الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

صالون الاحد الثقافي يناقش الرياضة النسوية في القدس

نشر بتاريخ: 01/11/2010 ( آخر تحديث: 01/11/2010 الساعة: 18:37 )
القدس- معا - استعرض صالون الاحد الثقافي التابع للمكتبة العلمية في شارع صلاح الدين بالقدس والذي يعقد بالتعاون مع نادي الصحافة المقدسي ويديره الاعلامي محمد زحايكة رئيس النادي ، ملف الرياضة النسوية المقدسية والحضور النسوي في المشهد الرياضي عموما ، حيث اجمع المتحدثون على ان الرياضة النسوية انطلقت منذ نحو 14 عاما بشكل ملموس ولكنها قفزت قفزة هائلة واكتسبت زخما حقيقيا مع تولي اللواء جبريل الرجوب رئاسة اتحاد الكرة الفلسطينية واللجنة الاولمبية الفلسطينية.

واتفق المشاركون في الصالون على ضرورة عقد اجتماع موسع يناقش هموم الرياضة النسوية في القدس والسبيل لدعم نادي شابات العاصمة الذي يمثل القدس برمزيتها الكبيرة في مجال كرة القدم والاهتمام بنشر الوعي الرياضي عن طريق الاعلام وتشجيع المجتمع المحلي وان تكلف النساء بمناصب ادارية رياضية مؤثرة في الوزارات والاتحادات والاندية والتفاعل مع القطاع الخاص الفلسطيني لاقناعه بتقديم المساعدات المادية واحداث حالة تواصل بين الاندية والمؤسسات الرسمية والمدارس والجامعات لاستعياب الفتيات واكتشاف المواهب الرياضية .

وأشارت سامية شعبان رئيسة نادي شابات العاصمة الى ان محافظة بيت لحم كانت السباقة في تشكيل الفرق النسوية الرياضية وخاصة للعبة كرة القدم وذلك قبل نحو خمس سنوات في حين تم تطبيق الفكرة في القدس في غضون السنتين الماضيتين بهدف بلورة فريق نسوي مقدسي لكرة القدم بتشجيع من اللواء الرجوب ومساعدة محرر الزاوية الرياضية في القدس الاعلامي الرياضي منير الغول حتى غدا فريق شابات العاصمة فريقا معروفا يشار اليه بالبنان.

واوضحت ان الفريق النسوي المقدسي واجه وما زال مشكلات كبيرة وهي النقص الحاد في الدعم المادي وحتى المعنوي..! ونوهت الى بعض المراكز المرموقة والنتائج المشرفة التي تبوأها الفريق النسوي اثناء مشاركاته في العديد من المهرجانات والاسابيع الرياضية التي عقدت في مدن ومحافظات فلسطينية مختلفة في القدس وبيت لحم واريحا . وتمنت من الجميع والقادرين على مساعدة ودعم نادي شابات العاصمة الذي له مستقبل واعد بمشيئة الله في وضع بصمات مضيئة على جبين القدس وجبين كل مقدسي ومقدسية.

ووصف المحرر الرياضي في جريدة القدس منير الغول الرياضة النسوية في القدس بأنها ذات خصوصية معينة داعيا المسؤولين والمؤسسات والجهات الرياضية النهوض بواقع الرياضة النسوية المنتشرة في اندية مثل دلاسال وتراسنطا و العربي الارثوذكسي وفي المدارس والجامعات وغيرها بمختلف الالعاب الرياضية سواء كانت كرة السلة او الطائرة او الطاولة .

واشار الى ان ظاهرة كرة القدم النسوية بدأت وتطورت بشكل خجول في صالات مغلقة وخماسيات وعدد محدود من الجمهور. ولكن في اطار التعبير عن قدرات الفتاة بحرية ، انطلقت اللعبة الى ملاعب مفتوحة وامام جمهور وفي الوطن والخارج وصارعت فرقا كروية نسوية في دول مجاورة.

واعرب عن اعتقاده بأنه لا حواجز على ممارسة المرأة الفلسطينية للرياضة ..! فالاهالي يشجعون وهناك مدارس خطوات التي تقدم الكثير في هذا المجال وتدعم الرياضة النسوية في القدس وكل الاراضي الفلسطينية ولديها مدارس رياضية ذكورية ونسوية على قدم وساق مما يساهم في تطوير الرياضة النسوية.

