حنا عميره: الخيار الفلسطيني يجب أن يكون نحو اعلان الدولة
نشر بتاريخ: 10/11/2010 ( آخر تحديث: 10/11/2010 الساعة: 14:19 )
رام الله- معا- قال حنا عميره عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن حزب الشعب الفلسطيني ان تنامي الطبقة المتوسطة في اسرائيل بات معتمدا على الاستيطان الى حد كبير، كما ان الاستيطان لم يعد تطبيقا عمليا لايديولوجيا متطرفة وحسب بل انه تحول الى صناعة يستفيد منها اطراف عدة في اسرائيل، الامر الذي يفسر حرص اسرائيل وتمسكها به رغم كل الاعتراضات الدولية والاقليمية.
ولفت عميره الى ان خطورة الاستيطان على القضية الفلسطينية لا تمثل فقط تضاعف اعداد المستوطنين التي ارتفعت من مئة الف مستوطن في العام 1990 الى نحو نصف مليون مستوطن في الوقت الراهن، بل تمتد لتشمل محاولة فرضهم كامر واقع في سيناريوهات حل الصراع واعتبارهم جزءا من اسرائيل وليس ضمن كتل استيطانية نشأت بشكل غير شرعي.
جاء ذلك خلال ندوة في قاعة بلدية هامرسميت في لندن حيث تحدث عميره لعدد من المهتمين واعضاء احزاب يسارية عربية سيما العراقية والسودانية منها عن الوضع الفلسطيني الراهن وموقف حزب الشعب منه.
واعتبر عميره الذي يقيم في القدس ويعايش محاولات التهويد الدؤوبة التي تقوم بها اسرائيل ان الاستيطان يشكل خطرا كبيرا على القضية الفلسطينية وانه عامل مصيري في تحديد سيناريوهات الحل على ارض الواقع وليس المفاوضات التي تجري بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.
واعرب عن استيائه من المصير الذي آلت اليه المفاوضات مع الاسرائيليين بعد انقضاء نحو عقدين عليها، موضحا ان حزبه لا يعارض المفاوضات من حيث المبدأ ولكنه يعارض النهج الذي تسير عليه في ظل الوساطة الامريكية غير النزيهه، ومعتبرا ان المفاوضات هي مفاوضات اسرائيلية امريكية في المقام الاول وليست اسرائيلية فلسطينية.
واعرب عن استغرابه من الاطراف التي لا تزال تعول على الدور الامريكي الذي يدعم المخططات الاسرائيلية في دولة ذات حدود مؤقتة للفلسطينيين.
ولفت الى ان معظم الاطر القيادية الفلسطينية باتت على قناعة تامة بعبثية المفاوضات وضرورة اعادة النظر في دور السلطة الوطنية بدلا من حلها كما يقترح البعض، وان هناك نقاشا جديا يدور في الوقت الراهن حول ضرورة اعلان الدولة الفلسطينية ومطالبة المجتمع الدولي الاعتراف بها كسبيل للخلاص من حلقة المفاوضات المفرغة وانسداد افق الحل مع الجانب الاسرائيلي.
وفي معرض الاجابة على سؤال لعضو في الحزب الشيوعي العراقي عن الانقسام الفلسطيني الداخلي وجدوى ان تسعى الاحزاب اليسارية الفلسطينية للتوحد مع حركات اسلامية يمينية رغم التباين الايديولوجي الشاسع، قال عميره ان الوضع الفلسطيني يتطلب من كل الاطراف والاحزاب الفلسطينية ان تتوحد على ارضية الحوار والتعددية السياسية والفكرية وعدم اتاحة الفرصة لاي طرف بالخروج عن هذه القاعدة لان ذلك يعني عمليا تفرده بجزء من الوطن وتعميق حالة الانقسام التي باتت حجة للانتقاص من فاعلية وتأثير الدور الفلسطيني، لافتا الى ان التدخل الاسرائيلي يجعل من المصالحة امرا غير سهل المنال رغم حالة الاجماع بين القوى الفلسطينية المختلفة على ضرورة وضع الاختلافات جانبا لما فيه مصلحة الوطن.
ولفت الى ان حزب الشعب اقترح موعد لاجراء الانتخابات وتشكيل لجنة انتخابات مركزية بالاستناد الى الورقة المصرية المقترحة للمصالحة، معتبرا ان الانتخابات هي الضمان الامثل لانهاء حالة الانقسام ودعم الاسس الديمقراطية التي تقوم عليها.