معا تنشر البحث العلمي- بروفيل شخصية "الاستشهاديين" الفلسطينيين
نشر بتاريخ: 22/11/2010 ( آخر تحديث: 22/11/2010 الساعة: 18:04 )
الخليل- خاص معا- النص دون تصرف- "ما أجمل أن أكون الرد لتكون عظامي شظايا تفجر الأعداء، ليس حباً في القتل ولكن لنحيا كما يحيا الناس، فنحن لا نغني أغنية الموت بل نتلو أناشيد الحياة، ونموت لتحيا الأجيال من بعدنا". الاستشهادي محمد الغول، عملية القدس يوم 18/6/2002.
"ما فائدة الحياة إذا كان الموت يلاحقنا من كل جانب؟ سنذهب له قبل أن يأتينا، وننتقم لأنفسنا قبل أن نموت". الاستشهادية اللاجئة آيات الأخرس، عملية القدس يوم 29/3/2002.
"بقوة الله وعزيمته قررت أن أكون الاستشهادية السادسة التي تجعل من جسدها شظايا تتفجر لتقتل الصهاينة وتدمر كل مستوطن وصهيوني، لأننا لسنا وحدنا من يجب أن يبقى ندفع الثمن ونحصد ثمن جرائمهم". الاستشهادية المحامية هنادي جرادات، عملية حيفا يوم 4/10/2003.
"وددت لو أن لي أرواحاً كثيرة لكي انتقم المرة تلو المرة وأرد على مجازر كثيرة وإهانات كثيرة للمسجد الأقصى، وللحرم الابراهيمي، وللشعب الفلسطيني". الاستشهادي ماهر حبيشه، عملية حيفا يوم 2/12/2001.
"من منا لا يغضب ولا يعتريه شعور الانتقام عند سيره في جنازات الشهداء، خاصة جنازات نابلس الجماعية، من منا لا يغضب ويحب الانتقام عند مشاهدة أمهات الشهداء وزوجاتهم وأبنائهم على التلفاز، ومن منا لا يشعر مع أصحاب البيوت التي هدمت أخيرا في خانيونس ورفح ومتاجر الخليل، ومن منا لا يغضب عند قتل الأطفال وقطع الأشجار وقصف المدن، ومن، ومن، ومن، والله إن اليهود قطعوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد". الاستشهادي جمال ناصر، عملية مفرق مستوطنة شافي شمرون يوم 29/4/2001.
"إن الأمة التي تتفنن في صناعة الموت لا يمكن أن تنهزم، وهل للحق رجال إن لم نكن نحن رجاله، المؤمن بلا شجاعة كالشجر بلا ثمر، لذة الدنيا زائلة، ولذة الجنة دائمة". الاستشهادي فؤاد الحوراني، عملية القدس يوم 9/3/2002.
"نحن معشر الاستشهاديين ربما نكون قليلي الكلام، ولكن ندرك أن الدم يترك كلمته". الاستشهادي سامر شواهنة، عملية الخضيرة يوم 29/11/2001.
"الشهادة ليس لها قانون ولا يقوم بها من هو صغير أو كبير، وهي مطلوبة من كل مسلم سواء كان متزوجاً أو أعزباً أو شيخاً". الاستشهادي رفيق حماد، عملية تل أبيب يوم 10/10/2002.
"الدم هو الطريق نحو النصر، وكل الحلول الاستسلامية ستسقط، ودم الاستشهاديين سيبقى شاهداً ومناراً". الاستشهادي راغب جرادات، عملية حيفا يوم 10/4/2002.
"لأن الجسد والروح كل ما نملك، فإني أهبه في سبيل الله، لنكون قنابل تحرق الصهاينة، سنتحول بأجسادنا إلى قنابل بشرية تنتشر هنا وهناك، لتدمر وهم الأمن للشعب الإسرائيلي". الاستشهادية دارين أبو عيشة، عملية حاجز مستوطنة ماكفيم العسكري قرب مدينة رام الله يوم 27/2/2002.
"أقول وأنا مغادر لدنياكم وكلّي قناعة ولدت بها: بأن الإسلام سبيلي، والشهادة اسمي أمانينا، فليتقدم الشباب عشاق الشهادة ليصفعوا بالدم شوارع أرض الإسراء، وليعلنوها مدوية للعالم أجمع، القدس لنا والأرض لنا". الاستشهادي خالد الخطيب، عملية كفار داروم بقطاع غزة يوم 9/4/1995.
