الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مشاهدات فرانك سيمون مراسل "فرانس فوتبول " خلال جولته بالضفة

نشر بتاريخ: 31/10/2010 ( آخر تحديث: 31/10/2010 الساعة: 16:17 )
رام الله - معا - متابعة دائرة الاعلام بالاتحاد - في الحلقة الثانية من تقارير مراسلي الصحافة الأوروبية الذين استضافهم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في الاول من اكتوبر 2010 للاطلاع على الساحة الرياضية الفلسطينية بشكل عام وعلى كرة القدم بشكل خاص ... وتغطية أحداث المباراة الرسمية الاولمبية بين المنتخبين الفلسطيني والأردني التي فاز فيها الاولمبي الفلسطيني بهدفين مقابل لا شيء، واستكمالا للموضوع نقدم لقارئنا العزيز تقرير صحيفة " فرانس فوتبول" الرياضية المشهورة بقلم مراسلها فرانك سيمون الذي قضى ثمانية أيام في الضفة الغربية متجولا بين الأندية وشاهد العديد من المباريات وقابل لبعض اللاعبين وعلق على الأوضاع والمعيشة اليومية للشباب الرياضي الفلسطيني ....

يقول فرانك سيمون في تقريره المترجم:
رحلتنا التي انطلقت من باريس كانت طويلة جدا: تركيا، تل أبيب، وبعد ذلك العبور في طريق لمدة ساعة قبل الوصول إلى قلب فلسطين في وقت متأخر من الليل، وأخيرا نحن في رام الله في الضفة الغربية وصلنا قبل عدة أيام من زيارة جاك روغ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية لهذه المنطقة، فالمدينة آمنة، وهناك مرشد لمساعدتنا هو موسى بزاز، فرنسي يعيش في رام الله منذ عام وهو أيضا مدرب المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم وكذلك مساعدة الجزائري نور الدين ولد علي، ولا ننسى كذلك السيد جيروم شابين "مستشار السلطة الفلسطينية لتطوير الرياضة وكرة القدم والذي شغل منصب مدير العلاقات الدولية لاتحاد كرة القدم العالمي، الفيفا" لأكثر من 10 سنوات.

فاستقبالنا كان حارا جدا واستقبلنا أيضا لعدة دقائق رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والذي يرأس أيضا اللجنة الاولمبية الفلسطينية السيد جبريل الرجوب، وقد أبدى اهتمامه الشديد والخاص بزيارة طاقم ( فرانس فوتبول ).

الصراع الدبلوماسي
بعد عودته من البطولة الإقليمية في عمان، الأردن (بطولة كرة قدم لمنتخبات اتحاد غرب آسيا) يستعيد موسى بزاز نشاطه حيث يعمل على تحضير المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم لملاقاة نظيره الروسي دينامو موسكو في مباراة ودية ستقام في روسيا، حيث تشمل هذه التحضيرات اتصالات هاتفية باللاعبين المقيمين في الخارج، إرسال استدعاء للنوادي.

وبالنسبة لبعض اللاعبين، فان حصولهم على تصريح إقامة في الضفة من إسرائيل هو أمر إجباري لا مفر منه وفي كثير من الأحيان يتم رفض طلب هذه التصاريح خاصة للاعبي غزة، لذلك لابد من كسر هذه السياسة، ولاحقا خلال اليوم، قمنا بجولة صغيرة في ملعب الرام الذي تم افتتاحه في 26/10/2008 من قبل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السيد جوزيف بلاتر شخصيا، وهنا ستقام المباراة الافتتاحية الرسمية بين المنتخب الاولمبي الفلسطيني ونظيره الأردني بحضور جاك روغ ,و في هذه الساعة 20 لاعبا يتم تدريبهم على أرضية هذا الاستاد الوطني.

مثيل باتيستوتا
هناك عدد من العمال يعملون هنا وهناك . وينظفون الممرات ، بعضهم ينظفون صالة الاستقبال وغرف تبديل الملابس , وهناك على مقعد البدلاء رجل يبلغ من العمر 68 عاما ، المدرب التونسي مختار التليلي الذي وصل إلى المنطقة في أيار الماضي ، تحدث لنا عن خبرته كمدرب سابق لفريق اسبيغيونس تونيزي ( الأمل التونسي ) . وبعد انتهاء التدريب ، ساعدنا كابتن مختار في الترجمة لدى احد لاعبيه الذي يشبه الأرجنتيني جابريل باتيستوتا ( رأفت عياد ) لاعب جبل المكبر والمنتخب الوطني الفلسطيني .

