الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

رجال دين يؤدون صلوات مشتركة لاحلال السلام وطلبا للمطر

نشر بتاريخ: 11/11/2010 ( آخر تحديث: 11/11/2010 الساعة: 21:33 )
بيت لحم- معا- ادى رجال دين مسلمين ومسيحين ويهود اليوم الخميس صلوات استسقاء للديانات الثلاث طلبا للمياه في ظل الخريف الجاف حتى الان والذي تعاني منه الاراضي الفلسطينية واسرائيل ومن اجل احلال السلام.

وقد اقيمت الصلاة التي دعا اليها محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل بالقرب من عين مياه تسمى عين الحنية التابعة لاراضي قرية الولجة الى الغرب من مدينة بيت لحم بحضور الحاخام مناحيم فرومان ومفتي محافظة بيت لحم الشيخ عبد المجيد عطا والاب عيسى مصلح بالاضافة الى رجال دين من مختلف الديانات.

هذا وحاول العديد من جنود حرس الحدود الاسرائيلي ايقاف عدد من سكان قرية الولجة ومصادرة بطاقات هوياتهم الا ان الحشد من مختلف الجهات تدخل واعاد بطاقات الهوية للمواطنين الفلسطينين قبل ان يتراجع الجنود الى الخلف بعيدا عن الفعالية.

وقبل اداء الصلوات الثلاث كل حسب شعائره الدينية القى محافظ بيت لحم كلمة اكد فيها على ان اختيار هذا المكان يحمل معان سياسية اهمها ان هذه المنطقة تقع على حدود الاراضي المحتلة عام 67 وبالتالي فان هذه الرسالة تشدد على اجماع كافة الحاضرين هنا على ضرورة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وهي المواقف التي اكد عليها موقف رجال الدين اليهود خلال الاسابيع الماضية خلال زيارتهم الى محافظة بيت لحم.

واشار المحافظ الى ان هذه الفعالية ترسل رسائل للعالم اجمع بضرورة السعي الجاد من قبل المجتمع الدولي لاحلال السلام الشامل والعادل للفلسطينيين من خلال اعادة اراضيهم المحتلة مشيرا الى ان رجال الدين اليهود من الحاضرين اليوم يرسلون رسائل للعالم بجاهزيتهم من اجل السلام والعيش في ظل الدولة الفلسطينية.

كما اكد المحافظ حمايل على ان هذه رسالة دينية من قبل رجال الدين الثلاث الى ابناء الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني مفادها ان الاديان جميعها تحث على العدل والسلام والحرية وبالتالي عليهم الا يقعوا ضحية للتحريفات اليمينية المتطرفة خصوصا في اسرائيل التي تتحكم بها اليوم مجموعة يمينية متطرفة تعمل من اجل تخريب جهود السلام الرامية لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي مؤكدا ان البديل سيكون حمام دم ودوامة صراع غير منتهية.

وشدد المحافظ حمايل على ان الشعب الفلسطيني يستقبل كل من يقف ويدعم حقوقه المشروعة خصوصا من الجانب الاسرائيلي معربا عن امله بان يتم تحقيق السلام وان يساهم رجال الدين الذين يشاركون بهذه الفعالية بتحقيقه.

من ناحيته قال الشيخ عبد المجيد عطا: "إنه ما دام الحضور اليوم يعترفون بالحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني التي كفلتها الشرائع الدولية والمتمثلة باقامة الدولة الفلسطنية وعاصمتها القدس الشريق واعطاء الفلسطيني كافة حقوقه فانه لا مانع من اداء هذه الصلوات معهم مشيرا الى ان صلاة الاستسقاء بمشاركة الجميع تعكس الحرص من قبلهم على العيش حياة كريمة هانئة مشددا على ان المطر والمياه تعني الحياة وانه لا حياة بدونهما".

اما رئيس مجلس قروي الولجة صالح خليفة فقد دعا كافة المتدينين اليهود الى ضرورة العمل على اعادة اراضي الولجة التي يسلبها الاحتلال الاسرائيلي يوما بعد يوم مشيرا الى ان المرحلة الاخيرة من مراحل معاناة القرية تتمثل بسرقة معظم اراضي القرية التي لم يتبقى منها شيئا.

ودعا خليفة رجال الدين اليهود الى العمل الجاد في مجتمعهم من اجل تقوية التيار المعتدل في اسرائيل والعمل على مساعدة الفلسطينين باقامة دولتهم وعدم الاكتفاء بالصوات والتصريحات مشيرا الى ان الجانب الفلسطيني يرحب بهم وهم يعملون من اجل السلام.

الحاخام فرومان اشار الى انه يؤكد على تصريحاته التي تحدث فيها عن استعدادهم للعيش في ظل الدولة الفلسطينية المستقلة مشددا على ان صلاة اليوم تمثل تظاهرة دينية تقوم على اسس سياسية من اجل رسالة تؤكد على ضرورة انهاء الصراع والعيش كجيران جانبا الى جنب.

وشدد فرومان ان اسماء الله بمختلف اللغات وفي مختلف الاديان تحت اسم السلام "وشولوم وبيس" مؤكدا ان هذه المعاني تعكس الحياة التي يامل من خلال هذه الصلاة ان تزدهر بالاستجابة ونزول المطر لان المياه تعني الحياة والحياة تعني السلام.

اما الاب مصلح فقد اشار الى اهمية السعي من اجل تحقيق السلام الشامل والعادل في هذه الارض والعيش بسلام ومحبة واخوة بشكل يعكس معاني الرسائل السماوية الثلاث التي تحث على العدل والسلام وانهاء الظلم وبالتالي فانه يامل بان تؤدي هذه الصلاة الى اعادة المسؤولين الى رشدهم ووقف تعطيل عملية السلام المتعطلة مشددا على ضرورة انهاء الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني.

بعد ذلك ادى رجال الدين الـ 3 صلاة الاستسقاء كل حسب طقوسه وشعائره حيث ادى اليهود صلاتهم قرب بركة المياه التي تقارب على الجفاف بسبب قلة الامطار فيما ادى الاب مصلح صلاته قرب عبن المياه وادى بقية المفتي عطا صلاة الاستسقاء في الجهة العليا من العين.

وفي نهاية الصلوات قام المحافظ حمايل والحاخام فرومان والاب مصلح بزراعة جزء قريب من العين بالقمح معربين عن املهم ودعائهم بالاستجابة لصلواتهم من اجل انزال المطر ومن اجل تحقيق السلام مؤكدين على انهم سيستمرون في السعي من اجل اقامة السلام الشامل والعادل على هذه الارض المقدسة.