الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

المركز القومي والشبكة الثقافية ينظمان ندوة ثقافة الكتاب بعصر الانترنت

نشر بتاريخ: 08/11/2010 ( آخر تحديث: 09/11/2010 الساعة: 00:27 )
غزة -معا- نظم المركز القومي للدراسات والتوثيق وشبكة شباب فلسطين الثقافية لقاء حواريا حول "ثقافة الكتاب في عصر الانترنت"، في قاعة المركز القومي بغزة، بحضور عدد كبير من الشباب والشابات وطلاب الجامعات، ومن الكتاب والمثقفين.

وتحدث الكاتب والناقد ناهض زقوت، قائلا "يحتل موضوع القراءة والكتاب المطبوع والأقراص المدمجة والإنترنت، اهتماماً متزايداً هذه الأيام في المشهد الثقافي العربي، ويدور النقاش حول دور الكتاب الورقي، ومصيره كوسيط أساسي من وسائط القراءة، ولا يمر يوم إلا ويتساءل الناشرون والكتاب والمهتمون بتكنولوجيا المعلومات عن مصير الكتاب المطبوع، وإمكانية استمرار هذا الوسيط بصفته شكلاً لتوصيل المعرفة بدخول العالم حقبة تكنولوجيا المعلومات والإنترنت بحيث يكون في مقدورنا بضغطة واحدة على لائحة المفاتيح الموصولة بشاشة الحاسوب وشبكة الإنترنت أن نستحضر ملفات كثيرة من كتب ودراسات وأفلام وتسجيلات ومواد ثقافية.

وأضاف: ورغم ما نسمعه عن تراجع مكانة الكتاب المطبوع، وقرب حلول الوسائط التكنولوجية الجديدة محله، فإن المطابع ما زالت تطبع كل يوم، وفي معظم اللغات التي يستخدمها البشر، عدداً لا يحصى من الكتب. وهذا يعني أن الكتاب المطبوع لا يزال هو الشكل السائد من أشكال تقديم المعرفة والإبداعات الإنسانية، إذ أن الواحد منا لا يستطيع أن يتجول، طوال نهاره وليله، وهو يحمل حاسوباً موصولاً بشبكة الإنترنت؛ كما أن العلاقة الحميمة التي تربط القارئ بالكتاب المطبوع تقف عقبة حقيقية في وجه التهام التكنولوجيا لهذه الصيغة الورقية من صيغ نقل المعرفة.

وهذه الجدلية القائمة بين الرؤيتين تنعكس، كما قال زقوت، على العديد من المسلمات الثقافية مثل اختفاء الكتاب الورقي، والصحيفة الورقية، والمكتبة المنزلية، كل هذا يعود إلى تطور العصر. وبعد أن ختم حديثه عن إشكالية المرحلة والعصر وبما يمثله الانترنت من سلاح ذو حدين، حد ايجابي وحد سلبي، وما يترتب عليه من مشكلات اجتماعية.

وقدم الدكتور فؤاد حمادة الأستاذ في جامعة القدس المفتوحة، مداخلته عن الثقافة العربية وعصر المعلومات موضحا مفهوم الثقافة من حيث تأثرها بالبيئة وبما تمثله من جماع للمعارف الإنسانية، وأشار إلى أن اختلاف البيئة يؤدي إلى اختلاف الثقافة ومن هنا تختلف ثقافات الشعوب وثقافات المجتمعات. وعن طبيعة العلاقة بين الثقافة والانترنت.

وقال: أن الثقافة العربية في الوقت الراهن تعيش مأزقا حادا يكمن في عجزها عن مواكبة التحولات التكنولوجية العالمية، باعتبار أن هذه التكنولوجيا أصبحت وسيلة هامة في نقل وتوزيع وانتشار الثقافة، وهذا في رأيه يعود إلى بيئة العقل العربي وتكوينه، ولكي تتضح لنا ملامح الخريطة المعرفية العربية علينا تحليل مكونات العقل العربي، وبالتالي كما طالب د. حمادة تجديد هذا العقل وفق مفاهيم وقيم حداثية.

وأكد د. حمادة على أن الانترنت وسيلة وليس بديلا عن الكتاب، بل هو يوفر المعلومة بشكل أسرع، كما أن الانترنت ساهم في نشر الكتاب ولم يستطع أن يحل محله، إذ بقي كل واحد منهما محافظا على موقعه. وفي ختام حديثه طالب د. حمادة الشباب الاهتمام بالقراءة وعمل خطة منهجية للقراءة حتى لا تكون القراءة مجرد عمل عبثي.

وبعدها فتح باب النقاش للشباب والكتاب والمثقفين، وأدلى كل واحد منهم بدلوه في الموضوع، معبرين عن رؤيتهم لثقافة الكتاب بأنه لا يمكن الاستغناء عنه وأن الانترنت مجرد وسيلة لتوصيل المعلومات.

من جانبه، أشار مدير الجلسة الشاعر عمر فارس أبو شاويش إلى أن شبكة شباب فلسطين الثقافية هي إطار شبابي ثقافي فكري ، تسعى إلى تعزيز قدرات الشباب الفلسطيني الذاتية ودعم مقومات إبداعاتهم وترسيخها وتعزيزها عبر اللقاءات الثقافية المستمرة ، وهي عبارة عن حلقة وصل بين الشباب وإحساسهم الداخلي بإمكانية المشاركة بفعالية والبحث عن طريقهم النيّر الخالي من العشوائية بالعمل والاضطراب الفكري والثقافي لديهم .

وثمنّ الشاعر أبو شاويش دور المركز القومي ومديرها العام الكاتب والباحث ناهض زقوت، في دعم شبكة شباب فلسطين الثقافية من خلال تقديم جميع الموارد اللوجستية التي تتيح لها تنفيذ أنشطتها بأريحية تامة .