الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

عندما ينصهر الدم والنسب وتتعانق الرياضة ... تكتب قصة الحب والزواج

نشر بتاريخ: 13/11/2010 ( آخر تحديث: 13/11/2010 الساعة: 17:06 )
غوانزهو - معا - محمد العمصي - تعرفت عن قرب على الكابتن أمين غرسي مدرب اللياقة البدنية للمنتخب الاولمبي الوطني، هادئ الطباع، دمث الأخلاق، ابتسامته لا تفارق وجهه، تخرج الكلمات التونسية من فيه فتسعد من حوله، يصادق الجميع، يحب أن يتحدث إليهم ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم.

ربما تكون حكايتنا اليوم مختلفة نوعاً ما لكنني اجزم أنها الأفضل، كونها تحمل المعاني الرياضية والإنسانية والاجتماعية معاً، وترسخ لتاريخ حافل بين الشعبين التونسي والفلسطيني على مدار سنوات عظام احتضنت فيها تونس الشقيقة القضية الفلسطينية بشكلها الشامل والواسع.

الحكاية: لقاء جمع الكابتن التونسي أمين غرسي مع فتاة فلسطينية تقطن مخيم جنين في ألمانيا أثناء دراسة الفتاة لألعاب القوى، فيما هو كان يدرس كرة القدم، نشأ التجانس في الفكر والطباع، فكان الانجاز بحصوله على الليسانس في تدريب كرة القدم، وحصولها على الأجازة "ب " في ألعاب القوى ، حيث تبلور اقتراح الزواج بينهما بعد ثلاثة أشهر من التفاهم والتجانس، لكن صعوبات عدم موافقة أهل الفتاة كان ما يقلق الكابتن أمين غرسي نظراً لعدم معرفة أهل الفتاة له.

يقول أمين غرسي: التقيت بها قبل العام 2009 قبل انضمامي للجهاز التدريبي العام 2010، حيث قدمت شهاداتي وسيرتي الذاتية للكابتن مختار التليلى الذي اقتنع بمؤهلاتي واختارني للجهاز التدريبي بحيث اعتبره هو من قدمني لفلسطين، وكنت سعيداً بأنني سأعمل في مجال عملي في فلسطين من جهة وتتاح لي الفرصة لأقدم نفسي إلى أهل الفتاة، حيث سنحت لي الفرصة في شهر فبراير عندما بدأ الكابتن التليلي مهامه رسمياً.

أضاف: بفضل الله وجهود اللواء جبريل الرجوب قمت بعمل خطبة أرسل فيها اللواء الرجوب معي وفد مكون من محافظ جنين الذي اشكره من كل قلبي وعدد من أعضاء اتحاد الكرة، وقمنا بخطبة الفتاة في 19/8 ، بحيث لم نقرر الزواج بعد وأفكر بإقامة حفل ولوج القفص الذهبي في كل من فلسطين وتونس.

وعبر غرسي انه سعيد جداً بوجوده في فلسطين بين أهله، مؤكداً شعوره واعتزازه بالوطن الفلسطيني وبمساعدة الجميع له في تحقيق أمنيته ، خاصة اللواء جبريل الرجوب والكابتن التليلي ومحافظ جنين وأعضاء اتحاد الكرة.

تملكتني سعادة غامرة وأنا استمع إلى الكابتن أمين غرسي، لكنني أعجبت أكثر بشخصية هذا الرجل عندما شاهدته منذ الدقيقة الأولى في طابور العرض الفلسطيني المتوجه إلى حفل افتتاح الدورة الآسيوية، ارتدي الكوفية الفلسطيني، وأطبق على العلم الفلسطيني بيديه، وحرص على التقاط الصور مع جميع أفراد البعثة، ودافع عن ألوان الوطني في طابور العرض من خلال الهتاف والمشاركة ورفع العلم، بل تجده في كل لحظة يبدى عشق غير عادي للوطن فلسطين.

التاريخ يعيد نفسه وفلسطين تفتح أذرعها للكابتن أمين غرسي ، وينصهر العرق والدم والنسب والمصاهرة، لتشكل حالة فريدة يجتمع فيها الحب مع العطاء، والعمل مع الانتماء، لنتمنى له حياة سعيدة ملؤها الحب والتفاهم وبالرفاه والبنين وألف مبروك.