"أولادي ليسوا أعز عليّ من الله والوطن". الاستشهادي سليمان طحاينة، عملية القدس يوم 5/11/1998.
"إنني لم أقدم على هذا العمل الاستشهادي إلا بدافع الانتقام لدماء شعبنا الطاهرة والزكية التي تراق كل يوم بل كل ساعة بفعل الحقد الشاروني والجيش الصهيوني الذي لم يرحم نساءنا ولا شيوخنا ولا أطفالنا، ودفاعاً عن حقنا بالعيش بحرية وكرامة فوق أرضنا الطاهرة، وأقوم بعملي هذا وأنا على قناعة بل على أتم القناعة بما أقوم به، لأنه الخيار الوحيد لوقف الذل والقهر الذي تمارسه طائرات العدو ودباباته وجنوده فوق أرضنا". الاستشهادي أكرم النبتيتي، عملية القدس يوم 17/3/2002.
"من يسعى إلى الخلود ليس له إلا طريق واحد، هو الاستشهاد، وأقول لمن تولى عن السعي للشهادة، إن لم نضح أنا وأنت فمن يضحي؟".الاستشهادي صلاح شاكر، عملية نتانيا المزدوجة يوم 22/1/1995.
"إن الطريق إلى فلسطين والأقصى لا تمر عبر أوسلو ولا واشنطن ولا طاولة المفاوضات المستديرة إنما تكون بالجهاد والمقاومة والجثث والدماء والدموع". الاستشهادي هاشم النجار، عملية بيسان يوم 22/12/2000.
"سأجعل من جسدي قنبلة أفجر بها أجساد الصهاينة، انتقاما لكل قطرة دم سالت على تراب بيت المقدس مسرى نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وانتقاما لأبناء فلسطين ونسائها وشيوخها وأطفالها، وانتقاما لإيمان حجو التي هزّت قلبي وكياني ووجداني، وهي ابنة الشهور الأربعة التي قتلها في مهدها قصف صهيوني لخان يونس في قطاع غزة". الاستشهادي محمود مرمش، عملية نتانيا يوم 18/5/2001.
"أيها الأسرى، أيها الجرحى، أيها الشهداء، أيتها الأرامل، باسمكم جميعاً أقدّم روحي في سبيل الله عز وجل، وأنتقم لآهاتكم وأنّاتكم وجراحاتكم سأجعل من جسدي شظايا وقنابل تطارد بني صهيون وتنسفهم وتحرق بقاياهم ويشف صدور قوم مؤمنين، لقد علمتنا يا أبا البراء (يحيى عياش) يا بطل الأبطال أن الأبطال الحقيقيين هم الذين يخطون بدمائهم تاريخ أمتهم ويبنون بأجسادهم أمجاد عزتها الشامخة ويشيدون بجماجمهم حصونها المنيعة". الاستشهادي سعيد الحوتري، عملية تل أبيب يوم 1/6/2001.
"منذ ولدت ووعيت على هذه الدنيا وأنا أسمع وأشاهد المجازر تلو المجازر ضد شعبنا الأعزل على أيدي اليهود الغاصبين، وقد شرفني الله بأن أكون أحد استشهاديي كتائب عز الدين القسام وأن أحمل لواء الجهاد والمقاومة، وأسأل الله أن يتقبلني شهيداً في سبيله لتكون شهادتي رسالة انتقام لدماء شهداء مجازر كفر قاسم ودير ياسين وقبيه وصبرا وشاتيلا وقانا والأقصى والحرم الإبراهيمي ونحالين، والذين تدمرت بيوتهم في رفح وخان يونس وفي بقاع فلسطين قاطبة، والانتقام للشهداء الذين سقطوا في سخنين وعرابة والناصرة، وجميع الشهداء الذين سقطوا في فلسطين المحتلة عام 1948 وشهداء قطاع غزة والضفة الغربية". الاستشهادي محمد حبيشي، عملية نهاريا يوم 9/9/2001.
"إنكم (الاسرائيليين) لو نلتم من أجسادنا فلن تنالوا من عزائمنا". الاستشهادي علي جعارة، عملية القدس يوم 29/1/2004.