النجيل لنابلس
في اليوم التالي لوصولنا إلى الضفة الغربية، فقد اتخذنا طريقنا لشمال فلسطين على طول الطريق، هناك السياج والحواجز في طريقنا، استطعنا اكتشاف الحياة اليومية للفلسطينيين الذين يضطرون للسفر عبر هذه الطرق . وقد لاحظنا أيضا فرق الألوان في لوحات السيارات، فإذا كانت لوحة خضراء أو حمراء فان مسار حركتها مقيد ولكن إذا كانت صفراء فلها الحق في دخول المناطق الإسرائيلية والآن لقد وصلنا إلى أبواب نابلس حيث تقع نابلس في وادي ومحاطة بجبال، فالساعة الآن االعاشرة صباحا ودرجات الحرارة وصلت 40 درجة مئوية . هذه المدينة قديمة جدا، بناها الرومان والدليل على ذلك وجود الكثير من الآثار الرومانية.

الصعوبات اليومية
تضم نابلس ناديين للمحترفين في الضفة الغربية ، مركز بلاطه في مخيم بلاطه للاجئين ومركز شباب عسكر في مخيم أخر للاجئين حيث أن أغلبية اللاعبين في هذين الفريقين هم من أبناء هذه المخيمات الموجودة منذ عام 1950 فقد دخلت هذه الكيانات الاجتماعية إلى طريق الاحتراف بواسطة السيد جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، فالنوادي المستفيدة من دعم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تعاني من حياة يومية صعبة سببها الاحتلال ، وهذا ما يتردد على لسان رؤساء هؤلاء النوادي فمثلا ، عندما يريدون التنقل إلى مدينة أخرى للمشاركة في مباراة فان الاحتلال الإسرائيلي يقيد حركتهم وقد يحتجزهم لساعات طويلة وهذا يجبرهم على الخروج قبل موعد اللقاء بعدة ساعات هذا أن تمكنوا من الوصول في الموعد . وفي كل موسم وبسبب هذه الإجراءات هناك عدد من المباريات قد تم إلغاؤها.

النجيل الاصطناعي
بما أن الديربي هو الطريق للوصول إلى البطولة فان الفريقين المتنافسين يتقاسمان ملعب البلدية الذي يقع في قلب مدينة نابلس وهو مبني منذ عام 1940 ابان وجود البريطانيين ، وهو احد أقدم المعالم الرياضية في فلسطين . فمنذ العام الماضي ، تم تغطية هذا الملعب بنجيل آخر من النجيل الاصطناعي , وفي داخل الملعب العمال نشيطون حيث يهتمون بنظافة وترتيب غرف تبديل الملابس الخاصة باللاعبين . أما المنصة الوحيدة الموجودة فهي متواضعة ولكنها جديدة ولكن قريبا سوف يتم منح هذا الملعب مدرج يتسع ل6000 مشجع . ويشمل هذا الملعب أيضا مدخل للعائلات والمعاقين . وقد تناولنا قطعة من الكنافة وهي حلوى محشوة بالجبنة وتشتهر بها مدينة نابلس .

محمد شبير ، حارس مرمى مقيد الحرية
التقيت محمد شبير ، 23 عاما ، طالب تربية رياضية في الجامعة وهو احد أفضل اللاعبين في فلسطين يشغل مركز حارس مرمى نادي شباب الخليل ( الخليل هي الاسم العربي (هيبرون وهي مدينة فلسطينية تقع جنوب مدينة القدس ).
ولكن خلف ابتسامته ، فانه يخفي معاناة كبيرة سببها انه من غزة لذلك فهو لا يستطيع التنقل بشكل حر . ففي حزيران الماضي ، وأثناء عودته لأرض الوطن بعد المشاركة في مباراة ودية في السودان ، قامت القوات الإسرائيلية بمنعة من الدخول إلى الضفة الغربية واحتجزته على الحدود الأردنية فما كان لديه خيار إلا الانتظار في عمان عاصمة الأردن لمدة 3 شهور .

لم ير عائلته إلا مرة واحدة منذ 3 سنين
عشية الزيارة التاريخية لرئيس اللجنة الاولمبية للضفة الغربية ، تحدث شبير عن قصة احتجازه وقال بان ذلك كان صعبا جدا عليه حيث انه لم يكن يعرف متى يستطيع العودة إلى رام الله . واستطاع شبير أخيرا الدخول إلى الضفة الغربية بعد معركة قانونية كبيرة وضغط كبير من الفيفا . وبسبب هذا الاحتجاز ، فقد خسر المشاركة في بداية دوري المحترفين ، قام بتغيير النادي حيث كان حارسا للمرمى في مركز شباب الأمعري ( مخيم فلسطيني للاجئين ) . في ذلك الوقت ، فان شبير يعيش في الضفة الغربية ولكنه لا يستطيع التنقل بشكل حر . عائلته تعيش في غزة ويقول انه رأى عائلته مرة واحدة منذ ثلاث سنوات . وحاله كحال لاعبين غزة ، فلا يستطيع التنقل وسوف لن يشارك في المباراة الودية التي ستقام خلال أيام بين المنتخب الوطني الفلسطيني ودينامو موسكو في روسيا، وفي ذلك يقول شبير " انأ كأي لاعب أخرفي العالم لماذا لا استطيع التنقل بحرية ؟
لماذا احتاج لكل هذه الأوراق للتنقل داخل بلدي ؟ "


