الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

معدل 99% بدون منحة- "معا" و"أمان" تفتحان ملف نزاهة وفساد منح الجامعات

نشر بتاريخ: 01/11/2010 ( آخر تحديث: 02/11/2010 الساعة: 11:11 )
بيت لحم- معا- الى متى تذهب المنح الدراسية والبعثات التعليمية لأناس دون أناس؟ ما حقيقة اتهام سفاراتنا في مصر ورومانيا وروسيا ببيع البعث بالدولارات للطلبة ؟ واين تذهب الاموال؟ هل يتقاسم البعض اموال البعث مع سماسرة ام انها ادعاءات باطلة؟ هل الحكومة مقصرة وتأخير الإعلان عن أصحابها يفوت الفرصة على الفقراء؟ هذه الكلمات والتساؤلات، جاءت خلال عشرات الرسائل والمكالمات الهاتفية التي تلقتها شبكة "معا" الإذاعية قبيل وأثناء الحلقة الخاصة من برنامج "على الطاولة" فهل تصدق الاتهامات ام انها تطلق جزافا ولماذا لا تقدم الادلة الكاملة للجهات المسؤلة وللقضاء في مثل هذه التجاوزات في حالة حدوثها ..وفي حال وصلت هل ينظر بها؟؟كل هذه الاسئلة واخرى تم طرحها في الحلقة التي تم اعدادها بالتعاون مع مؤسسة الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة - أمان.

واستضاف البرنامج، كلا من مدير عام المنح والبعثات في وزارة التربية والتعليم العالي انور زكريا، ومفوض مؤسسة امان لمكافحة الفساد عزمي الشعيبي، لمناقشة بحث خاص لمؤسسة امان حول شفافية ونزاهة المنح والبعثات الجامعية المقدمة من وزارة التربية والتعليم العالي للعام الدراسي 2010.

كممثل لوزارة التعليم العالي انور زكريا، تحدث بشكل موجز عن المنح التي تقدمها الوزارة والمؤسسات الخاصه، مبينا ان كل المنح سواء تلك المقدمة من الرئاسة الفلسطينية او مجلس الوزراء او من الجامعات الفلسطينية تقسم الى منح داخلية ومنح خارجية، فالمنح الداخلية تشمل العشرة الأوائل على فلسطين في الفرع العلمي والادبي وهي منح الرئيس للمتفوقين والأول على محافظات الوطن والفرع التجاري والصناعي، بالاضافة الى منح مجلس الوزراء المقدرة بمليون دولار سنويا لفصل دراسي واحد، و150-160 منحة سنويا دائمة من قبل الجامعات.

واضاف زكريا، ان الوزارة تختار أسماءهم بشرط ان تحدد بمعدل تشترطه الجامعة، بالاضافة الى منح المؤسسات الوطنية والتي وصلت هذا العام الى 200 منحة دراسية، بحيث تراعي الظرف الاجتماعي والتفوق للمتقدم لها، اما المنح الخارجية فهي المنح التي تقدمها الدول العربية والاجنبية في مختلف التخصصات لخريجي الثانوية العامة، بالاضافة الى منح للدراسات العليا للماجستير والدكتوراة والتي تعتمد بشكل اساسي على معدل التوجيهي والجامعه للدراسات العليا.

من جانبه، اكد عزمي الشعيبي وجود مداولات كثيرة حول حق الطالب في الحصول على المعلومات، مطالبا في ذات الوقت الوزارة ضرورة نشر التعليمات والإعلانات عن المنح من خلال الصحف وموقع الوزارة، والوصول الى المدارس ونشر الإعلانات هناك من خلال آليات متطورة تسهل على الطلاب وأولياء الأمور متابعة اخبار المنح، في ظل تدني معدلات القراءة بين المواطنين لأخبار الصحف والمواقع الالكترونية للوزارات.

دليل إرشادي لطلبة التوجيهي حول المنح:
بدوره قال زكريا، ان وزارته تقوم كل عام بعمل دليل إرشادي للمنح وكيفية التقدم للجامعات الفلسطينية، وتوزع النسخ على طلاب التوجيهي وهنالك محاولة للتواصل مع المرشدين الاجتماعين في المدارس لتعريف وتوعية الطلاب في طبيعة المنح الدراسية المقدمة، كما يتم الاعلان في الجامعات عن المنح عن طريق شؤون الطلبة.

