الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

عنانيات.. *بقلم: منتصر العناني

نشر بتاريخ: 12/11/2010 ( آخر تحديث: 12/11/2010 الساعة: 13:12 )
في السَادسةَ.... أبو عَمار شَمُسك لنْ تَغيبَ عَنا ...
أُحبذ كما عودنا القائد الشهيد ياسر عرفات أن نكون شعبٌ سباق وريادي ومتقدم وعنفواني بالقلم والبندقية وغيرهابحسب الحالة التي نعيشها وفي كل موقع , أحببت من لغته هذه رحمه الله أن أكون أول المتسابقين للكتابة عن هذا الفارس الذي حملنا جميعاً على راحة روحه وصدحَ بصوته وعنفوان وجوده وشهادة كينونته الثورية الفتحاوية الفلسطينية الكوفية منذ بدأ صغيراً حتى أصبح رمزاً لشعب فلسطيني لن يخلق التاريخ مثله على الإطلاق , كونه فارسٌ حمل كل طباع المغامرة والمجازفة ورمى بحبل الخوف جانباً وقذف بحمم دمائه الثائرة ووزعها في كل مكانٍ في هذا العالم لأجل هذا الوطن الأغلى القدس والشعب والأرض والعرض .

رجلٌ كان يملك من الحنكة والذكاء ما لا تجده عند الغير وصعبٌ أن يكون في غيره , طباعٌ ثورية لا هوادة ولا رعونة في قراراته , جبلٌ شامخٌ لا يقبل القسمة إلا لأمر واحد هو الوطن الأغلى والأعلى وفوق الجميع , حمل البندقية بيد وحمل غُصن الزيتون بيده الأُخرى قاوم وفاوض , قبلَ ورفضَ إنتفض َ ولم يساوم , كانت يده البيضاء تًمدُ للمصافحة وكان قادرٌ ان يجعل الغير يتقدم ويمسك بيده أولاً وأخيراً لأنه أراد أن يلُملم جراحاً أدمت قلوبنا ونغصت قُربنا وأخويتنا , جعل من المُر العسل وحول العالم معنا لا علينا .

بطلٌ لا أُنكر انا وغيري أننا خسرناه , فتحاويون وغيرهم وعلمنا أن المُعلم الأول بات رمزاً يُحكى عنه يعيش في قلوب الصغار قبل الكبار , هذا ولدي الذي ولد بعد إستشهاد أبو عمار يهتف بإسمه ليقول أبو عمار لهيب ونار لشعب مغوار .

قتلوه لأنه عرفوا العرفاتية التي بداخله والفتحاوية السارية بعروقه وشرايينه أورثها لشعبً جبار (جبارين ) , لتُخلق في طفلنا الصغير قبل الكبير . ظانين أنه مات , وهذا ليس بصحيح فمن قال بأن الياسر قد مات , لا وألف لا فالياسر فينا يعيش في مأكلنا ومشربنا وعملنا ومواقعنا طفلنا وشيُخنا ونساؤنا وبناتنا وأرضنا وسماؤنا وفلسطينيتنا , مات جسداً وبقي حيٌ فينا يناجينا ونناجيه يا أبا عمار اليوم الذكرى السادسة لإستشهادك لنقول لك وأنت في قبرك رحمك الله أولاً ونجدد العهد والولاء لك ثانيةً , ونرفع هاماتنا عالياً أمام هذا العالم شموخاً ونصراً بقائدٍ نحتفل اليوم بِعُرس ولادته بيننا .

يمنحنا زاداً جديداً من أجنحة خارطة إرادته التي تعلمناها , وعاش لأجلها عظيماً ومات لأجلها عظيماً , يَشهدُ زوار قبرك أبا عمارأن القدس التي عشت ومت لأجلها تحلم بزهراتك وأشبالك وطلابك أن تكون تحت تُرابها, إقتربت الساعة وحان وقتها لتنعمَ أبا عمار بطهارتها وعشقها المكنون في دماءك التي تهفوا إليها وتتلهف كل َ جُزءٍ فيك وأنت في قبرك لتكون معها , ومنارتك العالية من مكان حصارك المشرف ( المقاطعة ) أرى عينيك ويديك البيضاء الناصعة تمُدها إلى القدس مقترباً لأحتضانك أبا عمار , والعلمُ الفلسطيني وكوفيتك وبدلتك العسكرية التي عشت فيها ومت فيها تطالُ حُريتها وعبق القدس في أزقتها تلتحف بك وتتلحف بها لضمك إليها بعد طول إنتظار .

يا فارسي اليوم الله يعلم كم نحن بعدك أفتقدناك وكم نشعر بسنوات ست مضت دون أن نشعر بلحظة أنك غادرتنا أو فارقتنا فالسنةُ التي تذهب تمنحنا تأكيداً على رفع رصيدك ببقائك فينا , وعلى خطى كوفيتك التي زرعتها كما زرعت الثورة فينا والنضال والمقاومة وما نسيينا , اليوم في ذكراك السادسة تحيا من جديد فينا روحك التي زرعت ونحصد ما صنعت , قد تقف الكلمات في هذا اليوم عاجزة وقصيرة لأنها لا تجد منها ما يوفيك رمزيتك ومحبتك التي تجري فينا صغيراً وكبيراً .

أبا عمار نُشهر معك وبروحك سلاح المبدأ والثورة والنضال ورموز العز والرفعة والوحدة لنناشد بإسمك وبروحك كل أجسادنا وألواننا في هذا الوطن أن نعود كما عُدنا وطنٌ واحد وشعبٌ واحد نحيا من جديد لا ندعَ لهذا المتربص هناك أن ينهشنا ونحن نأكل سُم بعضنا بدلاً من أن نقدمه لغرباء هذا الوطن ودخلائه , بروحك الطاهرة أن نعود لرشدنا في ذكراك أبا عمار وذكرى كل الشُهداء والسجُناء ونلتحمَ لنتغنى بكوفيتك التي إنتصرت ( علي الكوفية ولولح فيها ) رحمك الله أبا عمار وأبقى شعبك مغواراً كما أردت ليكتمل حلمك في القدس إن شاء الله ...
[email protected]
[email protected]