"أقدّم نفسي رخيصة في سبيل إعلاء كلمة لا اله إلا الله، ومحمد رسول الله، وإن هذه العملية رد على جرائم ومجازر الاحتلال بحق شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإننا نقول للعدو إن عملياتنا مستمرة، وإن الاستشهاديين قادمون، وإنهم يعشقون الموت والشهادة مثلما تعشقون الحياة". الاستشهادي سامر حماد، عملية تل أبيب يوم 17/4/2006.
"أبي لا تحزن وارفع رأسك عالياً لأن ولدك مات شهيداً في سبيل الله عز وجل أولاً، ثم في سبيل تحرير هذه الأرض المباركة ثانياً، أيها الشعب الفلسطيني، يجب علينا أن ندافع عن أرضنا المباركة حتى آخر قطرة دم في عروقنا". الاستشهاي محمود سالم، عملية اسدود المزدوجة يوم 14/3/2004.
"أيها الشعب المرابط، ابق على نهجك الذي عرفته عنك، نهج المقاومة وذات الشوكة، حافظ على عهدك لدم الشهداء، فأنا اليوم أخرج بهذه العملية بإذن الله انتقاماً مني لكل ما فعله الاحتلال من مجازر وآخرها مجزرة هدى غالية، فلماذا لا تكون أرواحنا في سبيل هذا الوطن، ونجعل من أجسادنا ناراً وبركاناً على هذا العدو المتغطرس. أهلي الأعزاء، والله إنه ليعز عليّ فراقكم، فكم كنت أشعر بالسعادة وأنا بينكم، ولكن شوقي لله والرسول وأن يهرق دمي في سبيل هذا الوطن أكبر بكثير من حبي لكم". الاستشهادية ميرفت مسعود، عملية بيت حانون يوم 6/11/2006.
"إن المعركة مفروضة على الجميع فلا تقفوا في طوابير الانتظار الكسيح على أبواب غد لا تملكون منه سوى الإذعان". الاستشهادي هشام حمد، عملية مستوطنة نتساريم يوم 11/11/1994.
"سأجعل من جسدي برميل بارود ينطق ما لم يستطع أن ينطق به حكام العرب، إن هذه الحياة حياة فانية لا طعم لها ولا قيمة". الاستشهادية عندليب طقاطقة، عملية القدس يوم 12/4/2002.
"إن حب الجهاد والاستشهاد قد ملك علي حياتي ونفسي ومشاعري وقلبي وأحاسيسي، وإنه من الصعب بمكان على النفس التي تذوقت حلاوة الجهاد، واستعذبت المعاناة على طريقه، وسعدت بتجرع الغصص على جادته، أن تستريح إلا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر". الاستشهادي إسماعيل المعصوابي، عملية مستوطنة دوغيت، يوم 22/6/2001.
من خلال وصاياهم عبّر الاستشهاديون الفلسطينيون عن خيارهم الاستشهادي بكلمات كتبوها بدمهم ولحمهم، لحن وفاء وأنشودة حرية.
ضمن سلسلة دراساته عن ظاهرة الاستشهاديين الفلسطينيين، أصدر الدكتور بسام يوسف إبراهيم بنات، الذي يعمل محاضراً في دائرة العلوم التنموية في جامعة القدس بروفيل شخصية الاستشهاديين الفلسطينيين والعمليات الاستشهادية.
يلخص البروفيل ظاهرة اجتماعية جديدة انتشرت في المجتمع الفلسطيني بمختلف فئاته وطبقاته الاجتماعية، وأثارت ردود فعل عارمة محلية وعالمية، وشكّلت نقطة تحول في تاريخ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. فمن النادر العثور على مثيل لها بهذا العدد من الاستشهاديين في أي مكان في العالم، حتى باتت نموذجاً يحتذى به من قبل حركات التحرر في العالم، فهناك ما يربو على (200) عملية استشهادية (حزام ناسف، وحقيبة، وسيارة مفخخة) نفذها استشهاديون فلسطينيون ابتداءً من عام 1993 بدءاً بساهر التمام، وسفيان الجبارين، ومجدي أبو وردة، وإبراهيم السراحنة، واسماعيل المعصوابي، وفؤاد الحوراني، وسعيد الحوتري، ومحمد الغول، وعبد الباسط عودة، وشادي نصار، ومحمود سالم ونبيل مسعود، مرواً بوفاء إدريس، ودارين أبو عيشة، وميرفت مسعود، وهنادي جرادات، وريم الرياشي، وفاطمة النجار، .... وانتهاءً بمحمد الحرباوي وشادي الزغير عام 2008 ولهم ما يكفي من السمات النفسية، والاجتماعية، والدينية، والوطنية، التي أهلتهم للقيام بها.
