يا دائرة المياه ... ارحموا عزيز قوم ذل

بيت لحم - تقرير معا - استغاث اهالي قرية ارطاس قرب بيت لحم بوكالة معا من اجل الحصول على مياه للشرب قبل عيد الاضحى ، والحقيقة ان المناشدة كانت غريبة ، لان قرية ارطاس معروفة في التاريخ انها كانت تسقي كل منطقة القدس وتغيث الملهوفين والعطاش بمياهها العذبة .

اما ان تستغيث ارطاس من العطش فهذا والله من عجائب العصر ، وارطاس قرية كنعانية قديمة، ويستدل على تاريخ هذه القرية من خلال برك المياه الموجودة فيها والتي تعرف باسم برك سليمان وبعض المعالم الأثرية الأخرى مثل قلعة مراد ودير ارطاس الشهير . لما عُرف عنها وفرة مصادر المياه والتي تعد من أكبر الأنظمة المائية القديمة في فلسطين والتي كانت تزود مدينة القدس بالمياه في الفترة الرومانية. ويقال أنها من ناحية القدم تاريخا تأتي في الترتيب بعد مدينة أريحا.

وقد اطلق المستشرقون الجدد منذ عدة مئات من السنين على قرية ارطاس اسم أ "الجنة المقفلة" كما عُرفت على مر العصور بمكانها الإستراتيجي بالغ الأهمية نظراً لما تتمتع به من خصوبة ووفرة في مصادر المياه.

كلمة ارطاس كلمة من أصل لاتيني (يوناني) "Artasium" وتعني البستان أو الجنة، وعرفت زمن الصليبيين باسم "Hortus Conclusus" أي الجنة المقفلة وما زالت تحتفظ منذ ذلك الحين بهذا الاسم.

واليوم ، وبعد ان جار الزمان على هذه القرية ، وبعد ان سرق الاحتلال مياه نبعها وحوّله الى المستوطنات ، وبعد ان نهب الجدار اخصب اراضيها وسرق مستوطنو عتسيون اجمل مزارعها ، يستغيث اهالي هذه القرية التي كانت تسقي جيوش واهالي القدس والمناطق المجاورة ، يستغيثون الماء ،فهل تسارع سلطة المياه الى نجدتهم فورا ام يقولون ان عطلة العيد منعتهم من ايصال المياه لسكانها؟.