الشباب الفلسطيني المثقف بغزة والسويد يوقفون حكماً بالسجن ضد فلسطيني
نشر بتاريخ: 08/11/2010 ( آخر تحديث: 08/11/2010 الساعة: 23:46 )
استوكهولم – خاص معا- استطاع عدد من الشباب الفلسطيني المثقف في غزة والسويد من إيقاف حكماً قضائياً بحق الناشط الشبابي عصام ربحي البيروتي بعد أن صدر بحقه حكماً بالسجن لمدة عام بتهمة الاعتداء على شاب إسرائيلي من اللوبي "الصهيوني" سويدي الجنسيّة أثناء ممارسته لعمله المناصر لإسرائيل في جامعة استوكهولم بالمدينة العاصمة .
وبدأت قصة ملاحقة الناشط الشبابي الفلسطيني عصام ربحي البيروتي بعد أن كان ضمن حملة كبيرة داخل أسوار الجامعة، عندما وصل السفير الإسرائيلي لجامعة استوكهولم، حيث بادر المعتصمون بالحملة بضرب السفير بالأحذية حتى غادر حرم الجامعة، الأمر الذي أثار حفيظة جماعة " الطائر الحر " المعروفة بانتمائها التام وميولها للوبي الصهيوني بالسويد .
ولم يكتفِ الناشطون الفلسطينيون الشباب بهذا الأمر بل وقاموا بمهاجمة الرسام السويدي الذي أساء برسوماته للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وطرده من حرم الجامعة، إضافة للأنشطة المتنوعة التي تنفذ باستمرار في أحياء مختلفة من مدينة استوكهولم وجامعتها دعماً ومناصرة للقضية الفلسطينية بكل مقوماتها .
وفي المقابل، لا يزال أعضاء جماعة " الطائر الحر الصهيونية " يلاحقون الشباب الفلسطيني المثقف بالسويد ، حيث دارت مشادة كلامية بين الناشط الشبابي الفلسطيني البيروتي، وبين شاب إسرائيلي سويدي الجنسية من اللوبي الصهيوني يدعى جونيوس الذي تهجم على الشباب الفلسطيني ووصفهم " بالإرهابيين والأغبياء " ، حتى توصل الأمر بينهما إلى عراك بالأيادي تحول على إثرها إلى خلاف موسع بين الشباب المناصر للقضية الفلسطينية وبين أعضاء جماعة الطائر الحر، حتى تدخل رجال الأمن واصطحبوا عدداً من الشبّان إلى مخفر الحرم الجامعي .
وبعد أن أخذ الموضوع المنحى القانوني، ادعى الشاب اليهودي جونيوس أنّ الناشط الشبابي الفلسطيني عصام ربحي البيروتي من مدينة يافا بأراضي الـ 48 ، قد اعتدى عليه وهاجمه بآلة حادة ، وكان يسانده ويدعم أقواله عدد من الشهود المنتمين للوبي الصهيوني ، حتى اقتضى الحكم عليه بالسجن لمدة عام .
وعدد من الشباب الفلسطيني المثقف المعروفين بنشاطهم الواسع في العمل الثقافي والفكري والمجتمعي الذين لديهم تواصل مستمر مع الشباب الفلسطيني بالخارج ، سارعوا إلى الاحتجاج على هذا الحكم، حيث بادر الناشط الشبابي الشاعر عمر فارس أبو شاويش من غزة إلى كتابة مذكرة احتجاج شديدة اللهجة إلى منظمة الشبيبة السويدية التي شاركها في مؤتمر الصداقة الدولي للشباب في العاصمة النرويجية أوسلو في العام 2005م، وطالبها إلى التدخل الفوري والعاجل من أجل إنصاف الشاب الفلسطيني عصام ربحي البيروتي ، وانضم للتوقيع على مذكرة الاحتجاج أعداد كبيرة من الطلاب والشباب الفلسطيني ونشطاء سويديون مناصرون للقضية الفلسطينية .
وبحسب الشاعر عمر فارس أبو شاويش، قامت الشبيبة السويدية بالرد الفوري على رسالة الاحتجاج، التي بدورها أبدت استعدادها الكامل لمتابعة حيثيات الموضوع ومساندة الشاب البيروتي .
وأوضح الشاعر أبو شاويش، أن الشبيبة السويدية " المناصرة للقضية الفلسطينية " استطاعت من كفالة الشاب الفلسطيني البيروتي بعد ثلاثة أيام من احتجازه، وبدأ بمساعدة ومعاونة الشباب الفلسطيني في السويد إلى تقديم معلومات كافية ووافية عن ممارسات شباب اللوبي الصهيوني وأساليبهم البشعة في ملاحقة الشباب الفلسطيني وكل من يناصرهم إلى الشبيبة السويدية .