ويعتبر البروفيل دراسة توثيقية لشخصية الاستشهاديين الفلسطينيين، والعمليات الاستشهادية، كجزء مهم في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، وخلافاً للكثير من المسميات الخاطئة التي وسموا بها وعلى رأسها "الانتحاريون"، بحيث اشتمل على كافة المتغيرات الديمغرافية من حيث: الجنس، والفئة العمرية، والمؤهل العلمي، ومكان السكن، والمحافظة، والانتماء السياسي، ومدى التعرض للعنف الاسرائيلي، ...الخ، إلى جانب الخصائص الديمغرافية للعمليات الاستشهادية الفلسطينية من حيث: تاريخها، وتوقيتها، ومكان تنفيذها، ..الخ، ويعرج البروفيل على الاجراءات التعسفية التي اتخذها الاسرائيليون بحق أسرة الاستشهادي بعد تنفيذ العملية الاستشهادية.
ويلخص البروفيل الخصائص الشخصية للاستشهاديين الفلسطينيين: الاجتماعية، والدينية، والوطنية والنفسية، إضافة إلى دوافع الاستشهادي في الواقع الفلسطيني، والتغيرات السلوكية التي ظهرت على الاستشهادي والتي تم ملاحظتها من الأهل والأصدقاء قبل تنفيذ العملية الاستشهادية. ويحوي البروفيل وجهة نظر أهالي الاستشهاديين الفلسطينيين في العمليات الاستشهادية، إضافة إلى عدد من وصايا الاستشهاديين -رحمهم الله جميعاً- التي كتبوها بدمهم ولحمهم، لحن وفاء وأنشودة حرية. ويقع البروفيل في بوستر بحجم (1م*70سم).
ويبرز بروفيل شخصية الاستشهاديين الفلسطينيين والعمليات الاستشهادية أهم النتائج الآتية:
•كان أغلبية الاستشهاديين وبنسبة 95% من الذكور مقابل 5% من الاناث. إذ فاجأ دخول المرأة الفلسطينية مضمار العمليات الاستشهادية الأوساط الأمنية الإسرائيلية التي باتت تعلم أنها في مواجهة ظاهرة أصبح كل الشعب الفلسطيني شباباً وفتيات يبحث عمن يساعده في القيام بمثلها. فقد أدركت المرأة الفلسطينية أهمية النضال الوطني ودوره الفعّال في تحرير فلسطين، والتخلص من الاحتلال، فاندفعت إلى ساحة النضال الوطني، وتعرضت كما الرجال الفلسطينيون إلى شتى أنواع العنف الإسرائيلي، وأصبح همها وهم الرجل هو تحرير الوطن السليب. فشاركت بفاعلية في النضال الوطني عبر التاريخ الفلسطيني، فكانت الأم، والأسيرة، والجريحة، والشهيدة، والمطاردة، والمناضلة، والاستشهادية، بدءاً من وفاء إدريس، ودارين أبو عيشة، وآيات الأخرس، وعندليب طقاطقة، وهبة دراغمة، وهنادي جرادات، وريم الرياشي، وزينب أبو سالم، وميرفت مسعود، وفاطمة النجار.
وذلك ما أكدته الاستشهادية دارين أبو عيشة في وصيتها على دور المرأة الفلسطينية في النضال الوطني، ودوره الفعّال في تحرير فلسطين، داعية المرأة الفلسطينية إلى الوقوف إلى جانب الرجل في العمل الجهادي المقاوم، والمشاركة الفعّالة في العمليات الاستشهادية، إذ قالت: "لأن دور المرأة المسلمة الفلسطينية لا يقل في شأنه متانة عن دور إخواننا المجاهدين، فأهب نفسي رخيصة في سبيل اللَّه سبحانه وتعالى انتقاماً لأشلاء إخواننا الشهداء، وانتقاماً لحرمة ديننا ومساجدنا، وانتقاماً لحرمة المسجد الأقصى وبيوت اللَّه التي حولت إلى بارات يمارس فيها ما حرم اللَّه نكاية في ديننا وإهانة لرسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إن دور المرأة الفلسطينية لم يعد مقتصراً على بكاء الزوج والأخ والأب، بل إننا سنتحول بأجسادنا إلى قنابل بشرية تنتشر هنا وهناك، لتدمير وَهْم الأمن للشعب (الإسرائيلي)، وأتوجه إلى كل مسلم ومناضل عشق الحرية والشهادة أن يبقى على هذا الدرب المشرف؛ درب الشهادة والحرية".