وفي موضوع تعامل الجامعات مع الفترة المحددة للمنحة، اعتبر الشعيبي انها غير منصفة، حيث ان هناك بعض الجامعات التي تحدد موعد للدفع ويكون الطالب لم يحصل على المنحة بعد، مما يضطره لدفع القسط الجامعي بالكامل، لذا يجب التنسيق من قبل الوزارة حتى تكون المنح قبل مواعيد الدفع في الجامعات لان بعض الطلاب لا يملكون المال لدفع القسط الجامعي، لهذا لا يتقدمون بطلب للجامعة ويخسرون مقعدهم الدراسي.

ورأى زكريا، ان هناك حاجة ماسة لوجود لجنة تنسيق موحده يتم الإعلان من خلالها عن اسماء المقبولين في الجامعات بشكل موحد، تبعد الطالب عن التعرض للضغط المادي بسبب عدم تمكنه من دفع القسط الجامعي.

كما استعرض الشعيبي، أهمية تكريس الشفافية والنزاهة وتوفير المعلومات والبيانات المرتبطة بالمنح الدراسية للطلاب بما يساهم في تعزيز المصداقية والشفافية وثقة المواطنين بالمؤسسات العامة، مشيرا الى سلسلة من الاجتماعات مع التعليم العالي في هذا الاتجاه من خلال الاحتكام الى الأسس والمعايير في إدارة الشأن العام بما يجعل هذه الأسس والمعايير قاعدة للمحاسبة والمساءلة للمسؤولين عن أعمالهم امام الجمهور.

واوضح الشعيبي، ان عقد هذه الحلقة يأتي في اطار توضيح المعلومات المرتبطة بآليات وأسس حصول الطلبة على المنح والبعثات الدراسية ومن اجل تكريس الشفافية في التعامل مع الجمهور والاجابة على التساؤلات لديه حول هذا الموضوع، مؤكدا الحاجة الى المزيد من الدراسات في هذا الموضوع، مشيرا الى ان مؤسسة "أمان" قامت بإنشاء مركز لاستقبال الشكاوي في كل قضايا الفساد واي مخالفات في المنح.

وهكذا، فقد تخلل الحلقة العديد من مداخلات المواطنين حول هذا الموضوع، وتحدث الصحفي محمود الفطافطة عن ادخال التعليم الموازي في المنافسة على منح الجامعات، بالاضافة الى تدخل السفارات في الخارج بالمنح الخارجية، وكيفية التحكم من قبل الوزارة بالمنح لطلاب قطاع غزه والية الاختيار.

كما تحدث اسامه عدوي والد الطالب محمد عدوي الحاصل على معدل 99% في الفرع العلمي وقال "انه تقدم للوزارة لمنحة ولم يحصل على شيء وتقدم الى كلية الطب في جامعة ابو ديس ولم يحصل على منحة ايضا، فما العمل؟.

اما الطالبة قمر، فقالت "انها حصلت على معدل 96% وتريد التقديم الى الصيدلة ولا يوجد منحة وبحثت في موقع الوزارة ولم تجد".

حسني من طولكرم، قال " حصل ابني على معدل 97.7 واعطوه منحة مجلس الوزراء الا انه لم يعطى المنحة بحجة عدم توفر المال وان جميع الذين حصلوا على المنحة تم اعطاءهم المال الا ان ابني لم يعطى المال، اريد ان اعرف الآلية التي تتم في اعطاء الطالب المنحة؟.

وقال المواطن شكري من طولكرم، ان لديه مشكلة من عام 2005 وحصل على 97% ولم يحصل على المنحة وان الطلاب الذين حصلوا على معدلات اقل بكثير منه حصلوا على منح، فأين الخلل؟.

اما الطالبة ديانا والتي تدرس الصيدلة فقالت، "انها تقدمت لمنحة ولم تحصل على منحة وان اصحاب الدخل المحدود يحتاجون الى منح وقدمت الى اكثر من مكان ومعدلها 96".

وفي اخر المداخلات التي استمع اليها المشاركين من جملة كثيرة من المكالمات التي اعاقها الوقت، قالت المواطنة ام ولاء ابو سنينة من قلقيلية ان ابنتها حصلت على منحة من الرئيس في عام 2008، ولم تحصل حتى الان على المنحة رغم تفوق ابنتها والحصول على معدل 98.4 في المرتبة الاولى على مستوى قلقيلية.

انور زكريا بدوره، رد على هذه المداخلات وعلى ما تقدم به الصحفي محمود فطافطة، مبينا ان التعليم الموازي لا يمكن ان يدخل ضمن المنافسة فهو بطبيعة الامر لم يحصل على معدل يؤهله لمنحة.

وعن تدخل السفارات، اوضح زكريا ان المنح لا تقدم الا عن طريق الشراكة، فلا يتم تحديد المستفيد من المنحة الا من خلال اخذ هذا القرار من اكثر من جانب، ووزارة الخارجية تساعد في موضوع السفارات.