وقال الشاعر أبو شاويش، أن الشبيبة السويدية قامت بتكليف أحد محاميها القانونيين لمتابعة الموضوع ، وبعد أسبوعان متواصلان صدر قرار بإغلاق ملف القضية كاملاً واستدعاء عدد من الشباب الفلسطيني وأعضاء من جماعة الطائر الحر إلى مخفر الجامعة للتوقيع على تعهدات خطية بعدم تكرار ما حدث من خلافات وعراك بالأيادي ، بحضور ممثلين قانونيين عن الشبيبة السويدية الذين يناصرون الشباب الفلسطيني، وممثلين عن اللوبي الصهيوني الذين يناصرون أعضاء الطائر الحر .
وأعرب الشاعر أبو شاويش الذي تولى قيادة حملة المدافعة عن الشاب الفلسطيني عصام البيروتي، عن شكره وامتنانه إلى أعضاء الشبيبة السويدية وخص بالذكر الناشط السويدي " غونتربغ " ، واعداً بأن يواصل طريقه في الدفاع عن الشباب الفلسطيني بالخارج ودعمهم ودعم قدراتهم الذاتية والإبداعية من أجل مناصرة القضية ومناصرة قضايا الشباب الفلسطيني أينما تواجدوا .
بدوره، أعرب الناشط الشبابي الفلسطيني إسلام عطوان ممثل المناصرون للقضية الفلسطينية في جامعة استوكهولم عن سعادته بإغلاق ملف القضية بالكامل، مثمناً دور الشاعر الفلسطيني والناشط الشبابي عمر فارس أبو شاويش، الذي لعب دوراً ريادياً بارزاً في الدفاع عن حقوقهم لا سيما بما يخص قضية الشاب الفلسطيني عصام البيروتي .
وأشاد الناشط الشبابي عطوان بالتواصل الدائم للشاعر أبو شاويش معه ومع الكثير من الشباب الفلسطيني في السويد، كما وتقدم بشكره إلى عدد من الشباب الفلسطيني في الضفة لتواصلهم أيضاً معه ومتابعة أخبارهم بشكلٍ دائم وخصّ بالذكر الناشط الشبابي " وائل ثوابتة " .
ووعد عطوان بالاستمرار في الأنشطة الشبابية بالسويد دفاعاً عن فلسطين وعن القدس وعن كل ما يخص أبناء شعبنا في غزة والضفة الغربية .
وطالب الشاعر الفلسطيني عمر فارس أبو شاويش، السيد الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية في جميع مواقعها الجغرافية إلى التدخل الفوري لإنقاذ الشباب الفلسطيني في دول أوروبا وتحديداً في السويد والوقوف بجانبهم ودعم صمودهم ، معرباً عن استياءه من تجاهل قضايا الشباب الفلسطيني في الخارج، الأمر الذي يضعف حضورهم على الساحة الدولية بالتالي يضعف إرادتهم في الدفاع عن القضية الفلسطينية .
وبيّن الشاعر أبو شاويش أن اللوبي الصهيوني العالمي وبكل أماكن تواجده، ينفق أموال طائلة إلى جيل الشباب لديهم في الجامعات والمدارس في جميع الدول وتحديداً في أوروبا وذلك من أجل تعزيز فكرة ما تسمى " بيهودية الدولة " وحشد دعم لهذهِ الفكرة ومناصرين، موضحاً أن عملهم يتم بشكل منظم ومدروس، بينما أعمال الشباب الفلسطيني يتم من باب الانتماء لقضيتهم العادلة بقيادتهم الذاتية وتخطيطهم الجماعي بعيداً عن أي رعاية من القيادة الفلسطينية والمؤسسات والجهات الرسمية والجمعيات الثقافية الفلسطينية .
وتساءل الشاعر أبو شاويش عن الخلل العقيم في إدارة صمود الشباب الفلسطيني في الداخل والخارج، قائلاً " متى سوف يشارك الشباب الفلسطيني في صنع القرار بشكل حقيقي بعيداً عن المشاريع الشكلية والمرحلية، ألا يستحق الشباب الفلسطيني كافة الدعم وتخصيص ميزانية ثابتة ودائمة لهم ولأنشطتهم بالداخل والخارج من قبل السلطة الفلسطينية والمؤسسات الرسمية ليصبحوا قادرين على تحدي الهزائم ومواصلة نشر ثقافة القضية الفلسطينية ؟ " .
وتجدر الإشارة إلى أن أعداد كبيرة من الشباب الفلسطيني بالداخل والخارج، يعملوا بصورة طوعية إلى إحياء الأنشطة الشباب على الصعيد الفكري والثقافي والأدبي والأخلاقي والتنموي والديني ، أبرزها الأنشطة الداعمة للقضية الفلسطينية ، وذلك لشعورهم بضرورة المشاركة وصنع القرار في الدفاع عن قضيتهم وهويتهم الفلسطينية .