إعلاميون وكتاب يطالبون بتبني إستراتيجية إعلامية موحدة لمواجهة التحديات
نشر بتاريخ: 06/11/2010 ( آخر تحديث: 06/11/2010 الساعة: 21:44 )
غزة- معا- طالب إعلاميون وكتاب بتوحيد الخطاب الإعلامي في القضايا الأساسية لخدمة المشروع الوطني الفلسطيني، محذرين من مخاطر استمرار انقسام الإعلام الوطني وغياب استيراتيجية إعلامية موحدة في ظل الوضع الراهن.
وأكد المشاركون خلال ورشة عمل نظمها تحالف السلام بغزة، تحت عنوان "نحو إعلام فلسطيني هادف وموحد" على ضرورة أن يلعب الإعلام دورا إيجابيا في تجسيد المصالحة والابتعاد عن شحن الأجواء، مشددين على ضرورة أن تحقق وسائل الإعلام هذا المطلب فوراً.
وأوضحوا أنه يجب على وسائل الإعلام الفلسطينية، أن تلعب دوراً في تقوية النسيج الاجتماعي عبر استخدمها لكل الأساليب.
وفي السياق ذاته أكد المتحدثون أن إعادة اللحمة لشطري الوطن يتطلب تضافر جميع الجهود خاصة وسائل الإعلام للدفع بالقضية الوطنية إلى الصدارة، مطالبين وسائل الإعلام عدم استخدام كل الألفاظ والشعارات التحريضية التي تحض على العنف والتعصب والكراهية، كما دعوا إلى التحلي بالموضوعية والمهنية بعيداً عن الفئوية والفصائلية التي تزيد من حدة الاحتقان في الشارع الفلسطيني وتمزق وحدة الصف وتفقد الإعلام مصداقيته.
وانتقد المشاركون الخطاب الإعلامي الذي انتهجته بعض وسائل الإعلام، مؤكدين أنه اتسم بالحزبية وافتقر كثيرا إلى الطابع الوحدوي، الأمر الذي عكس إلى حد كبير الموالاة والتبعية لهذه الوسائل وان كان هناك تباينا في مستوى التبعية ومدى الالتزام نسبيا بالحيادية خاصة عندما تتناول هذه الوسائل قضية بعينها حيث في الغالب لا تعطي هذه الصحيفة أو تلك المساحة نفسها لكل طرف من أطراف هذه القضية الخلافية فتظهر في تغطيتها جانبا وتغفل آخر دون أن تأخذ بالاعتبار أن الخطاب الأحادي لا يعني إلغاء الطرف الآخر أو التقليل من شانه بقدر ما يعني الاستخفاف بعقلية القارئ، مشيرين في الوقت ذاته إلى أنه لا بد وان لا يتحمل الصحفي المسؤولية الكاملة عن ما يتم نشره أو حذفه من الكتابات الصحافية ذات العلاقة بملفي المصالحة والانقسام.
وأشار المتحدثون إلى أن العديد من وسائل الإعلام الفلسطينية كانت جزء من الانقسام وربما في فترات معينة كانت سببا رئيسيا فيه وفي شحن الشارع.
وأجمعوا أنه يوجد غياب وعي أخلاقي ومهني ووطني لبعض العاملين في وسائل الإعلام وهناك عجز لبعض المسؤولين فيها نتيجة سطوة بعض الأحزاب على هذه الوسائل، داعين إلى الخروج من عباءة الحزبية حتى تتحرر من الضغط.
وقال المشاركون: "إنه لا يمكن نكران دور الإعلام وتأثيره على ما يجري في الساحة الفلسطينية، مؤكدين أن الانقسام الإعلامي الذي يعشيه الجسم الصحفي شوه صورة الإعلاميين بشكل غير مسبوق".
وانتقد المشاركون ضعف الإعلام الوطني الخارجي، منتقدين في الوقت ذاته دور السفارات الفلسطينية بالخارج لضعف أدائها الإعلامي.
وأكدوا أن الانقسام يلعب الدور المهم في ضعف الإعلام الوطني.
من جهته أشار الكاتب والإعلامي حسن الكاشف إلى إمكانية وجود خطاب وإعلام فلسطيني موحد لا يفقد الفصيل أو الحزب أو الفلسطيني الحق في التعبير عن رأيه فيه، مبيناً أن هذا يحتاج إلى نضج من القيادات.
وأكد الكاشف على أهمية الإسهام في صناعة نهوض إعلامي جديد يخرج الشعب من حالة التجاذب الإعلامية الحادة، مستعرضاً التجربة الصحافية الفلسطينية السابقة.
كما انتقد الكاشف ضعف الإعلام الوطني تجاه الممارسات والجرائم الإسرائيلية التي ترتكب كل لحظة ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما انتقد ضعف العمل الوطني في التصدي لهذه "الجرائم".
وأكد الكاشف أن الانقسام يلعب الدور المهم في زيادة هذا الضعف والوهن الذي يعتري الجسم الفلسطيني بكل مكوناته.
ودعا الكاشف إلى احتضان الصحفيين واستقطابهم للمصلحة الوطنية العليا، مؤكداً أن الإعلام يلعب الدور المهم في التصدي للاحتلال الإسرائيلي.
وشدد على أن الاختلاف السياسي الحالي يفرض توحيد المؤسسات الإعلامية، مبينا أن تجربة الفصائل الإعلامية تحتاج إلى إعادة نظر.
