الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفكر الفلسفي في الممارسة الرياضية *بقلم: د. بهجت أبو طامع

نشر بتاريخ: 08/11/2010 ( آخر تحديث: 08/11/2010 الساعة: 13:21 )
يحتاج الإنسان إلى ما يقود تفكيره ويوجه أفعاله ابتداءً من مواجهة ظروفه الحياتية اليومية وانتهاء إلى مواجهة مصيره. وحيث أن النشاط البدني يقدم الخبرات مثله في ذلك مثل بقية الأنشطة الاجتماعية فهو يعتبر (وسطاً) يُضاف إلى مجموعة الأوساط التي يطبق فيها الفرد فلسفته، حيث أن الصلات الوثيقة التي تتم من خلال أوجه التنمية البدنية هي صفات أخرى للنوع الإنساني توجد في العقل والروح والمشاعر التي تشكل شخصية الفرد ككل.

من هنا فان ممارسة الأنشطة الحركية بحاجة دائماً إلى معطيات الفكر والبحث الفلسفي الذي يعمل على توجيهها بشكل ملائم ويعمل على تحقيق الأهداف الملائمة، ذلك أن اشتراك الفرد في الأنشطة البدنية يفجر كل طاقات الفرد نحو التنمية والنمو، ولان النشاط البدني يُقدم إمكانية هائلة ووسطا خصباً لتنمية شخصية الفرد ولاكتساب الخبرات ذات المعنى، مما يعد بمثابة الأساس الأولي لأي ثقافة، فلنا أن نعتبر أن النشاط البدني جزء متمم وأساسي من حياة الناس ووجودهم. ويعد النشاط البدني على المستوى الجمالي فناً، حيث أن أشكال الحركة في الانسان والتي تتسم بالرشاقة والتنوع تتطلب كل ما لدى الفرد من طاقات وإبداعات، الأمر الذي يجعلها في مصاف المواجهات الاجتماعية.

فالفروض الفلسفية قوى موجهة لكافة الأنشطة الإنسانية بما في ذلك النشاط البدني، لذا على الفرد أن يختبر القيم الشخصية، الأهداف، الأغراض، الاتجاهات نحو ذاته ونحو حياته (عمله/فراغه) وكافة نشاطاته. فمن الطبيعي أن يكون إيمان الفرد بأهمية قيم وأهداف معينة هو الأساس في تشكيل نمط اشتراك هذا الفرد في أي نشاط واتجاهاته العقائدية نحوه، فسلوك الفرد وتقديراته في النشاط البدني سوف تعكس مجموعة من المعتقدات والمبادئ الموجزة التي يمكن أن نقول أنها فلسفة أو موقف فلسفي.

فالمعطيات الفلسفية المرتبطة بالرياضة والنشاط البدني هي في أغلب الأحوال يُعبر عنها بشكل ضمني قبل منطقتها أو التعبير عنها بشكل لفظي. فالاندماج في أنشطة بدنية من الأهمية بمكان بحيث من الخطأ أن يغامر الفرد بالاشتراك العشوائي في هذه الأنشطة بدون اتجاه فكري يقوده ويدفعه.

قسم التربية الرياضية/ جامعة خضوري