والواقع أن المرأة الفلسطينية ما تزال تُثبت يوماً بعد يوم أنها تشكل حالةً نضالية متقدمة في تاريخ القضية الفلسطينية، فمنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية لم تتوان المرأة الفلسطينية عن تقديم روحها رخيصةً فداءً لوطنها الغالي، فكانت أسماء عديدة من المناضلات الفلسطينيات ممن سطّرن أروع ملاحم البطولة بدمائهن وأجسادهن الطاهرة فكانت دلال المغربي، وشادية أبو غزالة، وأسماء أخرى ممن تصدرن قيادة العمليات المسلحة ضد الاحتلال.
•بينت النتائج أن أغلبية الاستشهاديين من الشباب غير المتزوجين (العزّاب)، الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة.
•كان أغلبية الاستشهاديين من الفئة المتعلمة والمثقفة في المجتمع الفلسطيني، التي وصلت إلى إدراك صحيح لحقيقة الصراع مع المحتلين.
•جاء أغلبية الاستشهاديين من الأسر النووية، والمتوسطة الحجم، ومن ذوي الترتيب الودلاي الوسط في الأسرة.
•أشارت النتائج أن أغلبية الاستشهاديين من المتدينين.
•بينت النتائج أن أغلبية الاستشهاديين يتمتعون ببناء جسمي سليم من حيث: الوزن، والطول، ولون البشرة، والملامح الخارجية، إلا أن أغلبيتهم لا يخفون بين الاسرائيليين.
•جاء أغلبية الاستشهاديين من الضفة الغربية، فقطاع غزة، ومن كافة التجمعات السكانية الفلسطينية من مدن وقرى ومخيمات، وكانت نابلس مدينة الاستشهاديين.
•وجد أن أغلبية الاستشهاديين من اللاجئين الفلسطينيين الذين تعرضوا للاقتلاع والتهجير من أرضهم ومدنهم وقراهم عام 1948.
•بالنسبة للوضع الاقتصادي للاستشهاديين بينت النتائج أنهم من ذوي الوضع الاقتصادي المتوسط، ومن الفئة المنتجة في المجتمع، وكانوا يعملون في وظائف عديدة بمرتبات شهرية متوسطة، ولم يكن الأغلبية المعيل الأساسي لأسرهم.
•أشارت النتائج إلى تعرض أغلبية أسر الاستشهاديين الفلسطينيين لشتى أنواع العنف الاسرائيلي، التي جاءت مرتبة حسب الأهمية: مصادرة الأراضي، واقتلاع الأشجار، وتجربف الأراضي، والتعرض للاهانة والشتيمة، والاعتقال، ومداهمة المنازل، وعدم الحصول على تصاريح لدخول الأراضي الفلسطينية 48 لأغراض انسانية، تلاه فقدان العمل (مصدر الرزق) داخل الخط الأخضر 48، والمنع من السفر، والتعرض للاصابة والاستشهاد، إضافة إلى هدم المنازل، والمطاردة، وحدوث الاعاقة أو العجز، والتعرض للابعاد، والاقامة الجبرية. ولم يسلم الاستشهاديون أنفسهم من العنف الاسرائيلي الذي طال شريحة واسعة منهم، إذ تعرض أغلبيتهم لخبرات صادمة كان من أهمها: الاهانة والشتيمة، ومداهمة المنزل، والمعاملة السيئة على الحواجز والبيئة المحيطة، والتعرض للضرب، واستشهاد عزيز، إلى جانب الاعتقال والاصابة، وعدم الحصول على تصاريح لدخول الأراضي الفلسطينية 48 لأغراض انسانية، وفقدان العمل (مصدر الرزق) داخل الخط الأخضر 48، والتعرض للمطاردة والمنع من السفر. ولم تسلم حتى جثث الاستشهاديين من الاجراءات الاسرائيلية العقابية، فقد أشارت النتائج إلى أن سلطات الاحتلال ما زالت تحتجز في مقابر خاصة أغلبية جثثهم وترفض تسليمهم إلى ذويهم لدفنهم.
