السبت: 21/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

المصري من مراكش: على إسرائيل إزالة الاستيطان وعدم الاكتفاء بتجميده

نشر بتاريخ: 31/10/2010 ( آخر تحديث: 31/10/2010 الساعة: 11:48 )
رام الله- معا- شارك منيب المصري رئيس مجلس إدارة شركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو القابضة) في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مراكش.

وأطلق المصري، خلال مشاركته دعوةً من منبر المنتدى وجهها للعالم وكافة محبي السلام لحثّ إسرائيل على العمل فوراً نحو إزالة ووقف كافة أشكال الاستيطان، والذي يقضي على فرص السلام ويدمّر آمال شعوب المنطقة بالأمن والاستقرار، ويحطّم فرص قيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على امتدادها الجغرافي وتتمتع بمقوّمات النمو الاقتصادي المستدام.

جاءت دعوة المصري لاستئصال الاستيطان خلال ندوة تمّ تخصيصها لبحث الرؤى العالمية حول الصراع العربي الإسرائيلي، وشارك فيها كلّ من فايز الطروانة نائب رئيس مجلس الأعيان في المملكة الأردنية الهاشمية، و محمد دحلان عضو المجلس المركزي لحركة فتح والمفوّض الإعلامي للحركة، وعمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، وداني روتشيلد مدير مركز هرتسيليا للسياسات والاستراتيجيات.

وأكد المصري، أن مشاركة الوفد الفلسطيني في مراكش، والمتمثّل في النخب السياسية والوطنية والاقتصادية تأتي في إطار رؤية موحّدة تنسجم ورؤية القيادة الفلسطينية والتي تتطلّع إلى دفع كافة الأطراف الدولية والمعنية في عملية السلام نحو وقف إسرائيل عن مواصلتها تعنتها ومماطلتها، وحثّها على الرجوع إلى طاولة المفاوضات على أساس الوصول إلى حلّ سلمي شامل وعادل للشعب الفلسطيني أساسه قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف.

وقال المصري، خلال مداخلته في ندوة الصراع العربي الإسرائيلي، "أن الرئيس أبو مازن قدّم كل ما يستطيع أي زعيم فلسطيني تقديمه من أجل السلام، وأن التعنّت الإسرائيلي في عدم إزالة الاستيطان هو غير مبرّر وغير مقبول، وعلى الأطراف المعنيّة أن تبادر إلى اتخاذ خطوات جادة لوقف المماطلة الإسرائيلية، وذلك لكوْنِ الاستيطان ليس مخالفاً فقط لاتفاقية وروح معاهدة أوسلو، وإنما مخالفٌ للشرائع والمواثيق الدولية كافة.

ودعا المصري، جميع المشاركين في الندوة إلى مشاركته في بثّ هذه الدعوة، لأنها مسؤولية يشترك بها كافة الأطراف الدولية والعربية ومحبي السلام في إسرائيل. وختَمَ المصري مداخلته قائلاً: "لقد استمرت المفاوضات لمدة زادت عن العشرين عاماً، وهذه هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ السلام ولجلب الأمن والاستقرار إلى المنطقة والعالم".

وردّاً على مداخلات جمهور الحضور، عبّر المصري عن حزنه لاستنفاذ الوقت اللازم للوصول إلى اتفاق سياسي عادل وشامل ونهائي مع الطرف الإسرائيلي، مشيراً إلى عدم وجود بوادر أو مقوّمات للتقدّم في العملية السلمية، بل إن المؤشرات كلها تدل على تراجع كبير في الثقة وفي اهتمام الرأي العام الفلسطيني وكذلك الإسرائيلي تجاه عملية السلام.

وأضاف المصري أن هذا "تكتيك" إسرائيلي استمرّ لسنوات، بينما يقف المجتمع الدولي دون حراك أمام إسرائيل التي تواصل اتباع أسلوب المماطلة وفرض الوقائع على الأرض.

وفي رده على سؤال حول السبب وراء إصراره على البقاء في وطنه والذي يعيش في ظل أزمة سياسية وإحباط شعبي متزايد، بينما يستطيع أن يختار العيش في أي بلد في العالم، قال المصري "لا خيار لي سوى بلدي، أريد أن أُدفنَ في بلد حرّ ووطن كريم دون احتلال ودون انتقاصٍ من كرامة أبناء شعبي. أنا باقٍ على أرضي وفي وطني، ولست عازماً على الرحيل"،

كما أضاف، "لقد قبلَ الرئيس الراحل بكل إصرار الموافقة على 22% من فلسطين التاريخية من أجل تحقيق السلام، ونحن بدورنا لن نقبل بأقلّ من ذلك، والكرة الآن في ملعب إسرائيل ونحن ملتزمون بالسلام، وإن فشلت العملية الحالية سيكون علينا البحث في البدائل".

هذا ودعا المصري في ختام الجلسة، الولايات المتحدة للعمل نحو حلّ القضية والنزاع، قائلاً أن "الولايات المتحدة قادرة على ذلك، وإلاّ فإنّ التوجّه للقيادة الفلسطينية والعرب سيؤول إلى البحث في بدائل العملية السلمية الحالية إنْ استمرّت في تعثّرها المشين هذا".

من جهته، دعا الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى إلى عقد جلسة أخرى قريباً للبحث في بدائل عملية السلام، وقال "لقد أصبح من غير المقبول وبعد عشرين سنة من التفاوض أن نستمرّ بالتفاوض وطرح المبادرات إلى ما لا نهاية، بينما تغيّر إسرائيل من الواقع الجغرافي والديمغرافي وتسلب الأرض لصالحها دون تحرّك من المجتمع الدولي.

مضيفا الى، أن إسرائيل استخدمت جميع الحيل في جعبتها ويجب أن تعي أن العرب لن يقبلوا بمرور مثل هذه الحيَل والخِدَع مرور الكرام"، وختم بقوله "لقد طفح الكيل".