الأعراس الجماعية في غزة ... فرحة بنكهة الجراح
نشر بتاريخ: 31/10/2010 ( آخر تحديث: 31/10/2010 الساعة: 15:18 )
غزة- معا- غاب الحزن عن الجميع في قاعة رشاد الشوا بمدينة غزة وعم الفرح، ولكن هذه المرة ببعض من نكهة الجراح التي رسمت بدقة متناهية على وجوه العرسان واجسادهم.. سبعة وستون عريسا زفّوا في عرس جماعي لجرحى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، مع بعض الزغاريد الفلسطينية التي ليس من الممكن أن يقام عرس في غزة دون أن تتخللها تلك الزغاريد المتخصصة بها العجوز الفلسطينية، والتي زينت الحفل باللمسة التراثية.
الحفل بدأ بزفة العريس التي طافت شوارع غزة وسط الأغاني والطبول والتصفيق من قبل المواطنين. ويؤكد أدهم البعلوجي رئيس جمعية التيسير للزواج والتنمية وهي الجمعية القائمة على هذا العرس الحامل لاسم "رغم الجراح سنواصل الأفراح"، على حرص الجمعية على مبدأ العدالة في الاختيار، مضيفا أن الجرحى سواسية في المعاناة والألم وفرصهم لتبديد معاناتهم واحدة ومتساوية في المشروع دون محاباة.
ويشدد البعلوجي على عمد الجمعية الى إجراء بحوث ميدانية على المتقدمين للتأكد من صحة المعلومات وفحص مدى حاجة المتقدم للطلب في المساعدة المادية لتوفيرها بما توفر لها من دعم مادي.
فمن بين هؤلاء الجرحى تجد جميع أنواع الإصابات العميقة فمنهم من بترت ساقه ومنهم من فقد الاثنتين، ومنهم من فقد بصره ومنهم من أصيب بالشلل.
إبراهيم أبو جزر (22 عاما) المصاب ببتر في القدم، واحدٌ من العرسان المشاركين يؤكد ل "معا"، إن الشعور جدا لا يوصف واليوم فقط شعرت أني لست جريح بوجود جميع الأحباب والناس الذين رفعوا من معنوياتنا كثيرا، ويضيف والابتسامة تحيط وجهه"إن هذا العرس بحاجة له كل جريح لأن الجريح بحاجة الى من يهتم به ويرعاه".
أما عمر الخولي (23 عاما) المصاب بشلل ربعي متمثلا بالقدمين واليد اليسرى يقول وأنا على سرير الإنعاش لم أتخيل للحظة أن يأتي هذا اليوم أبدا ولكن الحمد لله على كل شيء.
وقال إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة وسط حضور العديد من الشخصيات المهمة، إن "هؤلاء الجرحى عنوان للصمود ويقدمون للعالم في هذه اللحظة صورة بمعنيين، الأولى هي طبيعة ووحشية الجيش الإسرائيلي التي استخدمها ضد الشعب الفلسطيني قبل وخلالها وبعد الحرب، والثانية هي صورة الصمود والثبات والتضحية والعطاء والقدرة على الحياة، رغم بوارج اليهود ودباباته وطائراته فسفوره الأبيض.ويتابع هنية وسط الحضور الحافل إن هذا الحفل يعكس معنويات الشعب الفلسطيني العالية".
اما اختيار العروس فقد قامت به جمعية التيسير بترشيح الفتيات اللاتي ارتضين العيش والارتباط بالجرحى بكامل رغبتهن خاصة للجرحى الذين لم يكونوا ارتبطوا بالخطوبة وذلك من خلال وحدة التوفيق في الجمعية التي أخذت على عاتقها هذه المهمة الإنسانية.
كما ويعد مشروع تزويج سبعون جريحا من جرحى الحرب بشكل جماعي هو الأول من نوعه في فلسطين.