرواية، مؤكدا أن الحرب القادمة مع الاسرائيليين هي حرب على الرواية والاعلام، لذلك يجب احداث تغيير في ميزان القوى للحصول على حقوق شعبنا الوطنية والشرعية.
فيما يتمثل المحور الثاني في المشاركة في صنع القرار، مبينا :"أننا نعيش حالة غريبة، مؤكدا أننا في أسوأ اوضاعنا من حيث نسبة المشاركة في عملية صنع القرار، حتى أن النواب المنتخبون في المجلس التشريعي لا يشاركون في صنع القرار".
وقال: هناك حالة تهميش واستفراد وتمركز السلطات والقرارات في يد السلطة التنفيذية، منوها الى أنه كان في السابق من الممكن احداث حالة تأثير من قبل التشريعي لكنه في الفترة الحالية موضوع على الرف، وهذا يجب أن يشكل حافزا لتفعيل المشاركة الشبابية في عملية صنع القرار من خلال المشاركة في حملات الضغط والتأثير والمناصرة.
أما المحور الثالث الذي يمكن للشباب المشاركة من خلاله فهو النضال من أجل تعزيز وترسيخ حالة ومبادىء الديمقراطية، اذ يشكل غيابها حالة خطر على حياة كل مواطن في حقه في الانتخاب والترشح، فالديمقراطية لا تكون الا اذا جرت انتخابات تشريعية ومحلية ورئاسية لمرتين متتاليتين في موعدها على الاقل.
وقال البرغوثي ان مشاركة الشباب في بناء الديمقراطية التي تعني حرية التعبير والصحافة وعدم التعدي على حقوق الناس والاعتقال التعسفي والتوظيف على قدم المساواة والشفافية الكاملة والشعور بالامان دون الخوف من ابداء الرأي، مؤكدا أنه اذا تسرب الخوف في المجتمع يصبح هذا المجتمع عاجز.
وقال قدرتنا على عكس هموم الشباب مرتبطة بمدى مشاركة الشباب مع القيادة السياسية والتشريعية، مشددا على أهمية أن يكون لدى الحركة السياسية قيادة سياسية شبابية.
وأعرب البرغوثي عن تأييده ودعمه لكافة أشكال المقاومة وبخاصة المقاومة الشعبية التي يجب أن تكون فاعلة جدا في ظروفنا الراهنة.
بدوره قال زماعرة أن هذا اللقاء الحواري الشبابي، هو حوار تفاعلي، شامل، متسامح، يعترف بالتنوع الاجتماعي والسياسي والفكري داخل المجتمع الفلسطيني، ويعزز التفكير النقدي، ويضع لبنات الإبداع والتغيير، ويوفر فضاء رحبا لانطلاقة جديدة، ويطلق العنان لقوة الكلمات والعبارات الشبابية.