الخميس: 19/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

د.خاطر: موسم الحج مناسبة سنوية عظمى لنصرة قضايا الامة

نشر بتاريخ: 09/11/2010 ( آخر تحديث: 09/11/2010 الساعة: 10:38 )
القدس- معا- دعا الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حسن خاطر علماء الأمة الإسلامية إلى التفكير الجدي والمسؤول في نصرة القدس والمقدسات من خلال موسم الحج الذي جعله الله محطة سنوية عظمى لنصرة قضايا الأمة وعلى رأسها قضية مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وقال الدكتور خاطر الذي يتواجد في مكة المكرمة استعدادا لتأدية فريضة الحج هذا العام أن الله سبحانه وتعالى ربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى برباط أزلي خالد من خلال القرآن الكريم ورحلة الإسراء والمعراج ومن خلال حديث شد الرحال وعشرات الآيات والاحاديث الأخرى، وهو الأمر الذي ترجمه المسلمون على مدار التاريخ بما كان يعرف بـ "تقديس الحج" حتى استقر في اذهان كثير من ابناء الشعوب الاسلامية ان من حج ولم يزر المسجد الاقصى تبقى حجته وكأنها ناقصة، وهو الامر الذي جعل من "زيارة القدس والاقصى" شبيها الى حد كبير "بزيارة المدينة المسجد النبوي" رغم انها غير مرتبطة باي من اركان الحج او العمرة!.

وبين الدكتور حسن خاطر ان سقوط فلسطين- بما فيها القدس والمقدسات- في يد الاحتلال اربك مواقف علماء الامة وبدلا من يمدوا لها مزيدا من الحبال والجسور لحمايتها من الغرق في دوامة التهويد جعلهم يذهبون - عن غير قصد - الى تقطيع الحبال وتجميد الجسور التي مدها الله ورسوله بين الامة ومقدساتها، والسبب هو "الخوف من التطبيع مع المحتل" وهو الامر الذي لم تخش منه أي امة من الامم على مدار التاريخ الانساني الطويل، والنتيجة – كما يقول الدكتور خاطر – انه من اجل "تخوّف انساني ظني" يتم التضحية "بعلاقة ربانية يقينية "!.

وقال خاطر: اننا نتساءل ونحن نشاهد الملايين من مسلمي العالم وهم يطوفون بالكعبة المشرفة: اين نصيب المسجد الاقصى في هذه الملايين؟ ولماذا لم يعد الاقصى على بال هذه الجموع الهائلة من البشر كما هو حال المسجد الحرام والمسجد النبوي رغم انه واحد من هذه "المجموعة الثلاثية المقدسة" بنص القرأن والحديث؟، مؤكدا ان السبب يكمن اساسا في فتاوى العلماء التي شكلت ما يشبه الحاجز الديني بين هذه الشعوب وبين الاقصى والقدس واستمرارها بهذه الصورة سيؤدي الى اضعاف العلاقة المقدسة بين الاقصى وأشقائه وربما تقطيعها، موضحا ان هذه الفتاوى تستند الى تخوفات ومبررات لا اساس لها من الصحة وهناك الكثير من الشواهد والتجارب التي نسفتها نسفا ومعظم الذين زاروا القدس من معظم دول العالم رجعوا سفراء للاقصى والقدس لا دعاة تطبيع مع الاحتلال!!، وقال: انني اؤكد ان القدس تتضرر من هذه الفتاوى بنفس القدر الذي تتضرر فيه من الاحتلال وجرائمه، مناشدا كبار العلماء اعادة طرح هذا الموضوع ودراسته من جديد على ضوء كل التطورات والمعطيات التي تعيشها القدس والمقدسات.

واكد الدكتور حسن خاطر الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية ان الدافع الاول والاخير وراء زيارة المسلمين للاماكن المقدسة في مكة والمدينة والقدس هو عبادة الله سبحانه وتعالى وهذا هو "الظن الغالب" على هذه الزيارات جميعا ولا يجوز ان نحكمها بـ "الظنون الضعيفة " فمن ياتي الى مكة انما ياتي لزيارة الله في مكة ومن ياتي الى المدينة انما ياتي لزيارة الله سبحانه في المدينة فلماذا نمنع الناس من زيارة الله في القدس؟ّ!.

وقال الامين العام للهيئة لو ان 20% من هؤلاء الحجاج والمعتمرين يصلون سنويا الى القدس لتغيرت المعادلة في المدينة المقدسة تماما، ولما عدنا نخشى من تهويد القدس وطمس هويتها وسرقة مقدساتها، فهذه الجموع المؤمنة هي التي تعطي القدس هويتها وهي التي تقطع الطريق على مشاريع التهويد وهي التي تضمن حاضر ومستقبل القدس، مؤكدا ان "اجماع العلماء على ضرورة شد الرحال الى القدس والاقصى لمن استطاع اليهما سبيلا " سيفتح باب الصراع مع الاحتلال على مصراعيه وليس باب التطبيع لأن "اسرائيل" ستجد نفسها في مشكلة حقيقية سواء سمحت بالزيارة او منعت الزيارة، فان سمحت – كما يقول الدكتور خاطر – ستخسر القدس لا محالة وستجد المدينة تعج بالمسلمين لا بالمستوطنين كما تخطط وتعمل، وان منعت وهو الارجح ستجد نفسها في مواجهة الكثير من الدول العربية والاسلامية التي ستعاملها بالمثل وتمنع اليهود من زيارة اراضيها، وكلا الامرين افضل بكثير من الخيار الثالث وهو الموجود اليوم!.

وناشد الدكتور خاطر العلماء اغتنام فرصة الحج لهذا العام واعادة النظر في هذا الموضوع الخطير مطالبا اياهم باتخاذ خطوة جريئة وعدم استمرار الوضع الحالي بسبب الخوف من ردود الفعل التي يمكن ان يحدثها البعض هنا او هناك، مؤكدا ان مصلحة القدس والاقصى فوق كل اعتبار وتقتضي اشراك الامة في هذه المعركة واخراجها من حالة "اللامبالاة" الى "وضع المشاركة" بعيدا كل البعد عما يسمى بالتطبيع، قائلا: ان استمرار حالة "الخوف من التطبيع " بدأ ينجم عنه دون قصد "تمكين الاحتلال من التهويد" وهو ما على العلماء ان يتنبهوا له جيدا.