في موضوع طلاب قطاع غزة، بين زكريا عدم وجود مكتب للتعليم العالي هناك بسبب الظروف السياسية، موضحا ان الطالب في غزة بامكانه التقدم للمنح عن طريق جامعة الازهر او موقع الوزارة الالكتروني.

كما تحدث زكريا، عن مشكلة تواجه طلاب غزة تتمثل في الاعتذار والاستنكاف عن المنحة في اخر لحظة بسبب الظروف وصعوبة الخروج من القطاع.

وفي معرض اجابته على استفسارات أولياء الأمور والطلبة، تطرق زكريا الى قضية الطالب محمد عدوي قائلا، "هذا الطالب تقدم الى منحة خارجية ليحصل عليها بسهولة، اما للمنحة الداخلية فلا يوجد غير مقعد واحد للمنحة في كلية الطب ويؤخذ الطالب الأعلى معدل ولكن المشكلة ان عدد المقاعد محدود بسبب ارتفاع التكاليف على الجامعة، وبالتالي فالمطلوب ان يطلب منحة في مكان اخر، وسيتم النظر في الموضوع والقضية واعطائه منحة في جامعة اخرى، مع وضوح وجود اشكالية في منح الطب بالجامعات الفلسطينية وتيسرها في الخارج".

اما باقي القضايا، فوعد زكريا بصرف منحة مجلس الوزراء لجميع الطلاب الذين حصلوا على معدل 95.5% فما فوق في الفترة القادمة في الضفة الغربية، و94% فما فوق في قطاع غزة، مرجعا سبب التأخير في الصرف لبعض منهم الى التأخر في المعاملات واستكمال الاوراق الثبوتية، وانه بمجرد استكمال الاوراق سيتم معالجة كافة الامور.

وبخصوص طلبة الصيدلة في جامعة النجاح، اكد زكريا ان هنالك منحة داخلية لجامعة النجاح وبانتظار صدورها لأعلى معدل، ومع ذلك من لا يحصل عليها وكان معدله وفق المطلوب سيحصل على منحة مجلس الوزراء كاملة.

وبخصوص الطلاب من الأعوام الماضية ولم يستوفوا الأوراق اللازمة، اكد زكريا انهم سيحصلون على منح مجلس الوزراء بأثر رجعي وان لا خوف من ضياع أي شيء عليهم.

واكد زكريا، ان قضية الإعفاءات الأكاديمية من قبل الجامعة هي امور داخلية للجامعة، ولا تتعلق بالوزارة وانها تعتمد على مبدأ المنافسة للمعدلات.

وتطرق زكريا، الى آلية الحصول على منحة مجلس الوزراء مؤكدا عدم صرف وزارة المالية لأي منحة دون احضار سند الدفع الرسمي من الجامعة، وهذا من شروط وزارة التعليم العالي.

الشعيبي: المنح والمقاعد الخارجية اكبر المتهمين ونطالب بهيئة وطنية

بدوره رأى عزمي الشعيبي، أن وزارة التعليم العالي تقدمت في السنوات الاخيرة في موضوع المنح الداخلية، لكن العقدة والاشكال في المنح الخارجية التي تدخل فيها قضية الواسطة والمحسوبية بشكل كبير، وتتعرض من خلالها وزارة التعليم لضغوط كبيرة.

ورفض الشعيبي، فكرة التفرد من قبل المؤسسات والشركات بقضايا المنح واستغلالها كأدوات دعاية وترويج، مطالبا بتشكيل هيئة وطنية للمنح والمساعدات تشرف عليها وزارة التعليم العالي، وتشارك فيها الشركات والمؤسسات الخاصة بصورة تمثيلية.

وتمنى الشعيبي، ان تلملم الوزارة اوراقها المبعثرة من خلال مأسسة العمل والاشراف بشكل كبير على المنح المقدمة من المؤسسات والتدخل في المنح والمقاعد الدراسية التي تقدم للسفارات في الخارج وخاصة المنح والمقاعد في الجامعات المصرية الخاضعه للسفارة الفلسطينية هناك.

محاولات لضم المنح والمقاعد في مصر للتعليم العالي

وحول سؤاله عن المنح والمقاعد الدراسية في الجامعات المصرية، اكد زكريا ان التعليم العالي ليس له علاقة بتوزيع هذه المنح، وانما هي منح يترشح لها الطالب من خلال السفارة الفلسطينية في القاهرة، او من خلال مؤسسة وطنية او شخصية وطنية تؤشر على الموضوع، وان الوزارة تبذل كافة الجهود مع السفارة للاشراف على المنح والمقاعد وان هنالك تجاوب كبير من قبل السفارة هناك.

