وفد من مؤسسة التعاون يزور مشاريع في غزة
نشر بتاريخ: 08/11/2010 ( آخر تحديث: 08/11/2010 الساعة: 16:47 )
رام الله -معا- اختتم وفد من مؤسسة التعاون قبل أيام زيارة إلى قطاع غزة هي الثانية من نوعها التي تنظمها المؤسسة هذا العام، ضمن جهودها لتفعيل أنشطة أعضائها عبر التواصل معهم وتنظيم رحلات ميدانية لإطلاعهم على مشاريعها وما تواجهه من تحديات خاصة في قطاع غزة الذي شهد في السنوات الأخيرة العديد من الأحداث المأساوية، وما يزال يعاني جراء الحصار المفروض عليه.
وضم الوفد أعضاء من مجلس أمناء المؤسسة هم: تيسير بركات، وسوسن أصفري، ونورة الشوا ويوسف أبو خضرا، بالإضافة إلى نائب المدير العام الدكتورة تفيدة الجرباوي ومدير المكتب الفني لبرنامج إعمار البلدة القديمة في القدس الدكتورة شادية طوقان واسحق رشيد مستشار مشاريع الصندوق العربي.
وكان الوفد قد دخل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، حيث استقبلهم عدد من أفراد الطاقم التنفيذي بمكتب المؤسسة في غزة وعلى رأسهم مها الشوا مديرة المكتب.
واستهل الوفد زيارته باستطلاع مشروع تكفل أطفال روضة حطين الذي تنفذه جمعية دار الهدى لرعاية الأطفال، حيث حضروا عددا من الصفوف وتبادلوا الحديث مع أطفال الروضة وتفاعلوا مع أنشطتهم. وانتقل الوفد إلى جمعية الحق بالحياة وتعرفوا على سير العمل بمشروع تحسين وصول المعاقين من ذوي متلازمة داون وأطفال التوحد إلى الخدمات التعليمية.
كما زار الوفد مستشفى التأهيل الطبي المدعوم من برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني المدعوم من حكومة الكويت بإدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وإشراف مؤسسة التعاون. وفي نهاية اليوم الأول زار الوفد مركز القطان للطفل واستقبلتهم ريم أبو جبر مديرة المركز وتجولت معهم في أنحائه لتعريفهم بأبرز أنشطة المركز، خاصة مشروع الألعاب الشعبية الفلسطينية الذي دعمته مؤسسة التعاون بهدف تعزيز الثقافة والوعي عند الأطفال والمساهمة في الحفاظ على الموروث الثقافي وتنمية قدرات العاملين في المؤسسات الثقافية وتوعيتهم بدورهم في تعزيز الثقافة الفلسطينية.
والتقى الوفد بالفريق الاستشاري الذي قام بإعداد دراسة تطوير مناطقية لمنطقة جحر الديك حيث قام الفريق في اليوم التالي بمرافقة الوفد إلى المنطقة لاستطلاع أوضاعها وحجم الاحتياجات التي تستدعي الدعم. وتابع الوفد جولته بزيارة لجمعية مبرة الرحمة للأطفال التي تعنى بالأطفال مجهولي النسب والأطفال الذين يعانون من المشاكل الاجتماعية بالاضافة الى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتتكفل بتوفير رعاية متكاملة لهم، خصوصا وأن عدداً منهم يعاني من احتياجات خاصة، مما يستدعي توفير العلاج الطبيعي والرعاية الصحية. كما تتكفل المبرة بتعليم هؤلاء الأطفال مجموعة من الحرف التي تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم عند البلوغ.
وتحرك الوفد بعد ذلك لزيارة إحدى العائلات المستفيدة من برنامج الخدمات المتكاملة لأيتام الحرب المدعوم من صندوق أبراج كابيتال، حيث تعرفوا على احتياجات تلك الأسرة وحجم الصعوبات التي يعانيها أفرادها والآثار البيئية والمعيشية الصعبة التي أفرزتها الحرب. وكان للوفد أيضا زيارة إلى مستشفى العودة، والتقى د يوسف موسى المدير التنفيذي وطاقم المستشفى وتعرفوا على أقسام المستشفى المختلفة وعلى الخدمات التي يقدمها وخاصة تلك التي استفادت من دعم مؤسسة التعاون مثل قسم جراحة العظام وقسم الطوارئ. وزار الوفد أيضا متحفاً خاصاُ أنشأه السيد جودت الخضري الذي رافق أعضاء الوفد وأطلعهم على مقتنيات المتحف من آثار وقطع تاريخية نادرة.
