الشيخ إبراهيم صرصور يحذر من ارتفاع وتيرة التآمر على القدس الشرقية
نشر بتاريخ: 21/11/2010 ( آخر تحديث: 21/11/2010 الساعة: 11:39 )
القدس- معا- حذر الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية- الحركة الإسلامية، ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير، من ارتفاع وتيرة الكيد والتآمر ضد مدينة القدس الشرقية المحتلة، والتي يشارك فيها المستويان الرسمي والشعبي الإسرائيلي.
وآخر هذه المؤامرات حسب الشيخ صرصور، ما أوصى به المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية للحكومة وللبلدية في القدس، بإغلاق جزء من البؤرة الاستيطانية (بيت يوناتان) في الحارة الوسطى ببلدة سلوان لفترة وجيزة، تشكل الغطاء المطلوب لعملية هدم مئات المنازل الفلسطينية في المدينة المقدسة في إطار ما أسماه "المعاملة بالمثل".
وأضاف صرصور، "جاءت رسالة المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، والتي نشرت مضمونها جريدة (هآرتس) مؤخرا، تفاصيل المؤامرة ضد القدس بشكل غير مسبوق، خصوصا وأنها صدرت عن أرفع شخصية قضائية بحكومة الاحتلال، لتؤكد من جديد نوايا إسرائيل المتجهة إلى هدم مئات البيوت الفلسطينية في القدس وخاصة في سلوان، وتحديدا في حي البستان وإزالته بالكامل لصالح مشاريع خرافية تحاول إسرائيل من خلالها خلق واقع جديد يثبت علاقة وهمية بين اليهود وبين هذه المدينة المقدسة".
وتابع، "ليس من الصعب اكتشاف حجم الخُبْث والمكر الإسرائيلي من خلال مضمون رسالة المستشار القضائي للحكومة، والتي جاءت بهدف خلق انطباع وهمي بأن إسرائيل تتعامل بنفس المعيار مع البناء غير القانوني سواء من جانب اليهود أو العرب، وهذا بالطبع محض تضليل وخداع تعودنا على أن نرى نماذج له في كل جانب من جوانب حياتنا كعرب وكفلسطينيين في الداخل وفي فلسطين المحتلة في العام 1967.
وحسب صرصور، لا يمكن لعاقل في العالم أن يقبل وضعا يتم فيه إغلاق جزئي ومؤقت للبؤرة الاستيطانية المسماة (بيت يوناتان)، في مقابل هدم مئات المنازل الفلسطينية، وان توضع المسألتان في سياق ما يسمى ظلما وزورا (المعاملة بالمثل)، وهو كما هو واضح ذر للرماد في العيون لا أكثر".
وأشار إلى أن ما تنفذه إسرائيل في القدس الشرقية يعتبر انتهاكا للقانون والشرعية الدولية باعتبار أن القدس مدينة محتلة يجري عليها ما يجري على مثلها في الضفة الغربية كلها، فإن واقع القدس الحضري يثبت أنه لا مكان لسياسة (التعامل بالمثل) لا في فرص البناء والتطور العمراني ولا في الهدم.
واستطرد قائلا، "فمنذ الاحتلال صادرت إسرائيل اغلب الأراضي الفلسطينية لأغراض البناء اليهودية، وخصصت نسبة عالية من باقي الأراضي للأغراض العامة الإسرائيلية، في الوقت الذي تشدد فيه الخناق على البناء الفلسطيني، ولا تسمح بتوسعه بما يتناسب مع التكاثر الطبيعي الفلسطيني، مما اضطر الفلسطينيين إلى التوسع القسري بشكل أسمته إسرائيل (غير قانوني)، وهي ذات السياسة التي استعملتها وما تزال تستعملها إسرائيل مع المجتمع العربي داخل الخط الأخضر، وهي سياسة مكشوفة لم تعد تنطلي على احد، ولم يعد يقبل بها احد في العالم".
وأكد الشيخ صرصور على أنه وبالرغم من وضوح الحقائق لكل العالم ومنظماته، إلا أن المجتمع الدولي - مع الأسف -، لا زال عاجزا عن لجم السياسات الإسرائيلية الظالمة، يتعامل بحياء مع الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة، مما يتيح لإسرائيل فرصة الاستمرار في حصار الشعب الفلسطيني في القدس، الأمر الذي لن ينتهي إلا بكارثة ستعود بالضر الكبير على الأمن والاستقرار الدوليين.
وحسب الشيخ صرصور، لا مفر من أجل إنقاذ الوضع من حملة واسعة تتضافر في إطارها كل الجهود الرسمية والشعبية والحقوقية، بهدف فضح سياسات الاحتلال وأساليبه المخادعة والمضللة.
وختم قائلا، "تشكل سلوان في هذه المرحلة الاختبار الحقيقي، وعنوان الصمود والتحدي والتصدي لسياسة الاحتلال الإسرائيلي، بحيث يعتبر النجاح في حمايتها مدخلا لحماية باقي أحياء المدينة، والعكس صحيح".
من هنا فالمسؤولية كبيرة، والأمانة عظيمة ، والحمل ثقيل، إلا انه يسير على من يسره الله عليه، ونحن واثقون بأن قضية القدس كما انتصرت في الماضي رغم التحديات والاحتلالات، ستنتصر هذه المرة أيضا بعز عزيز أو بذل ذليل.