عين على الرياضة* بقلم: وائل رمانة
نشر بتاريخ: 10/11/2010 ( آخر تحديث: 10/11/2010 الساعة: 15:13 )
غثيان الصباح!
ليس من باب المقارنة بالسلوك والاهداف، ولا حتى بالرغبات والتمني، بل التقت الفئتان، رغم الاختلاف الكبير في النوع والتوجه العام.
نحن، الفلسطينيون، نعرف تماما عدونا الاسرائيلي واهدافه، فهو يلف الحبال على الاعناق، ويضع طرفي الحبل بايد اخرى لتشد الوثاق، ربما دون معرفة او احاطة بما يمكر الماكر، والكل بات يعلم حجم العوائق والضغوطات الاحتلالية في وجه تطور الرياضة الفلسطينية، وكيف جوبهت بصمود ونضال كبيرين عبر تحركات القائمين عليها على جميع المستويات، العربية والاقليمية والدولية، ما دفع رموز الرياضة العالمية للتدخل بشكل قوي وفعال في وجه الممارسات الاسرائيلية المنفلتة.
تدريجيا، وعبر النضال الوطني ايضا، نستطيع ان نكبل ايدي الاحتلال، التي مارست كل انواع الضغط على حكومة جمهورية افريقيا الوسطى للحيلولة دون حضور منتخبها الاول الى ملعبنا البيتي وخوض لقاء كروي ودي دولي مع منتخبنا الوطني، الذي كان مقررا له في السابع عشر من الشهر الجاري على ملعب الحسين بن علي في مدينة الخليل بمناسبة يوم "الفيفا" ما دفع اتحاد الكرة الى استدعاء منتخب غامبيا للعب مع منتخبنا في نفس اليوم كبديل عن منتخب جمهورية افريقيا الوسطى المنهزم بضغط لاأخلاقي في وجه منتخبنا، وهي دلالة اخرى على مدى النضال في هذا الاتجاه والعزيمة الفلسطينية، التي لم ولن تلين في وجه الاحتلال.
اعتقد ان اسرائيل، التي تمارس بدورها كل انواع الضغط لمنع المنتخبات الشقيقة والصديقة من المجيء الى فلسطين، وتعمد الى تكبيل حرية الرياضية الفلسطينية كي لا تتفاعل مع العالم الخارجي.
هذا الامر بات جلياً، تماما، للقاصي قبل الداني، وتحديدا لمن يدعي ان الحضور الى الوطن الفلسطيني وزيارة شعبه في بيته يُصنف تطبعاً مع الاحتلال، وهذه حجج واهية ولا جدوى من العزف على اوتارها، فهي لا تنال من الاحتلال بل تخطئه، تماما، وتصيب الصمود الوطني، فتزيد من الاحمال والاثقال على كاهلنا، وتشد الخناق علينا وعلى مشروعنا الوطني.
لا بد لقطاعات العالم العربي المختلفة، الثقافية والاجتماعية بكل مسمياتها واطيافها اضافة الى الاتحادات الرياضية الوقوف، كتفاً لكتف، مع الشعب الفلسطيني ومع تطلعاته وتطوير قطاعاته، عبر محاربة المشروع الاسرائيلي الهادف الى عزل شعبنا عن عمقه العربي، بكل الوسائل، حتى من زيارة فلسطين واقامة مباراة ودية عربية خالصة، عطفا على عدم مشاركة منتخباتنا في لقاءات ودية مع الاشقاء العرب والاعتذار غير المبرر.
هؤلاء عليهم الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وقضاياه والشد من ازره كما يراه هو " لأن اهل مكة ادرى بشعابها ". ان زيارتنا هي زيارة للسجين الصامد الثابت بعزيمة واصرار وليس للسجان المغتصب.
لا بد من الاشادة والثناء لكل الاتحادات الرياضية، التي استضافت منتخباتنا، والى من يحق لهم التفاخر بالحضور والمشاركة الرياضية على ارض فلسطين، ولبوا النداء وزاروا مقدساتها والتقوا بشعبها المعطاء.