ورغم بعض التحفظات على هذه الظاهرة الرياضية الصاعدة بقوة من جانب بعض البيئات الاجتماعية خصوصا في منطقة الجنوب ، قال الغول ، نلمس مؤشرات قوية في مدارس خطوات والمدارس العادية واتحادات كرة القدم والاندية ، تسير في خط تقوية هذا الاتجاه ، وهذا يعطي حافزا مهما في سبيل تطوير وتقدم واستمرارية هذه الرياضة لتضاهي رياضتنا النسوية مثيلتها في دول مثل مصر والاردن واللعب باحتراف اكبر من جانب المنتخب النسوي الفلسطيني الذي حقق نتائج لا بأس بها على هذا الصعيد. في حين أن الرياضة النسوية متطورة في دول مثل تونس والجزائر والمغرب ولدينا فارقا كبيرا لصالحهم .

واشار الى ان نادي شابات العاصمة قد اسس من العدم تقريبا وعلينا طرح المشكلات وتقديم الحلول لتذليل العقبات والمشاكل امام الرياضة النسوية في القدس وكيف يمكن لنا مساعدة نادي شابات العاصمة للحصول على مقر دائم يمارس فيه نشاطاته مثل اندية اخرى في القدس.

واوضح الاعلامي الرياضي احمد البخاري مدير وكالة بال سبورت الرياضية ومسؤول مدارس خطوات ان اول فريق كرة قدم نسوي انطلق بين عامي 96 و 97 وكانت رئيسته سلام صائب عريقات وكذا كانت هناك محاولات في قطاع غزة لكن تم تجميد هذه الفرق وتوقفت هذه المحاولات مع اندلاع انتفاضة الاقصى ومعيقات اخرى من انعدام وجود مقرات وميزانيات الى ان جاء اللواء جبريل الرجوب فأبدى اهتماما خاصا في كرة القدم النسوية وقدم ميزانيات محترمة اسوة بفرق المحترفين.

وكي نضمن الاستمرار لسنوات قادمة ، افترض البخاري ان يكون هناك مطلبا اساسيا على مكتب اللواء الرجوب بتخصيص ميزانية شهرية او سنوية لفرق كرة القدم النسوية للنهوض بهذه اللعبة . ولا بد من طرح التساؤل الدائم في كيفية المحافظة على هذا الانجاز وكيف نخرج بمقترحات لحلول ذات بعد استراتيجي وليس لظرف آني فقط بعيدا عن تقديم جرعات اكسجين للتنفس اللحطي او الوقتي الاصطناعي فحسب.

ويتمثل ذلك حسب البخاري بعملية تسويق مبرمجة ومنظمة بشكل جيد تدر عوائد مالية مناسبة على هذه الفرق الكروية النسوية . وذكر ان مدرسة خطوات منذ عام 2006 دربت وتدرب في مدارسها الرياضية 7500 لاعبا ولاعبة مناصفة بينهم يقودهم 600 مدرب ومدربة من اندية في رفح وحتى جنين .

واعتبر الكاتب والمتابع للشأن العام ، نبيل الجولاني ان المرأة والفتاة الفلسطينية هي مشاركة في مختلف مناحي الحياة وفي المشهد الاجتماعي كما السياسي والتعليمي والاقتصادي والصحي والوظيفي وربما كان المشهد الرياضي اخر القلاع التي اقتحمته المرأة واثبتت نفسها فيه الى جانب الرجل خصوصا بعد تأسيس وزارة الرياضة والشباب والاتحادات الرياضية المختلفة وهذا يؤدي الى تكامل في الحلقة والدائرة الحياتية كلها .

وطالب المؤسسات الرياضية التي في موقع المسؤولية ان تولي هذه القضية اهتماما جديا . واقترح على جريدة القدس الرياضي التي تعلق الجرس دائما وكذا مدينة القدس العاصمة اطلاق حملة توعية وتثقيف لمشاركة اكبر من النساء في الرياضة على مختلف تنويعاتها بهدف احداث تكامل في صورة المشهد العام وتذليل العقبات المجتمعية التي قد تعترض هذا الطريق .

وأقر ناصر العباسي المراسل الرياضي الميداني بمرور عقد او اكثر على انطلاق كرة القدم النسوية في مدن مختلفة ولكنها كبرت وتوسعت وتضاعفت بعد استلام اللواء الرجوب لمهامه المعروفة على هرم القمة الرياضية الفلسطينية .