ارتداء الزي الرياضي الوطني ، هو أمر حيوي بالنسبة له
في هذه الأيام ، فان شبير يعيش في خوف كبير من توقيفه على الحواجز العسكرية الإسرائيلية بسبب عدم منحة تصريح يسمح له بالتنقل الحر ومن غير صعوبات .
ومع ذلك شبير لا يريد التخلي عن حلمه : " ارتداء الزي الرياضي الوطني "
يقول : هو أمر حيوي بالنسبة لي وبالرغم من كل الظروف الصعبة التي أعيشها فانا أريد أن استمر لان هذه ارضي . أما موسى بزاز ، مدربه ، فقد يئس من عدم إمكانية اختياره كما يتمنى حيث تم تقييم رمزي صالح واختياره وبالنسبة للفرنسي موسى بزاز دعوته مع كل هذه الصعوبات في التنقل والحركة هو صراع دائم .

عشية الاحتفال في الرام
في مساء الاثنين في استاد الرام ( احد ضواحي مدينة القدس ) ، ربما كابتن مختار لم يتكلم كثيرا . ولكن في اليوم التالي غمرت السعادة لاعبين المنتخب الاولمبي ومدربهم الستيني وذلك بعد فوزهم على المنتخب الاولمبي الأردني 2-0 وبحضور الجمهور الكبير كما حضر جاك روغ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية ووفد عريق من أعضاء اللجنة الاولمبية الذين حضروا إلى المنطقة في زيارة رسمية استغرقت 4 أيام ، استطاع المنتخب الاولمبي أن يخطف فوزا انتظره بفارغ الصبر بتسجيل أول هدف في نهاية الشوط الأول . حيث استطاع إياد أبو غرقود ، الذي يلعب في المركز الأمامي وهو لاعب في مركز الأمعري في البيرة ومن سكان غزة أن يحقق هذا النجاح في عشر الدقائق الأخيرة من المباراة ، ومن الجدير ذكره بان هذا الإستاد الوطني الصغير الذي افتتحه بلاتر رئيس اتحاد مرة القدم العالمي في 26/10/2008 كان بمثابة لوحة مزخرفة خلال المباراة حيث أن ثلث الجمهور كان من الفتيات الفلسطينيات .

سعادة البزاز وطاقمه
في هذه المباراة نستطيع أن نرى على المنصة كابتن موسى بزاز ، فرنسي الأصل ومدرب المنتخب الوطني الفلسطيني ، برفقة مساعده الجزائري نور دين ولد علي اللذين قاما لمشاهدة المباراة ومراقبة أداء اللاعبين حيث يضم المنتخب الاولمبي 4 لاعبين من المنتخب الوطني الفلسطيني . فلم يستطيعا إخفاء سعادتهما بنتيجة المباراة حيث أعطتهم هذه المباراة فرصة لكي يظهروا جهدهم المبذول في تدريب لاعبين المنتخب الوطني والمنضمين إلى صفوف المنتخب الاولمبي خاصة لاعب الدفاع وكابتن رأفت عياد الشاب الساحر الذي له مستقبلا واعدا .

موسكوالمرحلة القادمة لفلسطين
يجب أن لا ننسى بان رأفت عياد سوف ينتقل بلا شك إلى موسكو حيث ستكتمل تشكيلة المنتخب الوطني الذي سيواجه دينامو موسكو في 9/10/2010 . وتعتبر هذه المباراة بطريقة أو بأخرى مباراة العودة خاصة وأن دينامو موسكو قد التقى بالمنتخب الفلسطيني قبل عدة أشهر في أريحا حيث انتهت المباراة بالتعادل 1-1 .

ومن الجدير ذكره، أن كابتن موسى قرر استدعاء 15 لاعبا للانضمام إلى المنتخب . أما باقي اللاعبين ، ( عدد منهم لا يزال في الأردن منذ نهاية بطولة غرب آسيا في أواخر أيلول فضلا عن الثلاثة لاعبين الآخرين الذين يلعبون في صفوف الوحدات ) ، منهم أيضا في الكويت في السويد وفي فرنسا ( محمد شتريت لاعب في نادي جي أي درانسي والذي التقى المنتخب في موسكو ).

أما بالنسبة للرحلة ، فهي بالتأكيد طويلة لان الفلسطينيين يجب أن يتوجهوا أولا إلى الأردن قبل الذهاب إلى أوكرانيا . وأخيرا ، سوف يكون هناك جولة أخرى حيث سيكون اختيار اللاعبين يعتمد على المنافسة وذلك من اجل المشاركة في الجولة التحضيرية لكأس العالم القادم ، حيث من المتوقع أن يواجه المنتخب الفلسطيني نظيره الفرنسي في مباراة ودية في فرنسا.