ورفض زكريا، ان تكون هنالك جهات في السفارة تقوم ببيع المقاعد الدراسية في الجامعات المصرية، لكنه اكد وجود محاولات من قبل بعض مكاتب القبول للجامعات للتغرير بالطالب وجعله يدفع مبالغ مالية لها للحصول على المقعد والذي بموجب الاتفاقيات فانه " مقعد استثنائي " مجاني، مقدم من الرئاسة المصرية للطلبة الفلسطينيين.

وحسب زكريا، يبلغ مجموعه من المقاعد والمنح " 200- 250 مقعد "، مبينا ان وزارته خاطبت السفارة للحد من ظاهرة دفع الأموال لأشخاص مستفيدين من هذه القضية ".

القناعة لا تكفي ويجب إخراج الفكرة إلى أرض الواقع

الشعيبي، طالب الوزارة بضرورة اقرار نظام يمنع وجود أي فرصة لتقديم رشوة لاي شخص هنا او هناك، ووضع أسس وإجراءات للأشراف على المنح الخارجية، مؤكدا انه من الأشخاص الذين طلب منهم توصية للجامعات المصرية لترشيح طلاب للجامعات المصرية، محذرا الشخصيات الوطنية من الوقوع في هذا الفخ.

واستكمالا لاجابته على استفسارات المواطنين، اكد زكريا ان وزارته تعمد لتضمين صفحة الوزارة بجميع الاعلانات الخاصه بالمنح، مؤكدا ان كافة المنح التي اعلن عنها من قبل الوزارة في اليمن والجزائر والباكستان خرجت للعلن، مطالبا احد الاشخاص من مدينة غزة والذي تقدم بطلب لمنحة طب في اليمن، ولم يحصل عليها بالتوجه لتغيير مكان الدولة للحصول على منحة ثانية او تحويل المنحة الى تخصص اخر.

وأشار زكريا، الى وجود شواغر في الهندسة حتى الان في اليمن "3 مقاعد "، مبينا ان منح الطب في اليمن كانت قسمت بين الضفة وغزة( 2 في الضفة و 1 في غزة)، واقل معدل كان 97.3%.

وطالب زكريا، الطلبة في قطاع غزة بضرورة بعث الاوراق للمنح من خلال موقع الوزارة او جامعة الازهر او من خلال البريد السريع، تحسبا لاي امور تحصل مع أي ناقل لهذه الاوراق، وابعاد التجاذبات السياسية عن التعليم.

المحسوبية ورقة ثقافة انسدادية يجب دثرها بحل اسبابها

وفي اخر مداخلته اكد الشعيبي، ان الواسطة والمحسوبية اصبحت ثقافة في المجتمع، وان الاوان قد حان لإنهائها من جذورها، كما تطرق الى اثر الانقسام الداخلي على المنح، مبينا ان الطابع الفصائلي تجذر في هذه الفترة واصبح كل فصيل يبحث عن ما يخدم ابناء حزبه، وفي ذات الوقت منع الطرف الاخر من الاستفادة من أي خدمة.

واكد الشعيبي، ان هنالك تقارير كيدية في غزة ادت الى منع كثير من الطلبة من الخروج لاكمال تعليمهم واخرها قضية المنح الى تركيا، بالاضافة الى تقارير من الضفة الغربية وصلت مؤسسة "امان" تتحدث عن تقارير امنية اثرت في بعض المجالات ما زالت المنح بعيدة بعض الشئ عنها حتى الان، ساهمت في فقدان كثير لوظائفهم وعدم الحصول على جوازات سفر لاكمال التعليم وغيره.

وختم الضيفان حديثهما، بالتأكيد على اخراج العملية التعليمية والمنح الدراسية عن القضايا السياسية العالقة في غزة والضفة، وتشكيل لجنة وطنية تنظم المنح في اطار المسؤولية المجتمعية بعيدا عن المحسوبية هنا والدعاية هناك.

ويبقى السؤال، للرئيس ابو مازن ولرئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، ووزيرة التربية لميس العلمي والى كل ضمير حي ..لو كنتم مكان والد الطالب محمد اسامة عدوي والحاصل على 99% في التوجيهي و"يا فرحة ما تمت" لانه لم يجد مقعدا ووالده يسكن المخيم ومدرس في المدارس الحكومية وعائلة كبيرة من الصغار ..فما عساكم فاعلين؟ وهل من مجيب للاصوات المخنوقة واصحاب الاحلام التي تملك الاجنحة وتضيق عليها الفضاءات؟؟.