فعاليات المنتدى التربوي العالمي- فلسطين تستمر لليوم الثالث على التوالي
نشر بتاريخ: 30/10/2010 ( آخر تحديث: 30/10/2010 الساعة: 16:13 )
رام الله -معا- إستمرت فعاليات المنتدى التربوي العالمي – فلسطين اليوم السبت، لليوم الثالث على التوالي في كافة محافظات الوطن، فضلا عن مدن عدة في عدد من دول أمريكا اللاتينية ، حيث يشارك في هذا المنتدى العديد من النشطاء والمثقفين والأكاديميين الفلسطينيين والعرب والغربيين، ويعتبر هذا المنتدى أحد أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني والمقاومة السلمية ضد إجراءات الإحتلال المستمرة منذ إحتلال الأرض الفلسطينية عام 1948، والهادفة إلى طمس وسرقة التراث الفلسطيني وإحلال الثقافة الصهيونية الإحتلالية بدل الثقافة الفلسطينية العربية الموروثة منذ زمن الأجداد ، فضلا عن إعتداءات المستوطنين وجنود الإحتلال المتواصلة ، والتي تستهدف التعليم والمرافق التعليمية في كافة المناطق الفلسطينية .
ويكتسب هذا المنتدى أهمية مميزة كونه يجمع أبناء الشعب الواحد في الداخل والخارج ، إضافة إلى أنه يسلط الضوء على القطاع التعليمي في فلسطين والدول العربية ويساهم في تطويره من خلال مشاركة متضامنين أجانب ذو خبرة في المجال التعليمي والأكاديمي ، ما يساهم برأي القائمين على هذا المنتدى في التنمية المجتمعية وتحقيق العدالة الإجتماعية ، والتطور في شتى النواحي، ناهيك عن أن التعليم إحدى أدوات التحرر من الإستعمار والإحتلال.
وما بين إنتشار فعاليات المنتدى التربوي العالمي في الداخل والخارج، تشكل العاصمة اللبنانية بيروت جسرا لهذه الفعاليات ، حيث تزدحم مشاركة المتضامنين العرب فيها بسبب ظروف الإحتلال في فلسطين والتي تحتم على هؤلاء بعدم القدرة على المشاركة في فعاليات المنتدى داخل الأرضي الفلسطينية ، كما تعتبر المخيمات الفلسطينية هناك جسر التواصل مع الوطن من خلال النشاطات المتنوعة التي إنتهت اليوم وكذلك التواصل مع فعاليات المنتدى في محافظات الوطن من خلال الفيديو كونفرنس .
وشملت الفعاليات هناك على مؤتمرات عدة ناقشت تعليم الفلسطينيين في الشتات ، والحالة النفسية للطفل في ظل قهر الحياة المأساوية التي يعيشونها في المخيمات والتهجير، كما تطرقت إلى التحديات التي تواجه التعليم والتعاون بين البلدان العربية ، ووضع المجتمع أمام مسؤولياته في محو الأمية المستشرية بنسبة كبيرة في عدد لا بأس به من الدول العربية ، وأيضا تلبية التعليم للسوق المحلية والعالمية والتنوع في التخصصات التعليمية .
وخلص مؤتمر بيروت الذي انهى اعماله اليوم، إلى العديد من التوصيات كان أبرازها ، إعتماد اللغة العربية لغة تأصيل وتكوين وتعليم اللغة الأجنبية بهدف التمكين والتأهيل، وتطوير التربية المدنية وتعزيز المواطنة في البلدان العربية ، وإعطاء فرص تعليم متساوي للجميع ، وزيادة التنسيق بين المؤسسات المجتمعية والتعليمية الداعم للشعب الفلسطيني ، فضلا عن إعطاء الأولية لتعليم الشعب الفلسطيني وتوفير كافة الإمكانيات له ، وكذلك الإعتناء بالحالة النفسية للأطفال الفلسطينيين بسبب الإحتلال والتهجير ، إضافة إلى التعاون في مجال التعليم بين البلدان العربية .
أما في مدن الضفة الغربية فكان للمنتدى نكهة خاصة في مدينة الخليل ، وتتسلل معاناة الإحتلال والإستيطان إلى داخل أحياء وبيوت المدينة بسبب سيطرة قطعان المستوطنين على العديد من الأحياء والبيوت داخلها ، ما يحتم على هذا المنتدى مناقشة تلك المعاناة وتأثيرها على التعليم ، كمعاناة الطلبة عند الذهاب من وإلى المدرسة وتأثير ذلك على نفسيتهم ، وتأثير الجدار على التعليم .... وغيرها ، كما شهد المنتدى نشاطات وفعاليات ثقافية وفنية ورياضية وزيارات، كعرض للمسرحيات وتنظيم معارض صور .
