الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مواصلة اعمال مؤتمر مؤسسة الدراسات الفلسطينية بجامعة بيرزيت

نشر بتاريخ: 31/10/2010 ( آخر تحديث: 31/10/2010 الساعة: 18:58 )
رام الله- معا- تواصلت اعمال مؤتمر مؤسسة الدراسات الفلسطينية في جامعة بيرزيت الذي يعقد تحت عنوان "البحث عن فلسطين: ثغرات وآفاق بحثية"، حيث شهد اليوم الاحد انطلاق ثلاث جلسات أخرى.

وتمحورت الجلسات حول سياسات الثقافة الفلسطينية وقوانينها، وتباين الحقول التي تتحرك خلالها، وتطرقت في تارة أخرى إلى دور الجامع في بناء الأنساق التربوية للحركات الاسلامية وتكوين ثقافة خارج المؤسسة الأكاديمية، إلى جانب قراءة نقدية قدمتها الباحثة عرين هواري حول مفهوم تشكيل الرجولة الفلسطينية، شملت استطلاع آراء رجال عايشوا فترة الحكم العسكري الاسرائيلي منذ عام 1948- 1967.

من جانبه قدم الكاتب والناقد الأدبي حسن خضر مقاربة للتجليات الثقافية خارج سياقها الاجتماعي والسياسي، وتحيزاتها الأيديولوجية، حيث تطرق في حديثه إلى وجود تباين شاسع بين الحقول الثقافية التي دار خلالها الشعب الفلسطيني، خلال فترات مختلفة من الاحتلال الإسرائيلي، وحتى قيام السلطة الوطنية الفلسطينية.

وبين خضر أنه لا يمكن الحديث عن الحقل الثقافي الفلسطيني، بدون الأخذ بعين الاعتبار إنهيار وتشتت الناظم الجمعي للشعب الفلسطيني، بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، وخضوع الفلسطينيين لحقول ثقافية جديدة، لم تكن متناسبة مع النسق الثقافي الذي نشأ معه.

كما بين الباحث حسن خضر- وهو يحلل علاقة السلطة بالثقافة، انه ما زال هناك اختزال للثقافة والمثقف، ونأيٌ له عن علاقات الإنتاج والتأثير داخل المجتمع، مشيرا انه ومع إنشاء السلطة الفلسطينية أصبحت علاقات القوة تحكم وضعية الثقافة والمثقف وتأثيره، موضحا ان هذا ما يجب التوسع بدراسته وتأثيره على النسق الثقافي، على حد قوله.

وحول موضوع تشكل الهوية الرجولية لرجال فلسطينيين أصبحوا عنوة مواطنين داخل إسرائيل، تمحورت مداخلة الناشطة النسوية عرين هواري، وهي الناشطة في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، التي تناولت خطابات ومفاهيم الرجولة، إبان الحكم العسكري الاسرائيلي في الفترة منذ 1948- 1967، وأظهرت ان تفاوتا كبيرا ساد في تلك الفترة حول معنى الرجولة، والنظرة للرجل وهيمنته، ودورة في الأسرة والمجتمع، والتي توصلت من خلال مقابلات مع رجال عايشوا تلك الفترة من الحكم العسكري الاسرائيلي، أن سياسات المحتل، ساهمت بشكل كبير في ترسيخ صورة الرجل "المهيمن" وذي السلطة النافذة، إلى جانب كيفية الحفاظ على الصورة الرجولية، حيث ثبت لها من خلال القصص والروايات التي سردها أولئك الرجال، أن الصمت والخوف والبحث عن لقمة العيش، وأحيانا التعاون مع السلطة، هي الطرق التي يتم بناء عليها تقييم الرجولة وتأكيدها.

من ناحيته، اثار الباحث هاني عواد، الذي يعمل على إتمام رسالة الماجستير بعنوان "الحداثة الجوّانية وسياسات الإجماع في فكر عزمي بشارة"، نقاشا جدليا حول ضرورة فهم النسق التربوي الذي أفرز ظهور الإسلاميين، وكيفية بناء العلاقة مع الأنساق الأخرى.

كما أشار عواد ان ظهور وسائل التواصل الحديثة، كالتلفاز والانترنت، أدى إلى انهيار منظومة الشيخ التلميذ، التي احتلت باعا كبيرا في التربية الحزبية للحركات الإسلامية، واوجدت مصادر جديدة شكلت انماطا جديدة من مصادر المعرفة.

كما حمَل الباحث هاني عواد على الجامعات الفلسطينية، عدم اكتراثها بدور المسجد( الجامع) في توليد نمط من انماط المعرفة، داخل المجتمع الفلسطيني، معتبرا ان المسجد حظي باهتمام كبير كونه ساهم في تشكيل النسق الثقافي للإسلاميين، وتكوين نوايا العمل الإسلامي ذي الركيزة المجتمعية.

أما في الجلستين الأخيرتين من المؤتمر، فقد توسعت مساحة الحديث التاريخي والجغرافي، وربطه بالدراسات الاجتماعية، حيث أعاد د. سليم تماري مدير مؤسسة الدراسات الفلسطينية النظر في حدود وجغرافية فلسطين خلال العهد العثماني، وفق التقسيمات الإدارية التي حمكها البعد القومي في سورية وفلسطين.

أما د. منير فخر الدين أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت، فقد ركز في مداخلته على الجولان السوري المحتل، وعمليات التطهير العرقي التي نفذها المحتل الإسرائيلي هناك، بهدف إفراغه من سكانه الأصليين، وحاول في حديثه التقريب بين فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل، من خلال تحديد التقارب البنيوي بين الحيزتين.

من جانبه، استعرض د. عصام نصار، أستاذ التاريخ في جامعة ولاية إلينوي، الأرشيفات الفوتوغرافية المتوفرة والمتاحة للباحثين، إلى جانب عيوب الاستفادة منالصورة الفوتوغرافية كوثيقة تاريخية متاحة، حيث انها تتعرض كثيرا للتزوير والتبديل.

واختتم المؤتمر بجلسته الأخيرة، التي تركز الحديث خلالها على الثغرات التنموية والاقتصادية في فلسطين، والتجارب التي خاضها الباحثون من اجل كسر القيود الاقتصادية، كما توسع الحديث ليشمل التطرق إلى أكثر المعيقات التي تقف حائلا اما انفتاح آفاق جديدة للبحث والتنقيب عن المصادر، وما يرتبط بالسلوك المعرفي وإنتاجياته.

وفي ختام المؤتمر أكد د. سليم تماري، مدير مؤسسة الدراسات الفلسطينية، أن الأبحاث التي قدمت خلال جلسات المؤتمر الست، سيتم تنقيحها وجمعها في كتاب واحد وتوزيعه من اجل ان تعم الفائدة للجميع.