فياض: الوفاء للشهداء والقادة المؤسسين للاستقلال يتمثل بإنهاء الانقسام
نشر بتاريخ: 17/11/2010 ( آخر تحديث: 17/11/2010 الساعة: 19:56 )
رام الله- معا- استهل رئيس الوزراء د. سلام فياض حديثه الإذاعي لهذا الاسبوع اليوم الاربعاء، بتوجيه بالتهنئة والتبريكات لأبناء الشعب الفلسطيني وللأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.
وقال فياض، "استهل حديثي بالتهنئة والتبريكات لأبناء شعبنا بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، في كل مكان في نعلين وبلعين وعزون عتمة وقلقيلية وبيت لحم، والجفتلك، والنبي صموئيل، والجيب، وسلوان، وشعفاط، والشيخ جراح، وبدو، والعيسوية، وأبو ديس، والعقبة ومسحة، وسلفيت، ودير بلوط، والحديدية، والجفتلك، وكل قرى وخرب الأغوار التي لن تكون إلا جزءاً لا يتجزأ من أرضنا. ودير حطب، وأماتين، ومردا، والزاوية، وفرعون، ودير الغصون، والنزلات، ومسافر يطا، وبيت أمر، والظاهرية، وجباليا، وبيت حانون، وغزة هاشم، وبيت لاهيا، وخانيونس، ورفح، ودير البلح، كما في الخليل، وجنين، ونابلس، وطولكرم، وقلقيلية، وأريحا، وطوباس، سلفيت، ويعبد، وقباطية، وبديا، وإلى كل أبناء شعبنا في مخيمات اللجوء والشتات، ولاسرانا في سجون الاحتلال.
واضاف فياض قائلا، "لقد احتفل أبناء شعبنا وجماهير أمتنا العربية والإسلامية، وكل المؤمنين بقيم الحرية والعدالة والسلام، يوم أمس الأول بعيد فلسطين الوطني، ذكرى إعلان دولة فلسطين، والذي أعلنه الرئيس الراحل الخالد فينا جميعاً ياسر عرفات في إعلان الجزائر التاريخي في 15 تشرين ثاني 1988، وذلك استناداً إلى الحق الطبيعي، والتاريخي، والقانوني للشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين، وتضحيات أجياله المتعاقبة دفاعاً عن حرية وطنهم واستقلاله، وانطلاقاً من قرارات القمم العربية، ومن قوة الشرعية الدولية التي جسدتها قرارات الأمم المتحدة منذ عام 1947، بممارسة الشعب العربي الفلسطيني حقه في تقرير المصير، والاستقلال السياسي، والسيادة فوق أرضه، والتي اعترفت بموجب هذه الوثيقة وفي حينه، أكثر من مائة دولة، بقانونية وشرعية وحقيقة دولة فلسطين المستقلة على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وعاصمته القدس الشرقية.
وتابع فياض "والتي صاغها أيضاً شاعر فلسطين الكبير الراحل محمود درويش في تعبير مبدع بين ثنائية الوطنية والثقافة، لخّص فيها آلام وأحلام وطموحات أبناء شعبنا الفلسطيني الذي كان يخوض ببسالة الانتفاضة الأولى في مواجهة الاحتلال، ومسجلاً من خلال ذلك ملحمة تاريخية من ملاحم البطولة والفداء".
وشدد فياض على أن إعلان وثيقة الاستقلال جاء كرسالة سلام فلسطينية موجهة للعالم أجمع، تقول إن في فلسطين شعباً يريد العيش بسلام وأمن على أرض دولته المستقلة، وقدم حينها تنازلاً تاريخياً ومؤلماً من أجل تقرير مصيره، وعودة لاجئيه إلى ديارهم التي شردوا منها، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، دولة لكل الفلسطينيين يطورون فيها هويتهم الوطنية والثقافية، ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق والواجبات، تصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية، في ظلّ نظام ديمقراطي يقوم على أساس حرية الرأي، وحرية تكوين الأحزاب.
وأكد رئيس الوزراء على أن الوفاء لشعبنا، ولقائده الراحل ياسر عرفات ومحمود درويش وكل الشهداء والقادة المؤسسين لمشروع الاستقلال يتمثل في مواصلة التوحد تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والعمل لتجسيد دولة فلسطين إلى واقع على الأرض رغم الاحتلال وطغيانه، ومواصلة السير بشعبنا في ورشة العمل الشاملة لبناء مقومات وركائز ومؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، وتعزيز صموده في كافة المناطق الفلسطينية، واستنهاض طاقاته، والدفاع عن مصالحه، بالإضافة إلى تعزيز انخراطه في استكمال إنجاز مشروعه الوطني بصورة عملية وملموسة، وكرافعة مركزية، تعجل في إنهاء الاحتلال.
وقال: " إن الوفاء لهم يتمثل أيضاً في العمل الدؤوب لإنهاء حالة الانقسام، وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، وإغلاق هذا الفصل المأساوي والكارثي في تاريخ شعبنا وقضيته العادلة، وحماية منجزات شعبنا ووحدانية تمثيله التي تجسد التمسك بحقوقه، وذلك تمهيداً لاقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 67 في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها القدس الشريف العاصمة الابدية لدولتنا".
واضاف رئيس الوزراء: "اليوم وبعد 22 عاماً على إعلان الاستقلال ما زال شعبنا يرزح تحت نير الاحتلال، وما زالت إسرائيل مستمرة في عدوانها ضد أبناء شعبنا، ومستمرة كذلك في استيطانها وسلبها للأرض الفلسطينية، ومواصلتها لبناء الجدار، و وتغييرها لمعالم القدس وطابعها، كما أنها ترفض الانصياع والالتزام بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وفي المقابل، ما يزال الشعب الفلسطيني وقيادته متمسكين بالثوابت الوطنية الفلسطينية، ومؤمنين بأن الطريق الوحيد نحو تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة لا يمكن أن يمر إلا عبر بوابة إقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس، ونيل كامل للحقوق الفلسطينية".
وفي ختام حديثه الإذاعي قال فياض:" اسمحوا لي أن أؤكد لكم، أن قيادتكم وسلطتكم الوطنية، ستواصل العمل لتوفير كل مقومات الصمود لشعبنا، وهي مصممة على مقاومة كل محاولات فرض سياسة الأمر الواقع، وخاصة في مدينة القدس وما تتعرض له المدينة من حملة استيطانية غير مسبوقة، عبر تعزيز صمود شعبنا فيها، كما في كافة المناطق المهددة والمتضررة من الاستيطان والجدار. بالإضافة إلى دعم المقاومة الشعبية السلمية، وتعزيز الالتفاف الشعبي حول برنامج السلطة الوطنية الهادف لاستكمال بناء مقومات وركائز ومؤسسات دولة فلسطين على كل أرضنا المحتلة، وفي مقدمتها القدس الشريف العاصمة الأبدية لهذه الدولة، ونحن نُصّر على ممارسة مسؤولياتنا الوطنية إزاء شعبنا، هذا حقنا، ولا يستطيع أحد أن ينال من إرادة الحياة لدينا، فحقوقنا المشروعة ثابتة وأهدافنا الوطنية راسخة".
ودعا رئيس الوزراء لأن تكون ذكرى إعلان دولة فلسطين ووثيقة الاستقلال، محفزاً اضافياً لاستنهاض طاقات شعبنا وانخراطه الشامل في ورشة البناء والاعمار الجارية لاستكمال بناء مؤسسات الدولة، ولتحقيق الجاهزية الوطنية، وقال: " لنحتفل سوياً السنة القادمة إنشاء الله وقد تحققت أمانينا في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.