بعثة فلسطين الطبية.. مرجع لحجاج العرب والمسلمين وعنوان للوحدة
نشر بتاريخ: 13/11/2010 ( آخر تحديث: 14/11/2010 الساعة: 11:49 )
مكة المكرمة- موفد معا- شاب باكستاني يقف على مدخل أحد العيادات الطبية التابعة للبعثة الفلسطينية في مكة المكرمة يتحدث القليل من العربية والكثير من الانجليزية، يحاول أن يعبّر عما بداخلة من آلام لعدد من الأطباء المناوبين على مدار الساعة، وفي حديثة أكد انه قادم إلى هنا والعديد من حجاج بلاده بعد تحسن حال زملائهم الذين زاروا البعثة الطبية الفلسطينية شاكرا أسلوب التعاون والكفاءة التي يتمتع بها الأطباء الفلسطينيين إضافة إلى الأدوية المجانية التي تصرف للمراجعين.
انتظرت في المكان وهو عبارة عن غرفة متواضعة بها سرير للكشف الطبي بجانبه عبوات الأكسجين وكم كبير من الأدوية المختلفة وفي زاويتها اليسرى عدد من المقاعد المكتظة بالمراجعين بالوقت لذي يقف فيه بالخارج عدد آخر بالانتظار وهي في الدور الأرضي للفندق الذي يتواجد به أكثر من 1700 حاج وحاجة فلسطينية لوقت ليس بالطويل، لكنني سجلت ملاحظات عن جنسيات المراجعين لاكتشف في نهاية المطاف أن سعوديين محليين هم من ضمن المراجعين إضافة إلى أردنيين ويمنيين وباكستانيين واندونيسيين وهنود وجنسيات أخرى متعددة وبلاشك الفلسطينيون الحجاج هم أصحاب الغالبية.
لحظات هي قبل مغادرتي المكان حضر الدكتور خالد سدر احد أعضاء البعثة الطبية الفلسطينية تقاسيم وجهه تشير إلى عدم حصوله على الجرعة الكافية من النوم هذا إذا كان قد حصل على شيء منها أصلا وسرد ليلي واقع العمل الطبي للبعثة وتوزيع العيادات الطبية على عشرة مواقع وحجم الأدوية التي تم توزيعها واخبرني أن كافة التفاصيل هي بحوزة رئيس البعثة في الطالق الثالث حيث انتقلت وإياه إلى غرفته للقائه هناك.
طماطم وفلفل طعام الفلسطينيين
استقبلنا الدكتور شوقي صبحة رئيس البعثة الطبية الفلسطينية للموسم الثاني على التوالي مرهقا، محاولا أن يخفي التعب الذي الم به وعدد من الطاقم الذي بجواره يستندون إلى شيء من الراحة قبيل الزوال، لحظات هي حتى لملم الدكتور صبحة حاله مرحبا بوكالة "معا" وبدأ الحديث عن انجازاتها ومتابعته الحثيثة لنشاطها الإعلامي الفلسطيني المستقل وهو يقو بإعداد (قلاية البندورة مع الفلفل) وأصر على إن نشاركه طعامه المتواضع الذي كان بمثابة الطعام الحقيقي الفلسطيني الاول الذي تناولناه منذ وطئت أقدامنا الديار الحجازية.
لم اجر مقابلة صحفية روتينية مع الدكتور صبحه ضمن سؤال وجواب، لكنها أخذت طابع الحوار العامي المصحوبة بالسخرية الناقدة لبعض المواقف وقول للحقيقة بتجرد في بعضها الاخر والشكر لمن يستحق والذم لمن قصر ولم يقم بواجبه الموكل إليه.
البعثة الطبية شعار الوحدة الوطنية
فكان الحديث عن السياسة حيث استطاعت البعثة الطبية أن تضم 28 طبيبا وممرضا من وزارة الصحة الفلسطينية و12 آخرين من وزارة الصحة المقالة وجميعهم تحت قيادة الدكتور صبحة، الذي قال: "نحن نمثل الوحدة الوطنية بكل أشكالها فهنا جميع العاملين في البعثة يتلقون تعليماتهم مني وجميع الأدوية والمعدات التي تم توفيرها من قبل الجهتين هي تحت صلاحياتي وتصرفي، حقا إننا موفقون".
