الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

قراءة في مشاركة المنتخب الوطني الاولمبي في الصين

نشر بتاريخ: 14/11/2010 ( آخر تحديث: 14/11/2010 الساعة: 14:20 )
الخليل - معا - عبد الفتاح عرار - لا بد من التأكيد والاعتراف قبل كل شيء اننا حققنا مكاسب عديدة جراء مشاركة الوطني الاولمبي في اسياد الصين منها ما هو مفخرة ويدلل اننا نسير في الاتجاه الصحيح ومنها ما يجعلنا نضع ايدينا على مواطن الضعف ونضع خطة لمعالجتها قبل دخول غمار التصفيات الاولمبية وياتي ذلك من باب النقد البناء الذي نسعى من خلاله للاخذ بيد منتخباتنا الوطنية ضمن مشوار الانتفاضة الكروية التي انطلقت لتواجه العدوان الصهيوني الذي يحاول كسر ارادتنا مؤكدين انه سيفشل ونحن سنصل حتى وان كنا نسير وسط حقل الغام زرعه الاحتلال وكل من يخضع لارادته.

وما نقوم بانجازه سيفضح ممارسات هذا العدو اللئيم الذي لا يسره ما نحققه من انجاز وسنواصل سياستنا بالمقاومة والنضال من اجل فلسطين، وهنا لا بد لنا ان نعرض هذه المشاركة بطريقة تخضع للغة المنطق ونتحلى بالصبر والامل حتى لا يحقق العدو انتصارا يسعى له عبر تعطيل دوران عجلة النهضة الكروية التي نعيشها.

مجموعة صعبة
لا بد من الاعتراف ان مجموعتنا في الاسياد كانت صعبة وخاصة بوجود منتخبات قوية لها باع طويل في المشاركات الدولية وخبرتها طويلة تفوق خبرتنا بعديد السنين واستثمرت هذه الخبرة في التعامل معنا داخل الملعب رغم اننا حاولنا مجراتهما في غالبية اوقات المباراة وهنا اقصد الكوريتين ولن نغفل خبرة واستعدادات المنتخب الاردني رابع هذه المجموعة، ورغم كل ذلك فقد احتل فريقنا المركز الثالث في هذه المجموعة الصعبة وان كان بفارق هدف عن المنتخب الاردني الشقيق لكنه في عرف المفهوم الكروي يعد تفوقا، من هنا لا بد من اخذ العبر ومواصلة العمل لاكتساب الخبرة التي اكتسبتها هذه المنتخبات.

شخصية المنتخب
وان كنا نتمنى ان تكون النتائج مختلفة لكن منتخبنا الوطني الاولمبي جسد شخصية مقبولة من خلال هذه المشاركة بتصديه لمنتخبات قوية رغم الخسارة ستجعل منه هدفا للفرق الاسيوية تطالبه باللعب معها نظرا للتطور الملحوظ على ادائه وفرضه ايقاعا خاصا عن طريق الاداء الرجولي طوال فترة المباراة وعدم استسلامه رغم تلقي مرماه اهدافا وبقي مقاتلا حتى صافرة الحكم، وبهذه الشخصية وهذا الاداء فقد اقتربنا كثيرا من مستوى المنتخبات العربية وتخطينا العديد من المنتخبات الاسيوية وما هي الا فترة قصيرة حتى ندخل غمار المنافسات بشكل جدي اذا ما واصلنا العمل مع زيادة في التركيز على الناشئين وزيادة الاحتكاك بالمنتخبات القوية.

الجهاز الفني والعمل الدؤوب
بدى جليا فكر المدير الفني للمنتخب ان يركز على اللعب الجماعي والاداء الرجولي لكنه لم يكتمل بسبب امكانيات بعض اللاعبين من جهة وغياب المغامرة داخل الملعب وخاصة التحفظ الدفاعي المبالغ فيه وعدم التركيز على النزعة الهجومية بشكل دقيق حيث غابت التسديدات والاختراقات وحتى العرضيات وهذه هي عناصر النزعة الهجومية، وننتظر من الجهاز الفني مواصلة التركيز على النزعة الهجومية خاصة اكثر من الخطة الدفاعية لان الهجوم كما يعلم الجميع هو الخط الاول للدفاع.

