الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مستوى الممتازة عادي ..!! بقلم: ناصر العباسي

نشر بتاريخ: 05/11/2010 ( آخر تحديث: 06/11/2010 الساعة: 00:21 )
حديث الدوري
أصاب اتحاد الكرة الفلسطيني عندما أعلن عن إنطلاق دوري الدرجة الممتازة بالمحافظات الشمالية بعد توزيع الفرق المشاركة الى مناطق جغرافية (شمال ووسط وجنوب) ودمج الدرجتين الممتازة أ وب في دوري واحد , تبع ذلك ترك مهمة الإشراف والتنظيم لبطولة الدوري للإتحادات الفرعية والتي شكلت من أجل تخفيف الأعباء والمسؤوليات الكبيرة التي تقع على عاتق الإتحاد المركزي للتفرغ الى شؤون أخرى .

هذا الإقتناع سجلته بعد متابعتي للأسابيع الثلاثة الأولى من الدوري خاصة في منطقة الوسط , وما لفت انتباهي هو المستوى المتواضع للفرق المشاركة من الناحيتين الفنية والبدنية وبالتالي لم يظهر هنالك فرق ما بين الدرجة الممتازة "أ" أو الممتازة "ب" .وهنا لا بد من التوقف عند هذا الموضوع والإشارة الى تواضع المستوى الفني لدوري الممتاز الذي يستحق الدراسة من اتحاد الكرة لمعرفة الأسباب الكامنة وراء تقديم تلك المستويات المتواضعة رغم أننا في الأسابيع الأولى من الدوري , لكن المؤشرات لا تدلل على حدوث انقلاب فني نحو الأفضل وبصورة كبيرة , وبالتالي فإن الفائدة المرجوة من بطولة الدوري والتي نهدف من خلالها رفع المستوى الفني للكرة الفلسطينية بشكل عام وتطوير مستوى المنتخبات الوطنية عن طريق رفد لاعبين جدد جلهم من إفرازات الدوري سواء في درجة المحترفين أو في الدرجة الممتازة وغيرها لن تتحقق بهذه العروض المتواضعة .

باعتقادي أن من أهم الأسباب التي جعلت مستوى الدوري الممتاز في تراجع كبير قياساً مع الموسم الماضي وانطلاقته القوية تكمن في طول الفترة التي امتدت من نهاية الموسم المنصرم حتى تاريخ انطلاق الدوري منتصف شهر تشرين أول الماضي , حيث غطت العديد من الفرق في سبات عميق فلا وجود لمباريات استعدادية ولا بطولات تنشيطية ورحيل الاجهزة الفنية والأهم من هذا كله هو عزوف اللاعبين عن التدريبات الكروية والمواظبة عليها للحفاظ على المستوى الفني والبدني باستثناء فرق محددة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة , وهنا نقول أن ادارات بعض الأندية عملت بشكل جدي قبيل انطلاق بطولة الدوري بأيام قليلة خاصة بعد قرار دمج الدرجتين الممتازة أ و ب .

الأمر الآخر باعتقادي هو قلة الإمكانات المادية التي تعاني منها الأندية , فالجميع يعلم أن هناك مبالغ باهظة تم صرفها في الدوري الممتاز الماضي , والتجهيز لموسم جديد بحاجة الى ميزانيات باهظة من تعاقد مع أجهزة فنية أو لاعبين جدد أو حتى الإلتزام باستحقاقات أخرى , مما جعل ادارات الأندية عاجزة عن توفير تلك الإلتزامات وهذا يعود الى مشكلة أخرى تتعلق بالتسويق الرياضي لتلك المؤسسات أو ايجاد مصدر دعم متواصل أوجهات داعمة وراعية للمؤسسات الرياضية , اضافة الى عدم حصولها على دعم جديد من اتحاد الكرة الفلسطيني قبيل انطلاق الموسم الرياضي .

ومن بين الأسباب الحيوية رحيل أبرز اللاعبين المحليين الى دوري المحترفين وهذا يعود لحاجة تلك الفرق لخدمات أفضل اللاعبين المحليين بغض النظر على الدرجات خاصة بعد قرار الاتحاد باستبعاد مبدأ التعاقد مع لاعبي تعزيز , إضافة الى الأرقام المالية الكبيرة التي قدمت للاندية واللاعبين من أجل اللعب في دوري الأضواء والشهرة "دوري المحترفين" ولم تستطع فرق الممتازة توفيرها والإبقاء قدر المستطاع على لاعبيها المميزين إضافة الى عزوف الجماهير عن الملاعب بالشكل الذي كنا نراه في الموسم الماضي .

خلاصة الحديث نقول أن الفرق المتأهلة من الدوري الممتاز تنتظرها في الموسم القادم فرصة اللعب في مصاف المحترفين "2" وبالتالي عليها بذل جهود مضاعفة على كافة الأصعدة في سبيل رفع المستوى الفني الكروي والذي نبحث عنه دائما في سبيل تطور مستوى كرتنا المحلية وصولاً الى منتخباتنا الوطنية , ويقع على عاتق اتحاد الكرة توفير موازنات لتلك الأندية لتطوير مستواها ودراسة ظاهرة تدني المستوى الفني , ولا بد هنا أن نثمن جهود الإتحادات الفرعية لإنجاح هذه البطولة ونطالبهم بالعمل الجماعي وليس الاعتماد على أشخاص محددة داخل الاتحاد وفق خطه مدروسة يشرف عليها الإتحاد المركزي , ووضع تصورات استراتيجية تهدف الى تحقيق أفضل النتائج .
[email protected]