واستعرض مشاركات الفرق النسوية لكرة القدم في دوري 2008 ، بستة فرق ليصل العدد اليوم الى 15 فريقا نسويا لكرة القدم وهي موجودة حتى في احياء نائية من الريف الفلسطيني وهذا شيء مفرح ومشرف ويشجع الرياضة النسوية . لكنه اضاف ان هناك معوقات من اهمها الوعي الرياضي الكافي حيث لا تزيد نسبة الذين يتقبلون مشاركة وانخراط الفتاة في الرياضة عن 30 % في القدس.

واضاف ان من حق المرأة الفلسطينية التي نجحت على الساحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ان تتبوأ مناصب رياضية لتساهم في تطور المجتمع . واكد أن نجاح المسيرة الرياضة مبني على كلمتين هما العلم والمال .. اذا توفرا فان النجاح يكون مضمونا . وقارن بين حقبة 2008 و 2010 الرياضية وما سبقها حيث تضاعف الانجاز 12 مرة في السنوات الثلاث الاخيرة.

وقال ان دورا كبيرا يقع على وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية ورجال المال والاعمال والمؤسسات لدعم هذه الجهود النسوية الرياضية اضافة الى موضوع التسويق والاستثمار في هذا المجال الحيوي. وطالب الخريجات الرياضيات من الجامعات المساهمة في تطوير الرياضة النسوية من خلال معسكرات داخلية وخارجية وتنظيم بطولات دائمة ومستمرة. وكذلك اشراك ذوي الاختصاص مع الاندية في ورش عمل ودورات تأهيل وتدريب للمدربات والتركيز الفعلي على مثل هذ الامور. وانتقد ظاهرة غياب البنية التحتية من مرافق صحية وغرف غيار ومقرات ملائمة للفرق النسوبة المقدسية والفلسطينية عموما .

وأبدت اللاعبة بيسان موسى عليان كابتن فريق شابات العاصمة قلقها لتشتت الفريق بسبب قلة الدعم والموراد المالية ، فالدعم المادي مفقود حتى انه يصعب تأمين مواصلات لفريق اللاعبات للتنقل سواء للتدريب او اللعب وكذلك الافتقار الى الملاعب لممارسة التدريب الذي هو عنصر ضروري لتطور اداء اللاعبات . واشارت الى ان بعضهن كطالبات في الجامعة بحاجة الى دورات تأهيل وتدريب تساعدهن في الاستمرار وتقديم اداء افضل .

ورأت مدربة كرة السلة نور ابو صوي في نادي شابات العاصمة ان الرياضة النسوية اخذت حقها فقط في زمن اللواء الرجوب الحالي .. واصبحت الفتيات يبدين اهتماما اكبر بالرياضة. وشرحت علاقتها مع التدريب سواء في كرة القدم او السلة واعتيادها تدريجيا على هذا العالم الجميل وتحمس الفتيات لتشجيع العاب كرة القدم وغيرها . وثمنت دور مدرسة خطوات في تشجيعهن وتدريبهن واكسابهن المزيد من الخبرة والثقافة الرياضية .

وقال الاعلامي الرياضي منتصر ادكيدك ان هناك قفزة كبيرة في اعداد المدربين الذين وصل عددهم اليوم الى 200 مدرب منهم 60 مدربة . وهذا العدد يتواصل تصاعديا باستمرار . واشار الى التزايد في اعداد المدارس الرياضية للفتيات في العاب القدم والسلة وغير ذلك .. فهناك حراك رياضي نسوي واهتمام من قبل الفتاة بتشجيع الرياضة ومتابعتها سواء في الملاعب او على شاشات التلفاز و الاعلام الالكتروني .

واعتبرت اللاعبة بدور ابو غوش ان مدارس خطوات فتحت امامهن المجال واسعا لتطوير مهارتهن وابداعهن في هذه اللعبة التي بقيت لعقود طويلة حكرا عل عالم الرجال .

واشادت اللاعبة نتالي البرق من نادي شابات العاصمة بالانجازات التي حققتها ادارة النادي خلال سنتين من عمرها بحيث انها انجزت وحققت في هذين العامين اكثر من اندية صار لها سنوات طويلة تعمل في مجال الرياضة. وطالبت بالانفتاح على العالم من خلال لقاءات مع فرق عربية ودولية في الخارج لاكتساب المزيد من الخبرات من خلال الاحتكاك والتواصل والتفاعل.

وركّز عماد منى صاحب الصالون الثقافي على عامل التسويق في احداث رياضة نسوية مستمرة ومتطورة دائما وسائرة نحو الامام دون نكوص أو تراجع .