شركة التأمين الوطنية تعقد ورشة عمل بعنوان "تأمين أخطاء المهن الطبية"

رام الله- معا- عقدت شركة التأمين الوطنية برعاية وزير الصحة د. فتحي أبو مغلي، ورشة العمل الاولى المتخصصة في "تأمين أخطاء المهن الطبية"، والتي نفذت على مدار يوم عمل كامل في فندق "الموفنبيك" في رام الله.

وشارك العشرات من الاطباء والعاملين بالقطاع الطبي الفلسطيني، إدارات المستشفيات والنقابات الطبية المختلفة ونقابة المحامين، وبحضور محمد مسروجي، رئيس مجلس إدارة شركة التأمين الوطنية، ماهر المصري رئيس هيئة سوق رأس المال الفلسطينية، هذا وقد تحدث بالورشة كل من عزيز عبد الجواد الرئيس التنفيذي لشركة التأمين الوطنية، ود. نعيم صبرة مدير عام إدارة المستشفيات في وزارة الصحة الفلسطينية، عماد جرايسة من شركة فنشيرش فارس لوساطة التأمين، بالاضافة إلى خبراء شركة (Hannover Re ) وهم (Dr. Matthias Hirscfeld ) و (Dr.Michael Held ).

وبدأت ورشة العمل بكلمة عزيز عبد الجواد، الرئيس التنفيذي لشركة التأمين الوطنية الذي رحب بالمشاركين والمحاضرين الضيوف، وأكد على أهمية موضوع الورشة التي عملت شركة التأمين الوطنية على تنظيمها بهدف نشر الوعي التأميني حول تأمين أخطاء المهن الطبية وللتواصل مع القطاع الطبي الفلسطيني ولإتاحة الفرصة للعاملين في هذا المجال لتعرف على مفهوم تأمين أخطاء المهن الطبية، وكيفية التعامل ما بين المؤمن له وشركة التأمين من حيث حدود وسقف التغطية التي تحدد بناء على الجوانب الفنية والقانونية.

وأطلق عبد الجواد مبادرة لتشكيل لجنة فنية عليا تعمل على متابعة موضوع تأمين أخطاء المهن الطبية، على أن تضم اللجنة في عضويتها كل من وزارة الصحة الفلسطينية، نقابة الاطباء وهيئة سوق رأس المال الفلسطنية والاتحاد الفلسطيني لشركات التأمين، وأعلن عبد الجواد عن استعداد شركة التأمين الوطنية دعم ورعاية أعمال اللجنة الفنية العليا.

وأشار عبد الجواد أن شركة التأمين الوطنية عملت على تقديم هذا النوع من التأمين من خلال دراسة واقع السوق الفلسطيني بالشراكة مع شركة (Hannover Re )، وأضاف أن تأمين أخطاء المهن الطبية هو شرط قانوني للحصول على رخصة مزاولة المهنة، مع العلم أن هذا النوع من التأمين منتشر في جميع دول العالم كما هو إلزامي في معظم الدول المتقدمة، التي تلزم جميع العاملين في المجال الطبي من صيدليات، مراكز طبية، عيادات ومستشفيات بعمل تأمين أخطاء المهن الطبية.

وتقدر قيمة مطالبات التعويض الناجمة عن أخطاء المهن الطبية في العالم بالملايين، مع العلم أن تأمين أخطاء المهن الطبية في فلسطين يعتبر محدوداً مقارنة مع الدول المتقدمة، إلا أن هذا الواقع سيتغير مع مرور الوقت، كما أن التأمين الوطنية قد عملت على تنظيم الورشة بمبادرة منها وإلتزاماً منها بمبدأ المسؤولية الاجتماعية بهدف زيادة الوعي لدى العاملين والجمهور العام حول أهمية التأمين الذي يعتبر ضمان لمستقبل العامل في القطاع الطبي، المريض والمؤسسة الطبية في حال التعرض لأي خطأ طبي، وتمنى عبد الجواد أن تساهم هذه الورشة وبرنامج تأمين أخطاء المهن الطبية في تطوير الخدمات الطبية.

وطالب عبد الجواد بضرورة العمل على توفير قوانين عصرية تحمي العاملين في القطاع الصحي و تضمن مستقبلهم المهني وتحمي المواطن في حال تعرضه لخطأ أو إهمال طبي، وذكر أن الورشة تأتي استكمالاً لتوصيات مؤتمر فلسطين الاول للتأمين الذي عقد في أريحا هذا العام.

وأشار أن شركة التأمين الوطنية ستعمل بالتعاون مع الاتحاد الفلسطيني لشركات التأمين وهيئة الرقابة على التأمين على متابعة الموضوع مع وزارة الصحة الفلسطينية والوزارات ذات الاختصاص.

وفي نهاية كلمته أكد عبد الجواد أن الورشة هي بداية العمل على التقدم في مجال تأمين أخطاء المهن الطبية في فلسطين وذلك بالتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة من القطاع العام والقطاع الخاص.

وفي كلمة وزراة الصحة الفلسطينية تحدث د. نعيم صبرة، مدير المستشفيات في وزارة الصحة بالنيابة عن وزير الصحة الفلسطيني د. فتحي أبو مغلي، والذي نقل تحيات الوزير ودعمه لمبادرة شركة التأمين الوطنية في عقد ورشة العمل، وأكد أن الوزارة ترحب بهذا الجهد وستعمل على متابعة توصيات الورشة مع الجهات ذات العلاقة، وأكد صبرة أن وزارة الصحة تعمل على توفير صحة أفضل لجميع المواطنين كما وتعمل الوزارة على تطوير الاداء المهني لكافة الاطباء وتشجع موضوع البحث والتطوير والذي سيساهم في تقليل الاخطاء الطبية في المستقبل، وأشار صبرة أن نسبة الاخطاء الطبية في فلسطين قليلة مقارنة مع الدول المتقدمة التي تسجل نسب عالية.

