دم الثوار تعرفه فرنسا... شارون وبوش المتهمان الرئيسيان في اغتيال عرفات
نشر بتاريخ: 09/11/2010 ( آخر تحديث: 09/11/2010 الساعة: 16:29 )
بيت لحم- رئاسة التحرير- في مثل هذه الايام قبل ستة اعوام كان الزعيم المؤسس ياسر عرفات على فراش المرض في مستشفى باريس العسكري وكان ملأ الدنيا ويشغل الناس، وفي مثل هذه الايام أعلن المستشفى العسكري ان حالته تدهورت خلال الليل وان حالة الغيبوبة التي دخل فيها ازدادت عمقا.
وحينها قال كريستيان استريبو، كبير الاطباء المعالجين للرئيس الفلسطيني، من امام مستشفى بيرسي العسكري في ضاحية بجنوب غرب باريس "الحالة الصحية للسيد عرفات تدهورت خلال الليل وان حالة الغيبوبة التي استدعت نقله الى العناية المركزة ازدادت عمقا هذا الصباح. وهذا يمثل نقلة نحو تطور في الحالة لا يمكن تحديده بعد."
فرنسا رفضت انذاك - واعتقدنا انها لا تعرف - كشف اسباب تكسر صفائح الدم البيضاء لدى الزعيم عرفات، فهل لا تزال فرنسا اليوم وبعد 6 سنوات لا تعرف سبب تكسر هذه الصفائح ؟؟.
الزعيم عرفات وفي اخر ايام حصار له في المقاطعة كان يقول للجماهير التي تأتي لزيارته انه يشعر بالسم يجري في دمه، وقال لوفد شعبي من شبيبة فتح في بيت لحم هذا الكلام.
ونحن جميعنا نذكر كيف كشف كتاب صدر في اخر عام 2006 في كل من فرنسا والولايات المتحدة، بالفرنسية والانكليزية وتم ترجمته الى العبرية، للصحافي الاسرائيلي اوري دان الذي توفي قبل ذلك بايام، كشف كنه الشكوك في ضلوع رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق آرييل شارون في اغتيال ياسر عرفات في تشرين الثاني (نوفمبر) 2004.
ويروي دان في كتابه ان شارون في زيارته المذكورة توجه الى الرئيس الأميركي جورج بوش بطلب إعفائه من التزامه السابق مع تسلمه منصبه في آذار (مارس) 2001 عدم تعرض اسرائيل جسديا الى الرئيس الفلسطيني (الراحل).
وأشار الى ان الرئيس الأميركي رد بالقول انه ربما كان من الافضل ترك مصير عرفات بيد خالق الكون، الا ان شارون رد عليه بأن «رب العالمين يحتاج احيانا الى مساعدة».
ويضيف دان في كتابه: «بقي الرئيس الأميركي (مع سماعه طلب شارون) بلا حراك. لم يعط الضوء الأخضر لشارون لتصفية عرفات لكنه لم يلقِ عليه التزاما جديدا. كان شارون مرتاحاً جداً. وقد سارع ليبشر الصحافيين الاسرائيليين (المرافقين له) بأن يديه طليقتان في كل ما يتعلق برئيس السلطة الفلسطينية».
ومما يشير الى عمق الكراهية التي كان شارون يكنها لعرفات ان دان يذكر في كتابه ان شارون تمنى على مسمعه لو أتيح له من جديد ان يقود كتيبة كوماندوز للسيطرة على المقاطعة (مقر الرئاسة الفلسطينية) في رام الله. وحين سأله دان ما الذي يمنعه من ترحيل عرفات أو تقديمه للمحاكمة رد شارون باقتضاب شديد: «دعني اعالج الأمور بطريقتي».
ويبقى السؤال: هل تحافظ فرنسا على سمعتها وسمعة مستشفياتها وعلمائها وكرامتها كامة وكدولة وتكشف للعالم وللشعب الفلسطيني خبايا الملف الطبي لعرفات؟؟
ام سنبقى نكرر عبارة الشاعر المصري الكبير احمد شوقي حين قال: دم الثوار تعرفه فرنسا ..... وتعلم انه نور وحق.