وأضاف الدكتور أبو صبحة انه ولأول مرة الطواقم الطبية تتابع الحجاج في غرفهم وتطمئن عليهم فردا فردا إضافة لمتابعة الحالات الصعبة من قبل الأطباء الاختصاصيين الفلسطينيين الذين بكفاءتهم أصبحوا مرجعا لعدد كبير من حجاج الدول العربية والإسلامية وقد قدمنا الخدمات الطبية المجانية وكذلك الأدوية لكل من راجعنا بما فيهم المقيمون السعوديون.
نوبات قلبية ودماغية تعترض الحجاج
وتطرق الدكتور أبو صبحة لعدد الحالات التي تراجع العيادات الميدانية التي تم تشكيلها بأنها ما بين 250-300 حالة يوميا يتم معاينتها ومتابعتها وتوفير كافة اللوازم الطبية والأدوية التي تتناسب مع حالتها، مبينا أن عددا كبير من الحجاج هم ممن لديهم أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والضعف في عضلة القلب ومرضى السرطان إضافة إلى الإمراض العرضية نتيجة التغير في المكان والتغير في الأحوال الجوية.
وأكد الدكتور صبحة على التعاون المثالي مع المستشفيات السعودية، موضحا أن 5 حالات نوبات قلبية تم تحويلها في الوقت المناسب إلى المستشفيات السعودية، كما تم إجراء عملية قسطرة واحدة وجميعها تمت بنجاح وأوضاع الحجاج الفلسطينيين المرضى هي بحالة جيدة والتقارير اليومية التي تصدر تشير إلى استقرارها إضافة إلى 3 حالات أصيبت بنوبات دماغية، كما يتم إجراء غسيل الكلى في المستشفيات السعودية وتوفير سيارات الإسعاف في الوقت الذي يتم طلبها وبلحظات، مقدما شكره للملكة العربية السعودية على ما تقدمه من جهود حثيثة للبعثة الطبية الفلسطينية.
مصادر الأدوية للبعثة الطبية
وحول مصدر الأدوية والمعدات الطبية لدى البعثة قال الدكتور صبحة إنها من خلال وزارة الصحة ووزارة صحة المقالة ووكالة الغوث وشركات الأدوية المختلفة والمصانع الوطنية عبر السفارة الفلسطينية في السعودية، "وهنا لا بد أن اشكر السفير جمال الشوبكي والقنصل الدكتور عماد شعث على جهودهم في دعم البعثة وتسهيل مهامها".
وبين الدكتور ابو صبحة أن نجاح البعثة في مهمتها حتى هذه اللحظة جاء بناء على التحضير المسبق ووصول البعثة قبل الحجاج إلى المدينة المنور ومكة المكرمة، مما أعطى وقتا كافيا لتنسيق الأمور وترتيب متطلبات العمل إضافة إلى الاجتماعات المسبقة في مقر الوزارة من خلال وزير الصحة الدكتور فتحي ابو مغلي الذي كان على رأس التحضيرات والتنسيق للبعثة، كما انه على اطلاع يومي على سير الأمور وارفادنا بتعليماته لتقديم أفضل الخدمات الصحية للحجاج.
شكر وابتهال من الحجاج للاطباء
وبعد مغادرتي غرفة الدكتور ابو صبحة التقيت بحاج قيل لي انه يدعى "أبو أكرم" أبو اسنينه وهو من رجال الإصلاح وشخصيات مدينة الخليل الاعتبارية كان يدعو الله بالخير للأطباء والبعثة الطبية جميعها بالاسم، فهو يعاني من مرض السكري الذي أدى إلى تقرحات بقدميه ونزيف إضافة لجروح عند مشاهدتها كأنها حروق مستفحلة قامت البعثة بمتابعته وتقديم الخدمة الطبية له في غرفته كل ساعتين بشكل متواصل على مدار 24 ساعة.
واستحلفني أبو اسنينه أن انقل شكره وامتنانه لجميع اعضاء البعثة الطبية، على ما أولوه له من عناية ومتابعة، قائلا انه لم يتلق مثلها في المستشفيات الكبرى.
وطالب بتقديم مكافآت لهم ليس لما يقدموه له من خدمة، بل لما شاهده من جهد و تعب و مواصلة العمل لساعات متواصلة من اجل خدمة جميع حجاج فلسطين وحجاج الجنسيات الأخرى.