الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاعتداءات على موظفي شركة الكهرباء في بيت لحم.... الى متى؟

نشر بتاريخ: 10/07/2005 ( آخر تحديث: 10/07/2005 الساعة: 11:31 )
بيت لحم- معا- بلغ السيل الزبى, وما عاد موظفو شركة الكهرباء في محافظة بيت لحم يطيقون حجم الاعتداءات التي تنفذ بحقهم, فخلال الشهرين الاخيرين تعرض العاملون في الشركة لاربعة اعتداءات من قبل مواطنين "غاضبين" ربما لانهم لا يرغبون في دفع ما تراكم عليهم من مبالغ طائلة ثمن التيار الذي استهلكوه طيلة السنوات الماضية.

وصباح اليوم الاحد نظم الموظفون والعاملون في شركة الكهرباء بمدينة بيت لحم اعتصاما احتجاجيا امام مقر الشركة مطالبين الجهات المسؤولة بتوفير الحماية والامن لهم, وقال نعيم جواريش مدير الرقابة الداخلية في الشركة " صرنا لقمة صائغة للناس يعتدون علينا".

وكان عشرات المواطنين في مخيم عايدة قد هاجموا امس العاملين في شركة الكهرباء لدى قدومهم الى المخيم لقطع التيار عن بعض المتخلفين عن التسديد, واوضح جواريش ان موظفي شركة الكهرباء تعرضوا للاعتداء في مخيم عايدة وقام مواطنون برشق سيارة الشركة بالحجارة وحطموها, والبعض قام بنهب محتوياتها, واضاف " حاولنا ان نتحدث الى مجموعة من الشباب لوقف الاعتداء على الموظفين دون فائدة".

وأكد مسؤولون في شركة الكهرباء ان الشرطة الفلسطينية التي هرعت الى المخيم معززة باكثر من اربعين عنصرا امنيا فشلت في حماية الموظفين, وضبط الامور, وطالب جواريش الجهات المسؤولة في بيت لحم وقف الاعتداءات المتكررة على موظفي شركة الكهرباء وتوفير الحماية لهم, مستغربا ان تقع كل هذه الاعتداءات على موظفي وممتلكات شركة وطنية تقدم خدمة اساسية للفلسطينيين, دون ان يكون هنالك رادع لذلك.

هذا وقد توجه وفد من شركة الكهرباء الى مقر محافظة بيت لحم لتسليم المحافظ العميد زهير مناصرة رسالة احتجاج شديدة اللهجة يطالبونه فيها بوضع حد للاعتداءات, وضرورة ان تعمل السلطة والاجهزة الامنية على فرض القانون والنظام, وتحمي المؤسسات العامة التي تعمل على توفير الخدمة للجمهور.

محافظ بيت لحم من جانبه ابدى استعداد الاجهزة الامنية في المحافظة لتوفير الحماية لكافة المؤسسات الوطنية, واشار الى أوامر وزير الداخلية بهذا الخصوص ودعا المسؤولين في شركة الكهرباء الى التنسيق مع الشرطة خلال قيامهم بحملات جباية داخل مدن وبلدات المحافظة.

وحسب ما افاد مسؤولون في شركة الكهرباء في بيت لحم فإن اربعة اعتداءات وقعت في غضون الشهرين الاخيرين ضد موظفين في الشركة كان من بينها حادث اعتداء في بلدة تقوع وآخر في مخيم الدهيشة, وثالث في مدينة بيت لحم, والحادث الذي وقع امس في مخيم عايدة.

من جانب آخر استنكرت اللجنة الشعبية في مخيم عايدة وقوع اعتداء على ممتلكات شركة الكهرباء, الا ان اللجنة القت بالقسم الاكبر من المسؤولية على عاتق الشركة التي اتهمتها بالدخول من الشباك وليس من الباب ولذلك "عليها ان تتحمل نتائج ما حصل".

وقال عدنان عجارمة رئيس اللجنة الشعبية في مخيم عايدة في تصريح لوكالة معا ان" القضية ليست استنكارا بقدر ما ان الشركة اخطات في كيفية الدخول الى المخيم متجاوزة كثير من العناوين التي كان بامكانها ان تاخذ رايها وتتعاون معها في انجاز المهمة".

واوضح عجارمة ان المواطنين يعيشون حالة احتقان بسبب البطالة وقلة العمل والجدار الذي يضيق عيشهم, وان قيام شركة الكهرباء بقطع الكهرباء بدون سابق انذار اثار مشاعرهم خاصة ان الاشخاص الذين اعتدوا على موظفي الشركة كانوا من عامة الناس ولا يمثلون اي مؤسسة او جهة في المخيم.

واستهجن عجارمة اقدام شركة الكهرباء على قطع التيار الكهربائي من تجمعات مركزية ما يعني انقطاع التيار عن شارع باكمله, وفي هذا الشارع 40% من المواطنين قد سددوا فواتيرهم فلماذا يحرم الجميع من الكهرباء؟, ولم يتانى عجارمة في اتهام شركة الكهرباء باستخدام اسلوب مشابه للاحتلال في طريقة التعامل مع المواطنين.

ودعا رئيس اللجنة الشعبية في مخيم عايدة شركة الكهرباء الى التنسيق مع الجهات المسؤولة في المخيم قبل ان تتعامل بصورة مباشرة مع المواطنين, مشددا على ضرورة ان تبادر الشركة الى عقد لقاءات عامة مع الناس لايجاد حلولا مناسبة لدفع المبالغ المتراكمة عليهم بما يتناسب مع الامكانيات المتوفرة لديهم في ظل الاوضاع الصعبة التي يعيشها المواطنون.