•وحاولت قوات الاحتلال ثني الفلسطينيين عن المقاومة واستخدام أسلوب العمليات الاستشهادية بكل الوسائل القمعية التي طالت في جانب كبير منها أسر الاستشهاديين بعد العملية الاستشهادية ومن أهمها: عدم الحصول على تصاريح لدخول الأراضي الفلسطينية 48 لأغراض انسانية، ومداهمة المنازل، وفقدان أفراد أسرهم العمل (مصدر الرزق) داخل الخط الأخضر 48، ومنعهم من السفر خارج البلاد، وهدم بيوتهم، والتعرض للاهانة والشتيمة، والاعتقال، والمطاردة، والاصابة، والاقامة الجبرية، وتجربف الأراضي، واقتلاع الأشجار، إضافة إلى مصادرة الأراضي، والتعرض للقتل والابعاد عن أرض الوطن.
•أشارت النتائج أن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام هي الأب الروحي للعمليات الاستشهادية الفلسطينية، تلاها حركة الجهاد الاسلامي بذراعها العسكري سرايا القدس، فحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بجناحها العسكري كتائب شهداء الأقصى، تلاها قوى اليسار الفلسطيني وبالتحديد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بجناحها العسكري كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، فالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بجناحها العسكري كتائب المقاومة الوطنية.
•بينت النتائج أن أغلبية فصائل المقاومة الفلسطينية استطاعت تنفيذ عملياتها الاستشهادية من خلال الأحزمة الناسفة، في كافة المدن والتجمعات الاسرائيلية، وبالتحديد في مدينتي تل أبيب، والقدس، وغيرهما من التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
•عكست النتائج قدرة الفصائل الفلسطينية على التخطيط الدقيق لعملياتها الاستشهادية من حيث المكان، والتوقيت فجاءت أغلبيتها على مدار الأسبوع وبالتحديد صبيحة أيام الأحد، وعلى مدار السنوات الماضية وبالتحديد عام 2002.
•بينت النتائج تعبير أغلبية الاستشهاديين عن خيارهم الاستشهادي من خلال وصاياهم بكلمات كتبوها بدمهم ولحمهم، لحن وفاء وأنشودة حرية. وقد توزعت هذه الوصايا بين مرئية ومكتوبة، وجّهت أغلبيتها إلى أسرهم، وأفراد الشعب الفلسطيني، وللقيادة الاسرائيلية أيضاً، مع حرصهم الشديد على الظهور بالزي العسكري أثناء قرائتهم لها.
•أوضحت النتائج أهمية عامل الاختيار للاستشهادي، والتزامه بالعمل السري، كمتطلب أساسي لضمان نجاح العملية. فلم يترك أغلبية الاستشهاديين أي علامة تدل على نيتهم القيام بالعملية، ولم يختفوا من بيوتهم قبل تنفيذ العملية، وكانت العملية مفاجئة لجميع من عرفهم، وكان الاعلام بمصادره المختلفة المصدر الأساسي لأسرهم لمعرفة ملابسات العملية.
•وأشارت النتائج أن الاستشهاديين أناس عاديون، عاشوا حياة عادية طبيعية في وسطهم الاجتماعي، وكانوا اجتماعيين، متدينين، وطنيين، ويتمتعون بدرجة كبيرة من الاتزان الانفعالي.
•بينت النتائج أن دوافع الاستشهاد إنما هي دوافع وطنية، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وممارساته القمعية اليومية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. إن أبسط الواجبات الإنسانية هي مواجهة العدو المحتل، والمقاومة بكافة أشكالها واجب وطني طالما هناك احتلال، فالشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام وحشية إسرائيل لمجرد إرضاء الرأي العام العالمي، الذي فشل في توفير الحماية الدولية له. لقد أصبح راسخاً في الذهنية الفلسطينية، وفي العقل الجمعي الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين هو السبب المباشر في وجود المقاومة، وعلى هذا فإن استمرار الاحتلال يعني وبكل بساطة استمرار الشعب الفلسطيني في المقاومة بكل أساليبها وأشكالها، بما فيها العمليات الاستشهادية التي حققت توازن رعب مع احتلال يقتل الفلسطينيين ليلاً نهاراً، ولا يجد من يردعه أو يوقفه، فضلاً عن أن المقاومة حق مشروع كفلته كل الشرائع والمواثيق السماوية والوضعية.
