رسالة المطران عطا الله حنا للمسلمين في عيد الأضحى
نشر بتاريخ: 16/11/2010 ( آخر تحديث: 16/11/2010 الساعة: 23:12 )
القدس- معا- وجه المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس رسالة تهنئة ومعايدة للمسلمين في بلادنا بنوع خاص وفي العالم أجمع بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.
وقال في رسالته "إننا نسأل الله بأن تحل علينا الأعياد القادمة وقد زال الأحتلال عن أرضنا وقدسنا وتحققت أمنيات شعبنا الفلسطيني في العودة والحرية والأستقلال".
وأضاف "تمر منطقتنا بأوضاع عصيبة، فكل شيء مستباح في هذه الأيام وهنالك جهات وأطراف مشبوهة تسعى لأثارة الفتن والصراعات الطائفية والدينية. وهنا أود أن أتحدث بنوع خاص عن تفجيرات الكنائس والمساجد في العراق وأستهداف المدنيين العزل".
وتابع "أننا اليوم أمام مشهد مأساوي يعتدى فيه على دور العبادة وتمس حياة الأنسان ويهدر دمه بدم بارد. وما يحدث في العراق يحدث في أماكن أخرى أيضا".
وقال: "أما نحن في فلسطين ، فالاحتلال جاثم على صدورنا وسياسته الاحتلالية في القدس تسير في خطى حثيثة والفلسطينيون منهمكون بخلافاتهم واسرائيل تستغل هذه الخلافات لتحقيق مآربها ومصالحها".
واختتم بالقول "إننا معشر المسلمين والمسيحيين في بلادنا بنوع خاص وفي مشرقنا بشكل عام من واجبنا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نقوي علاقتنا المبنية على الأحترام والثقة المتبادلتين وأن نرسخ الكثير من المفاهيم الحضارية في ثقافتنا وفي سلوكياتنا".
أنني أتمنى من رجال الدين كافة بأن يتبنوا خطابا بعيدا عن الطائفية والتقوقع والأنعزالية ، فلا يجوز أن نكفر الأخر ونحلل قتله تحت مسميات وذرائع واهية.
علينا أن نقاوم أولائك الذين يتربصون بنا ويريدون زرعة الفتنة في صفوفنا وبين ظهرانينا.
أن مستقبلنا قاتم في هذا الشرق أذا لم نتحلى بالحكمة والمسؤولية وأدراك ما هو ملقى على عاتقنا من واجب لكي نحافظ على لحمتنا وأخوتنا الأسلامية المسيحية في هذا الشرق.
أن أستهداف الكنائس والمساجد مؤامرة كبرى بحق أمتنا وليس بحق العراق لوحده. وعلينا مواجهة هذه المخططات الهدافة الى تفكيكنا الى طوائف ومذاهب متصارعة بخطاب نزرع من خلاله في قلوب أبنائنا الأحترام المتبادل والمودة والثقة ، نحن بحاجة الى أنتفاضة ثقافية تربوية لتغير الكثير من المفاهيم الخاطئة ، نحن بحاجة الى حملة توعية في كل مؤسساتنا الدينية والتعليمية.
أننا سائرون نحو الهاوية وهنالك جهات أستعمارية بغيضة تغذي الصراع الطائفي وتزرع في قلوب المسلمين كراهية تجاه المسيحيين وفي قلوب المسيحيين كراهية تجاه المسلمين.
فلنقتلع البغض من قلوبنا لكي تحل محلها المحبة ، فالكتب المقدسة تقول لنا أحبوا بعضكم بعضا.
علينا أن نتحدى بحكمة ومسؤولية ودراية بعض التيارات المتزمتة التي تسيء الى وحدتنا الوطنية وتزرع الخوف في النفوس وتروع الآمنين لأنها لا تفهم إلا لغة القتل والأجرام.
علينا أن نخاطب بجرأة أولائك الذين يعطون تبريرات دينية لأجرامهم ودمويتهم وقتلهم، فالدين براء مما يعملون ويفعلون.
أما نحن الفلسطينيون فعيب علينا أن نكون منقسمين والقدس تضيع منا يوما بعد يوم.
نعم أنها تضيع منا والفلسطينيون المنقسمون أنما بفرقتهم وتشرذهم يساعدون الأحتلال على تحقيق أهدافه وأطماعه.
لن تعود القدس الى أصحابها وهم منقسمون ومشرذمون، القدس عائدة بوحدة الفلسطينيين والعرب وبغير هذا ستبقى أسيرة سجانيها العنصريين. فيا أيها الفلسطينيون توحدوا من أجل القدس ومن أجل العودة ومن أجل ازالة الحصار عن غزة الجريحة.
أما الأحتلال ، فحو زائل لا محالة فلا يمكن للشر أن يبقى وأن يستديم، فكل شر في هذه الدنيا له بدايته وله نهايته.
يريدون تيأيسنا وتخويفنا لكي نفقد الثقة بعدالة قضيتنا ولكننا لن نيأس ولن نقنط، فالقضية العادلة هي المنتصرة على بطش المحتلين وعنصريتهم.
فاصمودا يا أيها المقدسيون وأنتم تضطهدون في كل يوم وفي كل ساعة. لأن نهاية الأضطهاد آتية لكي تحل مكانها الحرية فتدق أجراس كنائسنا وترفع الآذان في مساجدنا مبشرة العالم بالنصر الآتي.
أنزعوا اليأس والخوف من قلوبكم، فقضية فلسطين هي قضية عدالة يجب أن ندافع عنها وأن نتشبث بها.
عيد مبارك وأن شاء الله تأتي أعياد قادمة ونحن في وضع أفضل مما نحن فيه اليوم.