التنظيم الدفاعي والعقم الهجومي
غاب عن فريقنا خلال مبارياته التننظيم الدفاعي حيث ظهر مدافعينا مرتبكين في غالبية الاحيان دون ان نغفل قوة الفريق المنافس لكن مرمانا تلقى ثلاثة اهداف في مباراة كوريا الشمالية بنفس الطريقة وعن طريق البينيات في العمق الدفاعي وجاء هدفا اخر بنفس الاسلوب خلال لقاء كوريا الجنوبية رغم تنبه المدير الفني لما حصل وقام بمعالجة الخطأ لكن ظهر خطأ اخر وهو الفراغ امام المدافعين بعد العودة للعمق الدفاعي لتلاشي الاختراق ومن هذا الخطأ جاء الهدف الاول لكوريا الجنوبية، اضف الى ذلك عدم تقدم المدافعين وخاصة الظهيرين من الاطراف والذي يعتبر اليوم من اهم عناصر الخطة الهجومية.

مدافعونا ايضا لجأوا في معظم واقول غالبية عظمى من اوقات المباراة الى التشتيت وارسال الكرات الطويلة التي لم تجد نفعا وكانت دون جدوى وخاصة اننا كنا نلعب بمهاجم واحد وكان الاجد بهم نقل الكرات لخط الوسط لان الهجمة تبدأ اساسا من الخلف مع تقدم للمدافعين مع الكرة وكلنا شاهد المنتخب الكوري الشمالي كيف يهاجم بثمانية لاعبين ويدافع بثمانية.

اما المنتخب الكوري الجنوبي فكان يدافع باربعة لاعبين نظرا لعدم وجود مد هجومي لمنتخبنا وكرس جهود لاعبيه للعملية الهجومية التي كانت واضحة بسبب وجود مساحات واسعة في منتصف الملعب نظرا لتراجع المدافعين مما انهك خط الوسط وجعل اللاعبون يستنزفون لياقتهم مبكرا ولم يعد لهم قدرة بالضغط على المنافس ومجاراته.

اما العقم الهجومي فكان سببه دون ادنى شك هو غياب المهاجم الصريح فلا جهاد صقر ولا احمد جمال يعتبران مهاجمين صريحين ومن جهة اخرى اننا لعبنا بطريقة 4-5-1 ما عدا في الربع ساعة الاخيرة من مبارتنا امام كوريا الجنوبية عندما خرج الخطيب ودفع المدرب بجهاد صقر بجانب احمد جمال.

ظهر العديد من الكرات مقطوعة وخاصة من علي الخطيب في المباراة الثانية الذي لم يظهر بمستوى طيب فكراته كانت مقطوعة ومحاولة المراوغة كانت تنتهي بالفشل في الغالبية العظمى من محاولاته، وان كنت ساتابع الحديث عن هذه الاخطاء فلا بد من الاشارة بشكل واضح لحالتين مهمتين الاولى تتمثل في النقص العددي بسبب الاقصاء نظرا للاحتجاج وكاد هذا ان يكلفنا خسارة لا نستحقها امام المنتخب الاردني جراء اقصاء وسيم عقاب لولا ان الوقت لم يكن كافيا للمنتخب الاردني لاستغلال النقص العددي.

اما الحالة الثانية فهي غياب الادوار عند تنفيذ الكرات الحرة وتكتل اللاعبين من اجل المنافسة على التنفيذ.

توفيق علي وسليمان العبيد
اثبت النجم سليمان العبيد انه لاعب من طراز رفيع بعد تالقه في جميع المباريات التي لعبها مع المنتخبات الوطنية وقد بذل جهدا واضحا في مباريات الاولمبي وكان يتحرك دون كلل او ملل لكن ادائه تاثر بلجوء المدافعين للكرات الطويلة وما ينقص العبيد سوى مزيد من التركيز وخاصة في المنطقة الخطرة حول الصندوق لان هان قام بالتركيز فلن يخرج من مباراة دون تسجيل.

الحارس توفيق علي ايضا يبشر بمستقبل جيد اذا ما واصل العمل حيث قام بالذود عن مرماه رغم وجود بعض الهفوات التي من الممكن معالجتها واهمها السيطرة على الكرة ومزيد من الثقة وعدم الارتباك لكن مهاراته عاليه وتمركزه جيد وفكره متزن وعلينا ان نستثمر هذه المواهب وتطوير ادائها وخاصة انها المستقبل.

نسير في الاتجاه الصحيح
من خلال كل ما تقدم ومن خلال عرض المكاسب وتقديم الاخطاء التي واكبت مشاركة منتخبنا في الصين وخاصة اننا نستعد للقاء تايلند فانني اؤكد اننا نسير في الاتجاه الصحيح ومن خلال المشاركات تظهر الاخطاء لكن المهم هو تشخيص هذه الاخطاء وتحليلها والعمل على تفاديها ومعالجتها من الوصول الى الهدف المنشود في ظل النهضة الكروية من جهة وفي ظل مجابهتنا للهجمة الصهيونية من جهة اخرى وتجاوب العديد مع ارادة المحتل.