الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز حقوقي: مخطط إسرائيلي لعزل العيسوية عن مدينة القدس

نشر بتاريخ: 12/11/2010 ( آخر تحديث: 12/11/2010 الساعة: 14:43 )
القدس- معا- حذر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية من مخطط إسرائيلي يستهدف عزل بلدة العيسوية شمال شرق القدس وسلخها عن المدينة المقدسة في إطار مخطط كان طال قبل ذلك أحياء مثل الزعيم، مخيم شعفاط، رأس شحادة، رأس خميس، وضاحية السلام.

وقال تقرير لوحدة البحث والتوثيق في المركز أن تنفيذ هذا المخطط على الأرض كان بدأ قبل بضعة أشهر لكن بدأت ملامحه تتضح الآن بإغلاق المدخل الشمالي الشرقي من البلدة بمكعبات الإسمنت والسواتر الترابية والصخرية، ومحاولات إغلاق المدخل الغربي الرئيس المؤدي إلى مستوطنة التلة الفرنسية، حيث وضعت شرطة الاحتلال قبل أيام مكعبات إسمنت وإشارات مرورية جديدة تتيح الدخول فقط للمركبات لكن دون السماح لهم بالخروج من ذات المدخل، في وقت تجري عند المدخل الشرقي أعمال بنى تحتية وإنشاءات ضخمة، وشبكة من تفرعات الطرق تؤدي إلى منطقة المعبر الجاري إنشاؤه على المدخل الغربي لمخيم شعفاط، والمتوقع أن يصبح معبرا رئيسيا كما هو الحال في معبر قلنديا لسكان الأحياء التي عزلها الجدار شمال شرق المدينة، تضاف إليها العيسوية، في حين سيتم لاحقا إغلاق مدخل البلدة الرئيس بصورة نهائية، وهو ما كان يطالب به مستوطنو التلة الفرنسية.

وأشار التقرير إلى أن وضع الإشارات المرورية عند المدخل الغربي والتواجد شبه الدائم لحرس الحدود والشرطة عليه يشكل مرحلة أولى في تطبيق هذا المخطط وتنفيذه، في حين تتذرع السلطات بأن الإجراءات الحالية نابعة من تطورات أمنية في المنطقة وتزايد أعمال رجم الحجارة باتجاه مركبات المستوطنين، إضافة إلى الاحتجاجات شبه اليومية التي يقوم بها شبان البلدة ضد الممارسات الإسرائيلية بحق بلدتهم، وفي مدينة القدس المحتلة.

ونوه التقرير بهذا الشأن إلى قيام سلطات الاحتلال قبل عدة سنوات بإغلاق المدخل الجنوبي للعيسوية من ناحية الجامعة العبرية، ما تسبب بمعاناة إضافية للسكان في البلدة، التي تتعرض بلدتهم لحملات دهم مستمرة تشارك فيها دوائر إسرائيلية عديدة بذريعة مراقبة البناء غير المرخص، وتحصيل ضرائب مفروضة على السكان، يرى فيها مواطنو البلدة أعمالا انتقامية وحملات تأديب تنفذها السلطات ضدهم على خلفية مقاومتهم الدائمة للاحتلال، وتصديهم لإجراءات هدم المنازل، ومصادرة الأراضي التي لم تبق من أراضي البلدة سوى ما هو قائم عليها من أبنية.

ووفقا للتقرير، فإن بلدة العيسوية التي يقارب عدد سكانها نحو 20 ألف تعد من أكثر القرى والبلدات في محيط البلدة القديمة وداخل الحدود البلدية المصطنعة للقدس معاناة جراء الأزمة السكنية الخانقة والتي تدفع بالمواطنين إلى محاولة التغلب عليها من خلال البناء العمودي، في وقت تفرض بلدية الاحتلال قيودا مشددة على أمال البناء فيها، وبالتالي كانت هذه البلدة من أكثر البلدات تعرضا لعمليات الهدم على مدى السنوات العشر الماضية، في وقت ضاعفت فيه السلطات من حجم مصادرة ما تبقى من أراضيها في الناحية الشرقية حيث أقيمت شبكة ضخمة من الطرق والأنفاق والجسور، وشيدت منشآت عسكرية ومقرات أمنية عليها مثل مبنى الكتيبة التابع لحرس الحدود الإسرائيلي والمكلف بحماية طرق المستوطنات شمال شرق القدس وعلى امتداد شارع الطوق الشرقي، إضافة إلى مقر قيادة اللواء الجنوبي في الشرطة الإسرائيلية الذي انتقل من مقره القديم في رأس العمود إلى المنطقة المتاخمة لمستوطنة معاليه أدوميم.

وأشار التقرير إلى أن المقر القديم للشرطة في رأس العمود تمت مقايضته مع جمعيات استيطانية حيث سيطرت عليه وتقوم في هذه المرحلة بترميمه وإعادة تأهيله لبناء عشرات الوحدات الاستيطانية والتي ستتصل بجسر مع مستوطنة معاليه هزيتيم التي تم توطينها مؤخرا ب 66 عائلة جديدة من المستوطنين ليرتفع عدد هذه العائلات إلى نحو 250 عائلة ومقابل نقل الملكية على هذا المقر للمستوطنين، مول المليونير الأمريكي اليهودي إيرفينغ موسكوفيتش بناء المقر الجديد للشرطة شرق بلدة العيسوية على طريق أريحا القدس بكلفة وصلت إلى نحو 100 مليون دولار.

ونوه التقرير إلى أن مساحات كبيرة من أراضي البلدة كانت صودرت قبل أكثر من 10 سنوات لصالح المشروع الاستيطاني الضخم شرق البلدة والمعروف بمخطط ( إي- ون) والذي يلتهم ما مجموعه 12400 دونم من أراضي بلدات العيزرية، والزعيم، والطور والعيسوية، من المقرر أن تقام عليه آلاف الوحدات الاستيطانية والمناطق الصناعية والمنتجعات السياحية التي ستربط معاليه أدوميم بالقدس.