الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤتمر طلابي بعنوان "نحو تسامح سياسي وفكري بين طلبة الجامعات"

نشر بتاريخ: 22/11/2010 ( آخر تحديث: 22/11/2010 الساعة: 11:08 )
رام الله-معا- عقد مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان في مدينة نابلس مؤتمراً طلابياً بعنوان "نحو تسامح سياسي وفكري في أوساط طلبة الجامعات الفلسطينية"، عرض فيه 7 أوراق عمل أعدها طلبة من جامعة النجاح الوطنية.

وعرض في الجلسة الأولى 3 أوراق عمل، الاولى كانت بعنوان "شكل وآفاق العلاقة بين الكتل الطلابية- جامعة النجاح نموذجا"، حيث تناولت تاريخ الحركة الطلابية في جامعة النجاح وانجازاتها وإخفاقاتها، وعلاقة هذه الكتل بالحركات السياسية الفلسطينية وكيف تتأثر علاقة هذه الكتل ببعضها في ضوء الأوضاع السياسية، كذلك عرجت على طبيعة النضال النقابي لهذه الكتل والعلاقة بين النقابي والسياسي في عملها.

وقد خرجت بعدة توصيات، أهمها، السعي لتعزيز استقلال الكتل الطلابية عن سياسات الحركة الأم، التركيز على الجوانب النقابية في الأنشطة والفعاليات مع إحياء المناسبات الوطنية العامة وتعزيز وعي الطلبة بالمفاهيم الوطنية، وعدم جعل الجامعة ساحة للاستقطاب الحزبي الضيق على حساب الوطني العام.

أما الورقة الثانية فكانت بعنوان "الشباب والموضة" تناولت موضوع الحريات الشخصية والحريات العامة، من زاوية حرية الفرد في ارتداء ما يراه مناسبا، اذ خلصت الورقة إلى أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أهمية الاعتناء بالمظهر الخارجي في التواصل الاجتماعي، ولا يمكن أيضا الجزم بان اللباس مجرد شكل لا يعكس باطن الإنسان، ولكن في المحصلة يجب احترام الضوابط الاجتماعية وعدم التعدي على حرية وشخصية الآخر، فاللباس يبقى طريقة في التخاطب والتعبير والتواصل مع المحيط ورسالة تعكس شخصيتنا وهويتنا وانتماءنا، وتضع ذوقنا وثقافتنا وطريقة تفكيرنا على المحك لان هذه الرسالة هي أول ما يتلقاه الآخر ليحكم على شخصيتنا وسلوكنا.

وكان عنوان الورقة الثالثة "الأمن الجامعي بين الواقع والمأمول" حيث ناقشت طبيعة دور وصلاحيات الأمن داخل الحرم الجامعي، وطرحت مجموعة من الاستنتاجات والتوصيات كان من أهمها، إطلاق حوار عام وشامل حول مفهوم الأمن الجامعي وصلاحيات المكلفين بتنفيذه، تشارك في هذا الحوار الأطراف كافة ذات العلاقة، ووضع سياسة معينة للأمن داخل الحرم الجامعي لإصلاح هذا القطاع وتلبية احتياجات الطلبة، والتأكيد على تقوية آليات الرقابة والمساءلة لرجال الأمن في تنفيذ مهامهم طبقاً للقوانين، وبذل الجهود الحثيثة الهادفة إلى تحييد قوى الأمن عن الموضوع السياسي أو العشائري، بحيث تؤدي واجبها في توفير خدمات الأمن والعدالة لجميع الأطراف بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية، اضافة الى رفع مستوى ثقافة الأطراف الذين يعملون في امن الجامعة في المجالات المدنية واحترام حقوق الإنسان والعلاقات العامة.

وخلال الجلسة الثانية تم عرض 4 أوراق عمل تناولت الأولى "تجربة المرأة في جامعة النجاح الوطنية"، حيث عرضت آراء مجموعة من العاملات في الجامعة حول طبيعة المراحل التي مررن بها خلال دراستهن وأثناء عملهن، وكيف تتأثر العاملات بطبيعة النظام الاجتماعي السائد وتأثيره على حياتهن الاجتماعية وعلاقتهن بالمحيط الجامعي والعائلي.

وعرضت ورقة بعنوان "التسامح الديني بين الطلبة: جامعة النجاح نموذجا"، تناولت شكل العلاقة بين الطلبة المختلفين دينيا في جامعة النجاح الوطنية، وقد بنيت هذه الورقة على أساس مجموعة من المقابلات مع الطلبة، حيث توصلت إلى نتيجة مهمة مفادها أن الجميع يعتبر الاختلاف الديني شيء طبيعي وعلى الجميع أن يحترم الآخر الديني، رغم وجود بعض التجاوزات في هذا الموضوع بسبب قلة المعرفة بطبيعة الديانات الأخرى، لذلك خرجت الورقة بتوصية حول ضرورة طرح مادة إجبارية تشمل تعريف بالديانات السماوية الثلاث (السامرية، المسيحية، الإسلامية) وتكون بديلة عن مادة الثقافة الإسلامية (وهي متطلب جامعي إجباري)، حيث ان هذا الأمر من شأنه ان يعرف مجموع الطلبة بالديانات الموجودة في فلسطين ويعزز مفهوم المواطنة على أساس الانتماء للوطن مع أهمية احترام حق الإنسان في الاعتقاد.

ما تم تقديم ورقة حول نظام التسجيل في الجامعة، خرجت بعدة توصيات منها ضرورة العمل على تحسين مستوى الخدمات التي تقدم للطلبة أثناء عملية التسجيل، وضرورة اتسام هذه العملية بنوع من الشفافية.

أما الورقة الأخيرة فكانت بعنوان "الحريات الفردية والعامة داخل المجتمع"، وتناولت أثر التعصب والانقسام ورفض الآخر على الحريات العامة والشخصية وتوصلت إلى أن تعميم ثقافة التسامح وقبول الآخر المختلف داخل المجتمع الواحد هو المدخل الوحيد لتوسيع هوامش الحريات الفردية والعامة، وأن قيمة التسامح هي من أسمى القيم فهي المدخل لسيادة القانون وتعميق مفهوم المواطنة وحقوق الإنسان.

يذكر أن هذا المؤتمر جاء تكملة لمؤتمر آخر عقده المركز في قطاع غزة كختام لمشروع "نحو تسامح سياسي وفكري في أوساط طلبة الجامعات الفلسطينية"، بالتعاون مع مؤسسة روزا لوكسمبورغ الألمانية.