الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الصواريخ وقذائف الهاون.... بين من يرى عدم جدواها وبين من يرى اهمية بقائها واستمرارها

نشر بتاريخ: 10/07/2005 ( آخر تحديث: 10/07/2005 الساعة: 14:41 )
بيت لحم- معا- منذ اندلاع انتفاضة الاقصى في ايلول/ سبتمبر عام 2000 والفلسطينيون يحاولون تطوير اساليبهم في مواجهة الة الحرب المتطورة التي استخدمتها اسرائيل في مواجهة ثورتهم الغاضبة.

ومع ان الانتفاضة استباحت لنفسها استخدام السلاح فقد تسارعت وتيرة امتلاك الاجنحة العسكرية للتنظيمات الفلسطينية اشكالا مختلفة من السلاح للرد على اسرائيل, وكان من بين هذه الوسائل استخدام الصواريخ المصنعة محليا وقذائف الهاون التي عادة ما تسقط دون ان يكون بمقدور مطلقيها تحديد هدف دقيق لها.

ولما كانت هذه الاسلحة " المتطورة" فلسطينيا سببا في صب جام الغضب الاسرائيلي على راس المواطنين الفلسطينيين العزل, ولما كانت هذه الاسلحة لا " تشفي الغليل" بنتائجها على الارض نادت كثير من الاصوات بالتخلي عن هذا الشكل من اشكال المقاومة, من باب قياس النتائج بميزان الربح والخسارة.

ولكن جميع الدعوات في ذلك الوقت رفضت, وربما لان الوضع كان صعبا, وليس لدينا البديل, اما اليوم فالحال تغير كثيرا, والاصوات المنادية بالتخلي عن هذا اللون من الوان المقاومة باتت اعلى واكثر صراحة< فما جدوى هذه الصواريخ والقذائف ما دامت توقع ضحايا في صفوف الشعب الفلسطيني اكثر مما قد تحققه على صعيد الطرف الاخر من المعادلة?.

وكالة معا رأت ان تسلط الضوء على هذه الظاهرة ومن خلال سؤال الناطق بلسان وزارة الداخلية الفلسطينية توفيق ابو خوصة عن رايه فيها قال: " هذه الظاهرة اصبحت تشكل خطورة على حياة المواطنين الفلسطينيين, خصوصا ان عدد الضحايا والخسائر التي تترتب على استعمالها في الجانب الفلسطيني اكبر بكثير من اي اثر لها في الجانب الاسرائيلي".

ودعا ابو خوصة الى التوقف امام هذه الظاهرة بقوة واعادة النظر في استخدامها" انطلاقا من المسؤولية الوطنية والاخلاقية".

وبمقابل اقوال ابو خوصة اكد ابو احمد الناطق باسم سرايا القدس في قطاع غزة في تصريح لـ معا " ان اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون تأتي في سياق الرد الطبيعي على خروقات الاحتلال", واضاف ان تمسك المقاومة بهذا الشكل من اشكال المواجهة " يهدف لتحقيق معادلة توازن الرعب مع العدو الصهيوني".

وردا على من يقولون ان الخسارة اكبر من النفع ازاء استخدام هذه الصواريخ اوضح ابو احمد قائلا" المقاومة الفلسطينية هي التي عمدت هذا الاسلوب المقاوم عبر اطلاق الصواريخ والهاونات والراجمات ولم ولن تتوقف لانها تدافع عن نفسها ولتصد تلك الهجمة الشرسة على ابناء امتنا".

أما الشيخ حسن يوسف الناطق الاعلامي باسم حركة حماس في الضفة الغربية فرأى انه لا يجوز ان يكون هنالك تكتيكات مقدسة, وقضايا لا يمكن النظر فيها, مشيرا الى ان استخدام الصواريخ هو وسيلة وليس هدفا, واضاف " اذا كان من مصلحة شعبنا ان نعمد اليها فليكن, واذا لم تكن في مصلحة شعبنا فلا بد من وقفها".

واشار ابو خوصة الى الاتفاق الذي اجمعت عليه الفصائل الفلسطينية في حوار القاهرة بوجوب الالتزام بالتهدئة وما يترتب على ذلك من استحقاقات, وقال " اعتقد ان جميع الفصائل او معظمها ملتزمة بهذا الخيار, وان كانت بعض المجموعات العسكرية تصر على استخدامه بين الحين والاخر بالرغم مما يترتب عليه من ضحايا في الطرف الفلسطيني".

ويؤكد ابو احمد الناطق باسم السرايا في غزة ان حركة الجهاد الاسلامي وجناحها العسكري اكثر التنظيمات التزاما بالتهدئة التي قطعتها على نفسها ولكن قوات الاحتلال هي التي عمدت الى افشال التهدئة من خلال ممارسات القتل والتضييق والحصار والاعتقالات, موضحا ان حركة الجهاد الاسلامي كانت مضطرة احيانا للرد على تلك الخروقات الاسرائيلية والتي عبرت في بيان سابق عن قرارها الالتزام بالالتزام والخرق بالرد.

الشيخ يوسف اشار في حديثه لوكالة معا الى التزام الشعب الفلسطيني والقوى المختلفة بالتهدئة والتزام الجميع بعدم القيام باي عملية او فعالية ضد الاحتلال ولكن اذا ما قام الاحتلال باي شكل من اشكال العدوان فهذا يعني انه يحق للقوى ان ترد على الخروقات الاسرائيلية.

وعلى صعيد مواجهة ظاهرة اطلاق الصواريخ والهاون في قطاع غزة قال ابو خوصة" ان قوات الامن الوطني والشرطة الفلسطينية احبطت الكثير من هذا النوع, وستواصل عملها خدمة للمواطنين والتزاما بما تم الاتفاق عليه على المستوى الوطني في موضوع التهدئة".

من جانبه وجه ابو احمد رسالة الى الداعين لانهاء ظاهرة الصواريخ والهاون جاء فيها" أقول لهؤلاء المضبوعين والى قادة العدو الصهيوني انتم تخيروننا بين الذلة والسّلة ( النصر) ونحن نقول هيهات منا الذلة".

اما الشيخ حسن يوسف فقال " الاحتلال لا يريد ذرائع ومبررات وهو مستمر في كل اشكال العدوان واخترق المناطق الواقعة تحت السيادة الفلسطينية لينفذ الاغتيالات كما حصل في طولكرم" واضاف" يجب على الجميع ان يتوافقوا فيما بينهم في مواجهة الاحتلال".