من جانبه أشار أحمد فؤاد مشعشع، المدير العام لشركة التأمين الوطنية أن ورشة العمل تأتي استكمالاً لبرنامج عمل الخبراء من شركة (Hannover R ) للأراضي الفلسطينية حيث عمل الوفد على زيارة مستشفيات في القدس شملت مستشفى المطلع، المقاصد، الهلال الاحمر والمستشفى الفرنساوي، وفي مدينة نابلس شملت الزيارة مستشفى الاتحاد النسائي، نابلس التخصصي والعربي التخصصي، كما وتم زيارة مستشفى الجمعية العربية و مستشفى العائلة المقدسة في بيت لحم حيث هدفت الزيارات لتعريف الوفد بواقع القطاع الصحي في فلسطين.

كما أكد مشعشع أن معيدي التأمين ينظروا الى الموضوع من خلال تقييم حجم عمل المستشفى وطبيعة الخدمات الطبية المقدمة وحجم المطالبات نتيجة الاخطاء الطبية واحتماليتها و يتم مراجعة تاريخ المستشفى، حيث كلما زادت حالات الاخطاء الطبية وعدد المطالبات تزيد الصعوبة في الحصول على تغطيات تأمنية ويزداد القسط، حيث أن شركة التأمين الوطنية تعمل مع شركة (Hannover Re ) وهي من كبرى الشركات العالمية المصنفة ضمن أفضل شركات معيدي التأمين على مستوى العالم والتي لم تتأثر في ظل الازمة المالية العالمية، ولها باع طويل في هذا المجال والتعامل معها يتم في إعادة جميع أنواع التأمين التي تقدمها شركة التأمين الوطنية في فلسطين.

وحاضر في الورشة خبراء شركة (Hannover Re ) حيث تحدث (Dr. Matthias Hirscfeld ) والذي أعلن خلال كلمته عن استعداد شركته للتعاون التام مع شركة التأمين الوطنية للوصول إلى تغطيات تناسب مختلف الاطباء والمستشفيات، مشيرا إلى الصورة الخاطئة التي كانت لديه عن واقع القطاع الصحي في فلسطين إلا أنه وخلال زيارته قد تعرف على الواقع بشكل كامل وترك لديه إنطباع إيجابي سيتم العمل على ترجمته في المستقبل من خلال التعاون مع شركة التأمين الوطنية.

وشملت المحاضرة في الجزء الاول عرض لتجارب عدد من الدول مثل امريكا، المانيا، السويد وإيطاليا، وعرض لنمو عدد الشكاوي المقدمة وحجم التعويضات التي عملت شركات التأمين على تغطيتها.

وفي الجزء الثاني من المحاضرة الذي قدمه الخبير (Dr.Michael Held ) تم شرح المفاهيم العامة مع مقدمة حول تأمين أخطاء المهن الطبية، وكيفية التعامل ما بين المؤمن له وشركة التأمين من حيث سقف التغطية التامينية وشروط وحدود المسؤولية والجوانب القانونية لهذا النوع من برامج التأمين، وشمل العرض المقدم من الخبراء كافة التفاصيل التي تهم المشاركين في الورشة وعرض تجارب عدد من الشركات التي تعرضت لمطالبات بالتعويض ودور شركات التأمين في حماية هذه الشركات من تكبد خسائر بالملايين نتيجة أخطاء طبية، كذلك تم شرح أهمية وجود تأمين أخطاء المهن الطبية لدى الجهات والعاملين في المجال الصحي.

وفي نهاية الورشة دار نقاش ثري ومفيد لجميع القضايا التي تم عرضها، وتم التحدث حول عدة قضايا منها دور وزارة الصحة الفلسطينية ونقابة الاطباء وإتحاد شركات التأمين، بالاضافة إلى الدور الملقى على عاتق شركات التأمين للوصل إلى إتفاقيات تناسب مختلف المستشفيات والاطباء كل حسب مجال تخصصه ونسبة المخاطرة والتي تحتسب بناء على عدة معايير، كما ناقش واقع القطاع الصحي في فلسطين وكيفية الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا النوع من التأمين.

من جانبه أوضح اسكندر سمارة، مساعد المدير العام لتعويضات التأمينات العامة، ان الهدف من تأمين اخطاء المهن الطبية هو توفير الحماية للاطباء والعاملين في المجال الصحي والمستشفيات، بحيث يتم تعويض المتضررين من الاخطاء الطبية الناجمة عن مسؤولية الطبيب او المستشفى بحيث تتحملها شركة التأمين نيابة عنهم دون تحملهم اعباء مالية عالية.

يذكر أن شركة التأمين الوطنية قد تأسست في عام 1992 كشركة مساهمة عامة على يد مجموعة من رجال الأعمال وأهل الخبرة في مجال التأمين، وتميزت بمكانتها لتكون صرحاً اقتصادياً قوياً أساسه رأسمال وطني وعماده سواعد أبناء الوطن الذين اكتسبوا خبرة عريقة عبر عشرات السنين من العمل في المهجر، يرفده ويؤازره شعب معطاء أضناه الشوق للاعتماد على نفسه في بناء حاضره ومستقبله، كما وحققت شركة التأمين الوطنية الانجاز تلو الانجاز، واستمرت في تبؤ مركز الصدارة في صناعة التأمين الفلسطينية.