كما زار الوفد جمعية الخدمة العامة للإطلاع على مشروع تجهيز مستشفى القلب والأوعية الدموية الممول من الصندوق العربي. وفي مكتب المؤسسة الخاص بمشروع أبراج كابيتال، التقى الوفد بعميد الكلية الجامعية ومنسقي مشروع خدمات تشغيل الشباب وبحثوا مجريات مشروع تحسين فرص وصول الطلبة المعاقين بصريا لمصادر التعليم المتاحة.
وفي جمعية البيت الصامد، التقى الوفد مجموعة من القائمين على المشروع وعدد من المستفيدات من السيدات اللواتي يعلن أسرهن من خلال أعمال التطريز والخياطة. وفي جمعية مجموعة غزة للثقافة والتنمية، استقبلت الوفد راوية الشوا عضو الجمعية العمومية بمؤسسة التعاون، والتقى الجميع بعدد من المستفيدين من مشروع الإغاثة الطارئة لسكان غزة واستمعوا إلى مشكلاتهم وتبادلوا معهم الآراء والاقتراحات التي تستطيع من خلالها مؤسسة التعاون توجيه دعمها لهم ضمن خطة إستراتيجية تراعي تلبية احتياجاتهم ذات الأولوية.
وانتقل الوفد إلى شاطئ غزة، والتقوا بالفتاة مادلين كلاب (16 عاما) وهي الفتاة الوحيدة التي تعمل بمهنة الصيد في غزة والتي أجبرتها ظروف مرض والدها على مزاولة هذه الحرفة ، حيث كانت المؤسسة قد تابعت قصتها وتكفلت بتوفير قارب صيد لها مع عدد من مستلزمات الصيد. وأبدت مادلين سعادتها باهتمام مؤسسة التعاون بحالتها ودعمها لها، مبينة أن ذلك الدعم أسهم في رفع إنتاجيتها وبالتالي في تحسين ظروف عائلتها المعيشية.
أما في إطار مشاريع الترميم، زار الوفد مسجد السيد هاشم الذي تم ترميمه بتمويل من آل العلمي عبر مؤسسة التعاون. وأنهى الوفد زيارته للقطاع باستطلاع مشروع نموذج تربية الطفولة المبكرة للأطفال الصم وذوي التحديات السمعية وكذلك مشروع تطوير الأدوات الخاصة بتعليم الطلبة الصم.
وأعرب جميع أعضاء الوفد عن سعادتهم بتلك الزيارة التي شكلت بالنسبة لهم تجربة مؤثرة وفريدة من نوعها انتظروها طويلا. وقال يوسف أبو خضرا: "غادرت غزة منذ 53 عاما وكان عمري آنذاك لم يتجاوز السنوات الأربع، ولم أكن أتوقع أن يأتي هذا اليوم لأعود بعد كل تلك السنوات. جميل أننا استطعنا أن نعايش هموم الناس وألا نكتفي بما تنقله لنا وسائل الإعلام. أنا شخصيا أؤكد أن هذه الزيارة ساهمت في تعريفي بشكل حقيقي على واقع أهلنا في القطاع، وهذه التجربة تجعلني أتمنى بإصرار أن تواصل مؤسسة التعاون تكثيف جهودها في تحسين أوضاعهم وبث الأمل في نفوسهم ."
وأظهر تيسير بركات حرصاً شديداً على التواجد والتفاعل طوال أيام الجولة، معبراً في أكثر من موقف عن سروره بوجوده في غزة التي لم يزرها منذ 42 عاما، فيما أعربت نورة الشوا التي زارت غزة على فترات متباعدة عن أملها في أن تواصل مؤسسة التعاون تنظيم مثل هذه الأنشطة لأنها لا شك ستترك أثرا لا ينسى في ذاكرة من يزور القطاع.
وذكرت سوسن أصفري أن هذه الزيارة تعد الأولى لها على الإطلاق للقطاع، وقد أسعدها ما لمسته لدى أبناء غزة من معنويات عالية وإصرار على الحياة.