الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسيحيو بيت لحم ورام الله يقفون وقفة احتجاجية على أحداث العراق

نشر بتاريخ: 05/11/2010 ( آخر تحديث: 06/11/2010 الساعة: 00:57 )
بيت لحم -معا- أقام مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة، قداس إلهي في كنيسة القديسة كاترينا للاتين في بيت لحم لراحة نفس الضحايا، وتلاه مسيرة شموع أمام مركز السلام، وذلك احتجاجا على أعمال العنف الدموية التي وقعت الأحد الماضي في العراق، واستهدفت أبناء الطوائف المسيحية في كنيسة سيدة النجاة في بغداد والتي راح ضحيتها 53 شخصا و أكثر من 70 جريحا.

وترأس القداس الإلهي مطران السريان الكاثوليك بطرس ملكي وشاركه الذبيحة الإلهية مطران اللاتين وليم الشوملي، والمطران بولس مركوتسو، ومطران السريان الأرثودكس سيريويو ملكي مراد، ومطران الروم الكاثوليك يوسف الدراعي، ورئيس أساقفة الروم الأرثودكس المطران عطالله حنا، والقاصد الرسولي من روما انطونيو فرانكو.

وحضر القداس كل من فكتور بطارسة، رئيس بلدية بيت لحم، ووزيرة السياحة خلود دعيبس، ومستشار الرئيس لشؤون العلاقات المسيحية الوزير زياد البندك، والمئات من مسيحيي ومسلمي مدينة بيت لحم شاركوا في مسيرة الشموع التي تلت القداس وألقيت خطابات استنكار لما حدث في العراق.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعث رسالة استنكار على الأحداث قرأها الوزير زياد البندك.

رام الله: كنيسة اللاتين تقيم قداساً لراحة نفس الضحايا العراقيين

أقامت كنيسة العائلة المقدسة للاتين في رام الله، مساء اليوم، قداس لراحة نفس ضحايا الاعتداء الاجرامي الذي تعرضت له كنيسة سيدة النجاة في العاصمة العراقية بغداد، بحضور جمع غفير من المصلين من مختلف الكنائس في رام الله، وبمشاركة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور نبيل شعث ورئيس بلدية رام الله جانيت ميخائيل، والنائب مهيب عواد ومسؤول الشؤون المسيحية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور حنا عيسى.

وترأس القداس راعي الكنيسة الأب فيصل حجازين وعاونه الأب فنسنت والشماس كريستوف وبمشاركة الأب عيسى أبو سعدى من كنيسة سيدة البشارة للروم الكاثوليك وراعي كنيسة اللوثري القس صليبا رشماوي.

وتلى الأب فيصل حجازين بيان استنكاري عقب قراءة الانجيل قال فيه:"نحن مسيحيو ومسلمو محافظة رام الله الفلسطينيين ، نستنكر الاضطهاد والعنف الذي حل بمسيحي العراق من قبل جماعات متطرفة ونأسى لِما حلَّ بكنيسة النجاة في بغداد من دمار أدى الى إستشهاد أكثر من 58 مصليا وعلى رأسهم كاهنان و67 جريحا. ونستذكر الآية التي قالها السيّد المسيح له المجد " طوبى للمضطهدين على البِرّ فَإنّ لهم ملكوت السماوات".

ودعا البيان "الأسرة الدولية العالمية ممثلة بمجلس الأمن والدول العربية ممثلة بالجامعة العربية وجميع اصحاب الضمائر الحية العمل على حل النزاعات، مطالبين بتطبيق القانون الدوليّ ودعمه، واحترام جميع الأشخاص والشعوب، وحماية دور العبادة التي تتعرض لهجمة شرسة في أيامنا هذه من قبل متطرفين يبرأُ الدينُ منهم."

وتابع البيان:"نلفت انتباه العالم بأسره إلى الوضع المأساويّ الذي تعاني منه بعض الجماعات المسيحيّة في الشرق الأوسط خاصة في العراق ومصر التي تتحمّل كلّ أنواع الصعوبات التي تصل أحيانا إلى حد الاستشهاد."

وطالب السلطات الوطنية والدوليّة ببذل جهدٍ خاصّ لإنهاء حالة التوتّر هذه، وإحلال العدالة والسلام.

وختم البيان:"نحن المسيحيون مثابرون على الحوار المثمر مع إخوتنا المسلمين المعتدلين للتأكيد على الحقوق الإنسانية واحترام حياة الأنسان. وندعو الى التعاون المثمر بين مؤمنينا مسيحيين ومسلمين من خلال مناهضتنا المشتركة لكلّ أنواع الأصوليّة والعنف باسم الدين. نصلي من أجل جميع ضحايا العنف في بلادنا والعراق وبلاد الشرق الأوسط والعالم بأسره."

وعقب القداس الالهي، شارك الجميع في مسيرة شموع في باحة الكنيسة، حاملين اللافتات التي تندد بالجرائم التي ترتكب بحق المسيحيين في الشرق. وأحيت جوقة كنيسة العائلة المقدسة أجواء القداس الالهي ومسيرة الشموع، وعزفت كشافة العائلة المقدسة الفلسطينية دقات الحزن وسارت في مقدمة المسيرة، كما أشرفت على النظام داخل الكنيسة.

وألقى الدكتور نبيل شعث كلمة قدم فيها تعازي الرئيس محمود عباس وجميع أبناء الشعب الفلسطيني، مسلمين ومسيحيين، للشعب العراقي وأهالي الضحايا، مستنكراً الجرائم التي ترتكب بحق المسيحيين في العراق ومصر وفلسطين.

وأكد الدكتور شعث على أن المسيحيين في الشرق الأوسط هم جزء لا يتجزأ من النسيج العربي وهم رواد القومية العربية، لافتاً النظر الى الوحدة الاسلامية والمسيحية التي تسود بين أبناء الشعب الفلسطيني والتي تعطي نموذجاً للتآخي والمحبة.

بدورها، عبرت رئيسة بلدية رام الله جانيت ميخائيل عن تضامنها مع أهالي الضحايا الأبرياء الذين استشهدوا أثناء الصلاة في الكنيسة، مؤكدة على استنكار جميع أهالي مدينة رام الله لهذه الجريمة.

وشكرت ميخائيل الأب فيصل حجازين وكنيسة العائلة المقدسة للاتين على اقامتهم للقداس ولمسيرة الشموع.

من جهتها، قرأت المواطنة العراقية التي تعيش في فلسطين السيدة رندة بيبو، كلمة عبرت فيها عن بالغ حزنها وتأثرها بما حل بأهلها العراق من قتل وتدمير، شاكرة هذه الوقفة التضامنية من الشعب الفلسطيني مع الاشقاء في العراق.