الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بركة: عرفنا صخر حبش المناضل الذي لم يترك ميادين النضال حتى رحيله

نشر بتاريخ: 02/11/2010 ( آخر تحديث: 02/11/2010 الساعة: 09:11 )
رام الله- معا- قال النائب محمد بركة، اليوم الإثنين، في حفل احياء الذكرى الأولى لرحيل المناضل صخر حبش في رام الله، إن انهاء الانقسام الفلسطيني ليس بحاجة إلى وثائق بل إلى غيرة فلسطينية بامتياز، وإذا واصل الفرقاء خلافهم فالمنطق يقول أن يعودوا إلى الحَكَم الذي أوصلهم إلى مناصبهم: الشعب والانتخابات، ليقول الشعب كلمته.

وجاء هذا في كلمة النائب بركة، في تأبين المناضل صخر حبش، الذي غاب عنا جسدا في مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، بعد حياة كرسها كلها للنضال والتحرير، وشارك في أصعب محطات المقاومة الفلسطينية، وكان من مؤسسي حركة فتح، وهو صاحب مقولة "لازم تزبط" التي يرددها رفاقه ومن عايشوه، وترددت كثيرا في هذا الحفل، وهي مقولة كان يطلقها من أجل شد العزيمة في النضال، والبقاء على حالة التفاؤل حتى في أحلك الظروف.

وقال بركة: لقد عرفت المناضل صخر حبش عن قرب مع عودته إلى الوطن في منتصف سنوات التسعين، فعرفت فيه المناضل الذي لا يكل، ولا تخلوا الميادين منه، حتى عندما داهمه المرض الذي عانى منه، فلم يتوان عن المشاركة في المسيرات الشعبية ومختلف النضالات، وهو الذي عرفته كافة ميادين المقاومة في انحاء مختلفة من المنطقة وبينها لبنان.

وتابع بركة قائلا، إن فقيدنا أبو نزار كان متحيزا للوحدة الوطنية بشكل خاص، فهو من مؤسسي حركة فتح ومن منظريها البارزين، ولكنه دعا طيلة الوقت إلى أوسع وحدة وطنية، ففي كتابه "النقد والنقد الذاتي" دعا إلى عدم التفرد في اتخاذ القرارات والى العمل الجماعي.

وتحدث بركة عن أوضاع الساعة، فقال إن القيادة الفلسطينية تتخذ موقفا واضحا وصحيحا بأنه في ظل معطيات الاستيطان لا يمكن الاستمرار في المفاوضات، وهذا موقف بحاجة إلى دعم ومؤازرة فلسطينية داخلية من اجل تعزيز الموقف الفلسطيني امام الحلبة الدولية.

وتابع بركة قائلا، إن حالة الانقسام في الداخل الفلسطيني لا تشجع على تدعيم الموقف الفلسطيني، وعلى هذا الانقسام أن ينتهي بسرعة، والمطلوب ليس وثيقة مصرية أو سورية، مع احترامنا الشديد لكل دور عربي من اجل تعزيز الوحدة الفلسطينية، بل المطلوب هو غيرة فلسطينية بامتياز.

واضاف بركة،: إذا لم يتفق الفرقاء على صيغة مشتركة لضمان العمل المشترك، فعليهم العودة إلى الحكم، صاحب القرار، وهو الشعب الفلسطيني والانتخابات، وإذا كان هناك من يرى بنفسه انه يمثل رأي الشعب، فليذهب إلى الشعب مجددا ويطلب ثقته، ولكن للاسف فإن الأمر ليس بهذا السذاجة، لأن هناك من يعبث بالساحة الفلسطينية لأغراض ليست فلسطينية.

وتوقف بركة عند مسألة "يهودية الدولة"، وانتقد أصوات في الساحة الفلسطينية تقول إن تعريف إسرائيل هو شأن داخلي لها، مؤكدا أن هذا الامر ليس شأنا داخليا لاسرائيل نظرا لانعكاساته الخطيرة على وجودنا في وطننا كفلسطينيين، وعلى حق العودة، وشدد على أن ملف الاعتراف المتبادل انتهى منذ العام 1994، وحتى في ذلك الاعتراف كان خلل، فالفلسطينيون اعترفوا بدولة، بينما إسرائيل اعترفت بمنظمة التحرير.

وكان الحفل قد اقيم في مقر الهلال الأحمر في مدينة رام الله بحضور شخصيات قيادية في منظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل الفلسطينية المختلفة والسلطة الفلسطينية، وعائلة الراحل الكبير، وألقى القيادي في حركة فتح، عباس زكي، كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح، والقى كلمة الفصائل الفلسطينية نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح، والقى كلمة اصدقاء ورفاق الراحل الأديب والكاتب الفلسطيني يحيى يخلف.

واستمع الحضور بتأثر كبير، كلمة رفيقة درب المناضل الراحل، الدكتورة زاهرة حبش أم نزار، التي تكلمت بحرارة عن الصديق والرفيق والزوج والأب الحنون، والمناضل العنيد غير المهادن، صخر حبش، الذي عرف طيلة الوقت ان يميز بين متطلبات النضال بقساوته وحدته، وبين دفء العائلة، حتى في أحلك محطات الكفاح المسلح وأخطاره ومن بين محطاته بيروت ولبنان.