وصعودا إلى جوار القدس حيث مهبط عيسى عليه السلام في مدينة بيت لحم ، لم تختلف الفعاليات والنشاطات كثيرا عن الفعاليات التي أقيمت في المحافظات الأخرى ، فتطرق المؤتمر من خلال أوراق بحثية قدمها العديد من المثقفين والأكاديميين إلى دور التربية في مقاومة الإحتلال وتحقيق الإستقلال ، إضافة إقامة نشاطات تناولت حق الإنسان في العيش الكريم والحصول على مقومات الحياة في الصحة والمياه ، وكذلك مناقشة التواصل بين الشمال والجنوب في العالم، وورش عمل بحثت مواضيع مهمة على المستوى التعليمي .
ونال المنتدى أهمية كبرى كون مدينة " السلام " القدس إحدى المدن المشاركة فيه ، والتي تعتبر العاصمة الفلسطينية وتشكل إحدا الثوابت الوطنية الفلسطينية ، فضلا عن الإعتبارات الدينية والتاريخية ، وعقد في المدينة مؤتمرا تناول واقع التعليم في المدينة ومواجهته للإحتلال والتهويد ، وقدم المشاركون في هذا المؤتمر أوراق عمل عدة ناقشت واقع التعليم في المدينة كونه أداة للصمود وتعزيز الهوية والثقافة الفلسطينية العربية للمدينة وكيفية إستغلالها في مواجهة الإحتلال ، وكذلك تعدد المناهج الدراسية في المدينة وغياب المرجعيات التعليمية الموحدة للتعليم ، وتم خلال المؤتمر عرض فيلم وثائقي عن الجدار وأثاره على حياة المواطنين في المدينة ، إضافة إلى شمول المؤتمر على العديد من الأنشطة الثقافية والفنية .
وخلال اليومين الماضيين من فعاليات المنتدى في المدينة تجول المتضامنون الأجانب في المدينة وإطلعوا على جدار الفصل الذي يلتف كالأفعى حول المدينة ويفصلها عن محيطها الفلسطينية في الضفة الغربية ، وزاروا أيضا مدرسة النبي صمويل والعديد من أحياء المدينة المهددة بالهدم والتهويد .
ومرورا بمدينة رام الله ، والتي شهدت العديدي من الفعاليات بالأمس الى مدينة نابلس، حيث تناول المؤتمرون التربية كونها أداة لتحرير العقل والإنسان ، وتعمق المؤتمر حول تحرير عقل الإنسان من الصور النمطية والأوهام والمفاهيم التي تقف عائقا أمام تطور البشرية ، وقدم المشاركون أوراق عمل ، تنوعت ما بين التحديات التي تواجه التعليم في فلسطين وتأثيرها على التربية والهوية ، وواقع ومستقبل التعليم ما قبل المدرسة ، وكذلك واقع التربية الفلسطينية في ضوء الإتفاقيات الدولية ، إضافة الى مناقشتهم "رفاه الطفل في مدارس وكالة الغوث واقع وتحديات التربية كأداة لتحرير العقل والإنسان " .
وتباحث المشاركون في فعاليات نابلس، التعاون في مجال التعليم في البيئات الهشة وكيفية الإستفادة من الخبرات العلمية في الدول المليئة بالصراعات ، كأفغانستان وكولومبيا وشمال السودان، كما ناقشوا طرق فعالة لرفع الوعي بالمجتمعات في جهودها في مقاطعة إسرائيل ، فضلا عن إحتواء المنتدى في المدينة على نشاطات كثير وزيارات متعددة داخلها ، وعلاقة التعليم بالعديد من الجوانب الثقافية والإجتماعية والسياسية والدينية.
أما في شمل الضفة الغربية ، فعقد في مدينتي جنين وطولكرم كل على حدا ، العديد من الأنشطة والفعاليات الفكرية والثقافية والفنية والرياضية والجولات الميدانية ، التي ناقشت مفاهيم السلام والعدالة والمساواة وغيرها من المصطلحات ذت العلاقة مع مفهوم التربية، وما تتعرض له من تشويه في ظل الاحتلال المسيطر على الأرض وشتى نواحي الحياة الإنسانية .
كما تحدث المشاركون عن حق السجناء السيايين في التعليم ، وتناولوا في أوراق عمل التعليم في ظل الجدار والحصار وكيفية التغلب على هذه المعضلة ، ونوقش أيضا إبداعات وأراء طلابية ، مثل علاقة الطالب والمعلم من وجهة نظر الطالب ، ومعاناة أبناء الأسرى ، وإبداعات ذوي الإحتياجات الخاصة ، ودور البيئة المدرسية والأسرة في تطوير التعليم والإبداعات الطلابية .... إلخ.
هذا وستختتم فعاليات المنتدى التربوي العالمي في فلسطين يوم غد الأحد في مدينة رام الله ، حيث ستعقد ورسة عمل لتقييم فعاليات الأيام الماضية والوقوف عند أهم النقاط والنواقص إن وجدت خلال الفعاليات والنشاطات المتعددة ، وإصدار العديد من التوصيات والمطالبات التي تخص التعليم والثقافة والهوية والتربية وتفعيل التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية وكل ما يرتبط بحياة ومعاناة الإنسان الفلسطيني في كافة مناطق تواجده .