السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

النائب البرغوثي:المطلوب هو الاعلان فورا عن الدولة وحدودها

نشر بتاريخ: 09/11/2010 ( آخر تحديث: 09/11/2010 الساعة: 10:18 )
رام الله- معا- قال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ان المفاوضات محكومة بالفشل جراء موازين القوى المختلة وطبيعة الاحتلال والمجتمع الاسرائيلي الذي يصطبغ بالصبغة المتطرفة وجنوح غالبيته نحو اليمين المتطرف.

واضاف البرغوثي خلال لقاء مع ممثلي وسائل الاعلام في رام الله ان العامل الاقتصادي مهم في تلك المعادلة حيث ضاعفت اسرائيل دخلها القومي ثلاث مرات خلال السنوات العشرة الماضية الى جانب انها اصبحت ثالث مصدر للسلاح في العالم وربما ستسبق روسيا لتصبح ثاني اكبر مصدر للسلاح .

واشار الى ان حجم مبيعات الاسلحة الاسرائيلية 6.8 مليار دولار سنويا بما في ذلك استيراد الهند ما مقداره مليار دولار سنويا والتي تشكل اكبر مستورد للسلاح الاسرائيلي.

واكد البرغوثي ان التطرف السياسي في اسرائيل والقوة العسكرية والوضع الاقتصادي يجعل منها دولة لا تابه بالقانون الدولي ولا بالسلام.

واوضح البرغوثي ان وتيرة البناء الاستيطاني تتسارع بشكل كبير خلال فترات المفاوضات والسلام على عكس ذلك خلال فترات الصراع بسبب خشية المستوطنين مدللا بذلك على التقرير الذي نشرته هارتس مؤخرا وما تضمنه من ادلة .

واشار النائب مصطفى البرغوثي الى ان مناحيم بيغين انشا 100 مستوطنة مباشرة بعد اتفاق كامب ديفيد مع مصر ،وان رابين شق كل الطرق الاستيطانية في الضفة بعد توقيع اتفاق اوسلو وان نتنياهو انشا مستوطنة جبل ابو غنيم مباشرة بعد اتفاق واي ريفر اضافة الى اقدام اولمرت على تكثيف الاستيطان في القدس عندما شرع بالمفاوضات مع الفلسطينيين.

وقال البرغوثي ان في اسرائيل تيارين الاول متطرف ويعتقد ان الاسرائيليين انتصروا على العرب وينادي بحكم ذاتي على ان يطلق عليه اسم دولة على معازل وجيتوات فيما لا يتجاوز 40% من مساحة الضفة ومواصلة الاحتلال بشكله الحالي فيما التيار الثاني هو الاشد تطرفا ويرفض المفاوضات ويسعى الى فرض الامر الواقع وينظر الى الحل من منطلق السلام الاقتصادي أي التعايش مع الاحتلال ونظام التمييز العنصري.

واكد البرغوثي ان ما يجري الان في القدس وسائر انحاء الضفة لا يختلف عما جرى في اراضي 48 مشبها ما يجري في القدس تماما بالذي جرى في يافا مثلما ان ما يجري في بيت جالا وبيت ساحور كالذي جرى في الناصرة التي سلبت جميع اراضيها.

وقال النائب البرغوثي ان المعضلة لا تتعلق بحسن او سوء الاداء الفلسطيني او بمدى الاعتدال مؤكدا ان الجانب الفلسطيني ليس بمقدوره الاعتدال اكثر مما هو فعله عبر تنفيذه خارطة الطريق والقيام بالتنسيق الامني مقابل صلف اسرائيلي وتنكر للحقوق الفلسطينية.

واشار البرغوثي الى ان مشكلة اتفاق اوسلو تكمن في انه نسف الاجماع الفلسطيني وخلق حالة من الانقسام الداخلي على عكس ما جرى في اسرائيل التي تختلف الاحزاب فيها فيما بينها وتتحد على القواعد الصهيونية الاساسية كرفضهم تقسيم القدس وعودة اللاجئين من اقصى اليسار الى اقصى اليمين.

واكد البرغوثي انه من باب الخطا المراهنة على المفاوضات وعلى الادارة الاميركية باحداث تغيير لان الواقع يؤكد ان واشنطن تغير موقفها بعد الاخرين وليس قبلهم وهذا ما جرى مع جنوب افريقيا اذ كانت اميركا اخر القادمين الى التغيير.

وقال النائب مصطفى البرغوثي ان الاستراتيجية الصحيحة يجب الا تستند الى البدء بتغيير الموقف الاميركي لان الموقف الاميركي لن يتغير .

واضاف البرغوثي ان اعطاء مهل اضافية لن يفيد وهدفه اعفاء العرب من مسؤولياتهم وان البديل الوحيد هو الدبلوماسية المقاومة عبر اعلان منظمة التحرير الدولة الفلسطينية على كامل اراضي 67 بحدودها وعاصمتها القدس وان تطلب من العالم الاعتراف بالدولة وحدودها.

واوضح ان هذا الاعلان هو السبيل الوحيد لوقف حالة عدم التكافؤ الجارية لان من يقرر الان هي اسرائيل .

ودعا البرغوثي الى التوجه الى الجمعية العامة وليس الى مجلس الامن مشيرا الى ان من اعترف باسرائيل عام 47 هي الجمعية العامة للامم المتحدة وليس مجلس الامن.

واكد النائب مصطفى البرغوثي ان من شان الاتفاق على اعلان الدولة توفير ارضية للوحدة الوطنية اضافة الى اعطائنا فرصة للخروج من حالة الجمود على الصعيد الدولي ويضع دول العالم التي تقول انها تؤيد اقامة دولة فلسطينية وتقدم الدعم لبناء مؤسسات تلك الدولة امام مسؤولياتها .

واشار البرغوثي الى ان برنامج الحكومة الفلسطينية مبني على اساس ان الدولة الفلسطينية سترى النور في شهر اب المقبل مما يستدعي الاعلان عن الدولة.

وقال النائب مصطفى البرغوثي ان استمرار الوضع البائس سيدفع اسرائيل الى تكريس فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة .

واشار البرغوثي الى خطورة التصريحات الاسرائيلية التي تقول انه لا يمكن توصل الفلسطينيين والاسرائيليين الى حل نهائي وبالتالي العودة الى الحلول الجزئية المؤقتة محذرا من خطورة اعادة بيعنا اوسلو مرة ثانية وعلى نفس المساحة.

وحول مسالة الدعوة الى حل السلطة قال البرغوثي انه ليس بالضرورة اللجوء الى هذا الخيار بل العمل على تغيير طابع السلطة ووقف التنسيق الامني مع اسرائيل وليس تسليمها المؤسسات الوطنية التي بناها شعبنا .

واعتبر البرغوثي القبول بمسالة تبادل الاراضي خطيئة استغلتها اسرائيل بمواصلة الاستيطان تحت ذريعة انها تبني في مستوطنات سيتم ضمها اليها ضمن مبدا تبادل الاراضي.