وطالب الكاشف السفارات بلعب دور إعلامي مهم كونها تمثل فلسطين في الخارج، داعياً إلى إعادة النظر بعمل هذه السفارات وإعادة تفعيلها بما يخدم المصلحة الوطنية.
وقال الكاشف: إن "م ت ف" استطاعت خلال مرحلة النضال الفلسطيني جمع كل فصائل العمل الوطني تحت سقفها وبخطاب إعلامي يهدف المصلحة العامة، ودعا إلى توحيد الجهود إلى إصلاح شامل وإعادة هيكلة المؤسسات الوطنية وإعادة الاعتبار للمؤسسات الوطنية.
وشدد على ضرورة تحييد المؤسسات بعيداً عن هيمنة الفصيل الواحد.
وفي السياق نفسه أكد الكاتب مصطفى الصواف "أنه لا يوجد إعلام فلسطيني لأنه لا يوجد إعلام فلسطيني وما هو موجود عبارة عن جزر إعلامية متناثرة لا تجمعها منظومة إعلامية موحدة".
وقال: "إنه يوجد من الإعلاميين والصحافيين على درجة عالية من المهنية والقدرة، وان جزء كبير منهم حقق جوائز عالمية وان آخرين سقطوا شهداء وجرحى، ولكن لا يوجد ما يجمع هذا الشتات في جهاز إعلامي واحد متفق في الإستراتيجية".
وشدد على أهمية الاتفاق على الخطاب الإعلامي لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية وخصوصاً التلويح الإسرائيلي بالحرب ومواصلتها في تهويد القدس والمقدسات، مناديا بالتوحد الإعلامي في القضايا المشتركة على الأقل.
وقلل من أهمية العدد الكبير من الإذاعات ووسائل الإعلام واصفا تأثيرها بالضعيف لأنها موجهة محلياً ولا تصل إلى الخارج بالقدر المطلوب.
وشكك الصواف في وجود أي نوع من الاستراتجيات والتكتيكات الإعلامية، رغم انعقاد العشرات من المؤتمرات والورشات المختصة، ولا يوجد مصطلح إعلامي موحد.
ودعا الصواف إلى وقفة جادة من قبل الإعلاميين والصحافيين لإعادة النظر في الإستراتيجية الإعلامية الوطنية والخروج بوجهة نظر موحدة.
وتابع قائلاً: إذا تم التوحد في القضايا الموحدة نستطيع أن نخرج بإعلام وطني قادر على مواجهات التحديات الراهنة والقادمة.
ودعا إلى تسريع عقد لقاءات للوصول إلى إستراتيجية موحدة حول القضايا الوطنية التي يتوحد الجميع عليها.
من جانبه قال الكاتب يحيى رباح: إنه وجد في السابق جبهة وطنية موحدة تحت مظلة منظمة التحرير، ومن ضمنها منظومة الإعلام.
وقال رباح: إن الاختلاف الجذري في الإعلام يعود أساسه إلى الانقسام السياسي، مبينا أن التناثر والتناحر الإعلامي اثر بشكل كبير على الثوابت الوطنية.
وأكد أن مجمل ما يقال في الإعلام الوطني حول القضايا الداخلية تضر كثيرا بسمعة الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن إصلاح هذا الحال يتطلب إلى توحيد الجبهة السياسية.
ودعا إلى التفريق بين الإعلام الفلسطيني والفلسطينيين الذين يعملون في مؤسسات إعلامية خارجية، موضحاً أن الإعلام يعكس الحالة السياسية، مؤكدا انه لا يوجد إعلام فلسطيني موحد يحمل الهم الوطني.
بدوره قال الكاتب هاني حبيب إنه لم يكن من قبل اي إعلام موحد وكان ما هو موجود هو إعلام واحد. وتطرق حبيب إلى أهمية الإعلام في مراحل مهمة من مراحل الثورة وخصوصا في حرب لبنان عام 1982.
وانتقد التجربة الوطنية في الإعلام بعد قيام السلطة الوطنية، مشيرا إلى أن الاعتبارات السياسية والفصائلية سيطرت على اختيار الكوادر الصحفية.
وأشاد بالتجربة الإعلامية للفلسطينيين العاملين في المؤسسات الإعلامية والصحافية الدولية، مؤكدا أن دور هؤلاء الإعلاميين لا يقل أهمية عن الدور الإعلامي المحلي.
وقال حبيب إن الإعلام الفلسطيني لعب الدور السلبي في دعم الانقسام والانفلات على كافة الصعد وكان أداة من الأدوات ولكنه الآن هو عاجز عن لعب دور تضميد الجراح وإعادة اللحمة.
كما أكد منسق تحالف السلام بغزة سليم الهندي على أهمية وجود خطاب إعلامي وحدوي ومستقل يخدم المصالحة العامة والقضايا الجوهرية للشعب.
وقال إنه لا يمكن نكران دور الإعلام وتأثيره على ما يجري في الساحة الفلسطينية إذ يجب أن يكون الإعلام هادفا وموحدا، وقال إن العديد من وسائل الإعلام الفلسطينية كانت جزء من الانقسام وربما في فترات معينة كانت السبب الرئيسي في الانقسام وشحن الشارع الفلسطيني. داعين إلى الخروج من عباءة الحزبية والفصائلية.