اسرائيل تهدم مسجدا في النقب والأهالي يشرعون ببنائه
نشر بتاريخ: 07/11/2010 ( آخر تحديث: 07/11/2010 الساعة: 15:21 )
بيت لحم- معا- هدمت الجرافات الاسرائيلية اليوم الأحد مسجد "الصحوة" في قرية رهط البدوية في النقب بحجة البناء بدون ترخيص، ورافق عملية الهدم مواجهات بين أهالي القرية وعناصر القوات الخاصة والشرطة الإسرائيلية اسفرت عن إصابة العديد من المواطنين بجراح واعتقال آخرين.
وذكرت مصادر محلية أن المئات من أهالي رهط تصدوا للقوات الاسرائيلية ورشقوها بالحجارة، فيما ردت تلك القوات بإطلاق النار وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات الطفيفة واعتقلت الشرطة عددا من المتظاهرين.
وشرع على الفور العشرات من المواطنين في عملية إعادة بناء المسجد، فيما اعلن رئيس بلدية رهط فايز ابو صهيبان عن اضراب عام اليوم في اعقاب هذه الاحداث.
وذكرت مصادر إعلامية أن مسجد "الصحوة" شيد قبل ثمانية شهور ضمن معسكر التواصل مع النقب الذي نظمته الحركة الاسلامية- الشق الشمالي.
المفتي العام يدين
أدان سماحة الشيخ محمد حسين - المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية،خطيب المسجد الأقصى المبارك ، الهجمة التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد المساجد الفلسطينية، والتي كان آخرها هدم مسجد "الصحوة" في مدينة رهط البدوية، بحجة البناء دون ترخيص.
وقال حسين، إن سلطات الاحتلال مستمرة في طغيانها واعتدائها على حقوق الشعب الفلسطيني، ومن أهمها حق العبادة، بهدمها وحرقها لعدد من المساجد.
وبين المفتي، أن الاعتداء على بيوت الله وأماكن العبادة تتزايد، ومن بينها إقدام المستوطنين على حرق المساجد، والانتهاكات المستمرة للمسجد الأقصى، والمسجد الإبراهيمي في الخليل، واصفاً هذه التصرفات بالإجرامية، التي تستوجب معاقبة الجناة.
وحمل حسين، سلطات الاحتلال المسؤولية كاملة عن هذه التصرفات، كونها ترعى هذه الغوغائية ولا تضع حداًّ لها، واعتبر هذه الممارسات ضاربة لحرية العبادة التي نادت بها الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية عرض الحائط.
كما أكد حسين، على أن هذه الممارسات تزيد من حالة التوتر والاحتقان في المنطقة.
وناشد سماحته، المنظمات والهيئات التي تعنى بحقوق الإنسان التدخل لوقف مثل هذه الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وأراضيه.
من جانبه استنكر النائب عن الحركة الإسلامية مسعود غنايم عن "القائمة العربية الموحدة والعربية للتغيير"، إقدام السلطات الإسرائيلية على هدم مسجد "الصحوة" في مدينة رهط، واصفا ما جرى بأنه "عمل جبان يستهدف حقنا الأساسي في إقامة دور العبادة".
وقال النائب غنايم في بيان وصل "معا" نسخة منه، "إن أسلوب خفافيش الظلام الذي تتبعه المؤسسة الاسرائيلية وأذرعها المختلفة في تدمير وهدم البيوت العربية وبيوت الله، يدل دلالة واضحة على أنهم يستهدفون مستقبلنا في هذه البلاد ويستهدفون تجذرنا وبقاءنا، وعلى رأسها مساجدنا".
وأضاف، "أن المؤسسة الإسرائيلية كشفت هذه المرة أيضا عن وجهها العنصري الحقيقي وعن فاشيتها، لأن ما فعلته يناقض أبسط مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، إن حق الإنسان في العبادة وفي بناء دور العبادة هو حق مقدس، وبناء مساجد ودور عبادة بدون تراخيص مؤقتة على الأقل هو أمر معروف وموجود في أماكن شتى، فلماذا هذا الإصرار على هدم مسجد الصحوة؟".
وأكد غنايم، أن "هدم مسجد الصحوة بهذه الطريقة الوحشية يدل على النيّات الخبيثة والمبيّتة ضد كل ما هو عربي وإسلامي، ويدل على قلق وخوف الحكومة ومؤسساتها من الصحوة الإسلامية، وإن كل من يستهدف صحوتنا يجب مواجهته بصحوة ويقظة ستتحول بإذن الله إلى نهضة لن يوقفها بلدوزر ولا جرّافة".
وختم غنايم، أن الرد على هذا الاعتداء يجب أن يكون بالوقوف وقفة رجل واحد وتكاتف الأيدي وتعاونها لإعادة بناء المسجد وإعماره من جديد.
خطيب المسجد الاقصى جمعة سلامة يستنكر
استنكر الشيخ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك، النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس، ما قامت به الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم الأحد، من هدم لمسجد الصحوة في مدينة رهط بالنقب داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.
وقال سلامة، إن قيام السلطات الإسرائيلية بهدم المسجد والعبث بمحتوياته لهو عمل إجرامي كبير، أدى الى إزالة المسجد بالكامل بحجة البناء غير المرخص.
وأضاف سلامة، إن هذه الأعمال الإجرامية ليست جديدة فقد سبقتها حوادث واعتداءات، وسبق للسلطات الإسرائيلية أن قامت بهدم عشرات المساجد داخل فلسطين المحتلة عام 1948م، وتحويلها إلي متاحف وحظائر ومطاعم وكنس ومواقف للسيارات وأماكن للهو والفجور وغير ذلك.
كما قامت سلطات الاحتلال بهدم وتجريف المقابر داخل الأراضي المحتلة تحت حجج واهية، وهذا كله يتنافي مع الشرائع السماوية والقوانين الوضعية التي تكفل حرية العبادة ووجوب احترام وصيانة الأماكن المقدسة.
وبين سلامة، أن هذا الاعتداء يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية على أهلنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، حيث سبق وأن تم تطبيق قانون أملاك الغائبين عليهم وصودرت ممتلكاتهم، كم تم مصادرة الأراضي الوقفية داخل الخط الأخضر.
وشدد سلامة، على أن هذه الإجراءات تأتي ضمن سياسة التضييق على أهلنا في الداخل الفلسطيني من أجل إجبارهم على الرحيل وترك ممتلكاتهم، وضمن الخطوات التي تتخذها السلطات الإسرائيلية بإعلان يهودية الدولة.
ومن الجدير بالذكر أن المستوطنين الإسرائيليين قاموا في الفترة الأخيرة، بإحراق عدد من المساجد والكنائس داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما قامت سلطات الاحتلال بهدم العديد من المساجد وإخطار عدد آخر من المساجد بضرورة هدمها وإزالتها .
وناشد الشيخ سلامة جميع الأحرار في العالم بضرورة التصدي لهذه الإجراءات الظالمة وفضحها في جميع المحافل الدولية.