الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

احمد سناكرة .. ثلاثة ايام تحت ركام المقاطعة : شربت بولي واديت الصلوات الخمس .. احد الجنود داس على قدمي دون ان يراني!!

نشر بتاريخ: 22/07/2006 ( آخر تحديث: 22/07/2006 الساعة: 20:13 )
بيت لحم- معا- نشر صحيفة "هأرتس" قصة ناشط كتائب الاقصى احمد سناكرة ابن التاسعة عشرة مع الموت الذي ارادته له قوات الاحتلال التي هاجمت مقر المقاطعة بمدينة نابلس .

ويعتبر احمد سناكرة من ابرز المطلوبين الفلسطينيين الذين تذرعت اسرائيل بوجودهم داخل مبنى المقاطعة لتبرير هجومها العنيف على المبنى الذي دمر بالكامل .

استمر حصار قوات الاحتلال لمبنى المقاطعة مدة ثلاثة ايام متواصلة بحجة البحث عن مطلوبين فلسطينيين ينتمون لكتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح وابرز هؤلاء كان احمد سناكرة الاخ الاصغر لقائد كتائب الاقصى في مخيم بلاطة علاء سناكرة ولم يتبين الجيش الاسرائيلي ان سناكرة قد نجى من هجومه العنيف سوى يوم امس .

بدأ احمد سناكرة نشاطه ضمن كتائب الاقصى مع بداية الانتفاضة حيث لم يبلغ حينها الثالثة عشرة من عمره ونشط في مجال المراقبة لمصلحة المطلوبين الاخرين ونقل العبوات الناسفة وقبل سنتين من الان بدأ سناكرة بالمشاركة في عمليات اطلاق النار باتجاه قوات الاحتلال .

اصيب سناكرة مرتين الاولى عندما انفجرت عبوة ناسفة بين يديه مما ادى لبتر جزء من كف يده والثانية عندما بادرته قوات الاحتلال باطلاق النار واصابته في بطنه اصابة وصفت حينها بالخطيرة نقل على اثرها الى مكان سري لتلقي العلاج الا ان تدهور وضعه الصحي اجبر اصدقاءه على نقله الى احدى مستشفيات نابلس حيث خضع لعملية جراحية ونجح بالفرار منها عندما اقتحمتها قوات الاحتلال بغية اعتقاله .

وجد احمد سناكرة وبعض المطلوبين خلال الايام الماضية بالمقاطعة ملاذ امن لهم حيث تواجد في القسم الذي يستخدم كسجن الا ان قوات الاحتلال تلقت قبل ثلاثة ايام معلومات مفصلة عن مكان تواجد سكارنة حيث سارعت الى استقدام قوات كبيرة وفرضت حصارا شديدا على مبنى المقاطع وشرعت باطلاق نار مكثف باتجاه المبنى عدا عن قذائف الدبابات وتجريف البلدوزرات حيث افادت مصادر امنية فلسطينية ان قوات الاحتلال اطلق ما لايقل عن 92 قذيفة دبابة باتجاه مقر المقاطعة المحاصر بهدف ارغام سناكرة على تسليم نفسه الامر الذي ادى الى استشهاد ثلاثة مطلوبين وتسليم العشرات لانفسهم عدا سناكرة .

وقال احمد سناكرة في معرض سرده لقصته مع الموت " طوال ثلاثة ايام شربت البول ولم استسلم ورغم هدم قوات الاحتلال اقسام المقاطعة قسما وراء الاخر ونداءات قوات الاحتلال التي تطالبني بالاستلام وكنت اسمعهم ينادون ويقولون اخرج يا ابو ايد مقطوعه ، نحن سنعطيك ماء لتشرب وسنطعمك ، والحياة جميلة هيا اخرج ،لكنني كنت مصمما على عدم الاستسلام وقررت ان الاعتقال لا يعتبر خيارا لي فاما الاستشهاد او استطيع الفرار والنجاة ".

واضاف سناكرة " في مرحلة معينة اقترب الجنود من كومة الركام حيث كان يختبئ حيث نام لمدة يوم كامل على جانب واحد من جسده دون ان يتمكن من الحركة للجانب الاخر وفي احدى المرات تقريبا داس احد الجنود على قدمي ولكنني لم اتحرك وصليت لله عز وجل وعندما حدثوني عن الطعام والشراب شعرت بالعطش وقمت بالبول في حذائي وشربت بولي لكسر دائرة عطشي ولم اكن في لحظة مستعدا للانكسار وتسليم نفسي ".

وتيمم سناكرة من تحت ركامه لانعدام ماء الوضوء لاقامة صلاواته الخمس يوميا وقال " كنت التيمم استعدادا للصلاة التي كنت اقيمها بالعين بدلا من الحركات المعهودة وانا متاكد بانني اقمت الصلوات الخمس يوميا طيلة فترة الحصار وعندما اقترحت عائلتي تسليم نفسي لمنظمة الصليب الاحمر رفضت ذلك لانني لم اكن متأكد بانني على قيد الحياة فثلاثة ايام دون نوم اوطعام او ماء عدا بعض البول هذا كله من الله الحمد لله ".

غادرت قوات الاحتلال الموقع لقناعتها بان احمد سكناكرة قد فارق الحياة ومع انسحاب قوات الجيش وصل شقيق سناكرة واصدقائه وشروع بازالة الركام خصوصا في منطقة القسم الذي تواجد فيه وكانت المفاجأه كبيرة حين اكتشفوا ان احمد حي يرزق .

وانطلقت في مخيم بلاطة حيث يسكن مسيرة فرح عفوية ووصف ناشطون في كتائب الاقصى ما حدث بالمعجزة التي اضيفت الى قصص البطولة الفلسطينية خلال الانتفاضة واكدوا بان قائد الجيش الاسرائيلي في الضفة رافق العملية شخصيا مما يعتبر فشلا كبيرا له وفوزا عظيما لنا .

وقال شقيق احمد سناكرة :"الحمد لله ولروح احمد القتالية والتصميم العالي الذي يتمتع به احمد وجميع رجالنا ".

ناصر بو عزيز احد قادة كتائب الاقصى قال "لقد علمنا الاسرائيلين درسا بانهم لايستطيعون كسر روحنا وارادتنا الجنود نادوا على احمد وقالوا تعال سنعطيك كنافة وذلك بهدف كسر معنوياته اما الان سنأكل كنافة النصر ".