•في المقابل علينا ألا نغفل أهمية الدوافع الدينية التي هي عوامل داعمة وبقوة للعمليات الاستشهادية الفلسطينية، بالإشارة إلى أن أغلبية الفلسطينيين مسلمون، ويلتزمون بتعاليم الإسلام التي تحض على مقاومة المعتدين بكافة الأشكال والطرق. ويتميز الاستشهاد في الإسلام بأنه يقع في دائرة الجهاد، فالاستشهادي يضع نصب عينيه الاستشهاد في سبيل الله، فهو طالب للشهادة، وقد عزم على أن يقاتل العدو إلى أن يُقتل فيكون شهيدًا، وفي شهادته عملية إحياء كبيرة، انطلاقًا من حقيقة أن الشهيد الذي هو حي عند ربه مرزوق، فإنه باستشهاده يبعث الحياة في مجتمعه.
فالاستشهاديون الفلسطينيون أدوا واجبهم الديني استجابة لقول الله تعالى: "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله..." (الحج: 39-40). وبذلك كسبوا رضى الله، وهم يعلمون أن الشهادة مقام عظيم مع النبيين والصديقين والصالحين، وأنها اختيار من الله، مدركين قوله تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون" (آل عمران، 169).
•بينت النتائج تأييد أغلبية أسر الاستشهاديين للنضال الوطني الفلسطيني وللعمليات الاستشهادية، وحق الشعب الفلسطيني في استخدام كافة أشكال النضال لدحر الاحتلال واستعادة حقوقه المسلوبة. فالعمليات الاستشهادية تبلورت في سياق النضال الوطني الفلسطيني لدحر الاحتلال، فكان هذا الكم الهائل من الاستشهاديين من كافة المناطق الفلسطينية، الذين قرروا بكل إرادة وتصميم التضحية بحياتهم لصالح المجموع حتى تحرير فلسطين. وبذلك أصبح الاستشهاد ظاهرة اجتماعية عامة تتجاوز خصوصية العمل الفردي، لتذوب في المجتمع كله بعد أن يقدم الاستشهادي روحه في سبيل الله والوطن. فالحصار الإسرائيلي الخانق وسياسة التجويع، والاغتيالات والتوغلات العسكرية، والمشاهد اللاإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون في المعابر وغيرها، كلها أسباب تساوت معها الحياة والموت، وتحول الفلسطينيون جميعاً في ظلها إلى خلية لإنتاج الاستشهاديين، ولم تعد الظاهرة حكراً على تيار أو جنس، أو تجمع سكاني دون غيره، بل ملكاً للشعب الفلسطيني بأسره، مارستها كافة شرائح الشعب الفلسطيني من إسلاميين ووطنيين ويساريين ورجال ونساء وشبان وشيوخ، فهي تعبير عن وعي شعبي فلسطيني تجذّر فيه إدراك حقيقي لكنه الصراع وطبيعته مع الوجود اليهودي في فلسطين، وهي الامتداد المنطقي للنضال الفلسطيني المستمر منذ أكثر من مائة عام.
فالشعب الفلسطيني الذي تعرض منذ العام 1948 ولا يزال يتعرض إلى أبشع أشكال الإبادة والاضطهاد والاحتلال لجأ إلى المقاومة والعمليات الاستشهادية من أجل تحرير وطنه من الاحتلال والدفاع عن نفسه وحقوقه الإنسانية وكرامته، واختار أسلوب المقاومة لممارسة حقه في العودة وتقرير المصير والسيادة والاستقلال، انطلاقاً من ميثاق الأمم المتحدة وبقية العهود والمواثيق الدولية ومبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وعليه تبقى إستراتيجية المقاومة ذات عنوان ثابت هو طالما هناك احتلال هناك مقاومة، الأمر الذي يعني ببساطة استمرارها على المدى البعيد إلى جانب أشكال أخرى للمقاومة حتى دحر الاحتلال. فالاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والمتمثلة في تواصل عمليات الاغتيال والحصار والإغلاق هي التي استدرجت كافة شرائح المجتمع والقوى الفلسطينية لتنفيذ العمليات الاستشهادية.
والعنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين لا يولد إلا عنفاً، ويشكل حافزاً أكبر للانتقام. وفي هذا السياق كتب الاستشهادي جمال ناصر منفذ العملية الاستشهادية على مفرق مستوطنة شافي شمرون في الضفة الغربية يوم 29/4/2001 كلمات مؤثرة تدل على فظاعة العنف الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، إذ قال: "من منا لا يغضب ولا يعتريه شعور الانتقام عند سيره في جنازات الشهداء، خاصة جنازات نابلس الجماعية، من منا لا يغضب ويحب الانتقام عند مشاهدة أمهات الشهداء وزوجاتهم وأبنائهم على التلفاز، ومن منا لا يشعر مع أصحاب البيوت التي هدمت أخيرا في خانيونس ورفح ومتاجر الخليل، ومن منا لا يغضب عند قتل الأطفال وقطع الأشجار وقصف المدن، ومن، ومن، ومن، والله إن اليهود قطعوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد".
أما الاستشهادي ماهر حبيشه منفذ عملية حيفا يوم 2/12/2001 فقال في وصية له في السياق نفسه: "وددت لو أن لي أرواحاً كثيرة لكي انتقم المرة تلو المرة وأرد على مجازر كثيرة وإهانات كثيرة للمسجد الأقصى وللحرم الإبراهيمي وللشعب الفلسطيني".
فالخبرات الصادمة التي مر بها الاستشهاديون الفلسطينيون وأسرهم بشكل خاص والشعب الفلسطيني بشكل عام جراء الممارسات الاسرائيلية الوحشية بحقهم، كانت ذات علاقة وثيقة بانخراطهم في العمليات الاستشهادية. أما الحديث عن العوامل النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، وغيرها كدوافع للاستشهاد فهذا أمر غير صحيح، فربط الاستشهاد بمثل هذه العوامل يقلل من قيمة الاستشهاد ويجعله انتحاراً اجتماعياً، وهو أقرب إلى الإحباط الذي يقود الإنسان للبحث عن وسيلة تخلصه من ضغوط الحياة. فلم يهرب الاستشهاديون من مشاكلهم، ولا من أزماتهم النفسية، والزوجية، والمالية، ...الخ من مشاكل إلى الموت، ولكنهم اختاروا هذا الطريق بقرار واع، حاملين آمال الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة نحو تحقيق الحرية وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، ومن البديهي أن يسلكوا هذا الطريق في ظل وجود الاحتلال، فكانوا معنيين بتحرير فلسطين من الاحتلال، شأنه في ذلك، شأن أي مواطن حر في مجتمعات العالم قاطبة، من هنا كان استشهادهم الواعي، باتجاه أهدافهم السامية. فمن غير المعقول أن يطالب الشعب الفلسطيني بالتوقف عن المقاومة بينما لا يزال يرزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي. وفي هذا السياق كتب الاستشهادي هشام حمد منفذ عملية مستوطنة نتساريم بقطاع غزة يوم 11/11/1994 في وصيته: "إن المعركة مفروضة على الجميع فلا تقفوا في طوابير الانتظار الكسيح على أبواب غد لا تملكون منه سوى الإذعان".
وفي السياق نفسه كتب الاستشهادي محمود مرمش منفذ عملية نتانيا يوم 18/5/2001 في وصيته: "يمر الشعب الفلسطيني بأقسى أيامه حيث أنه يعاني يومياً من القتل والقصف والتهجير وأقصى أنواع العنف ، وفي كل يوم تزداد معاناة هذا الشعب ، فلا بد أن تكون هناك طائفة تضحي بنفسها وتجاهد في سبيل الله من أجل الدفاع عن كرامته، والدفاع عنه، ورفع رايته، وأنه لا حل لهذه الحملة الشرسة إلا بالجهاد والاستشهاد وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة".
ويهدي الباحث بروفيل شخصية الاستشهاديين إلى الأرض المباركة المقدسة، أرض الجهاد والاستشهاد، فلسطين الحبيبة، وإلى الخالدين من الشهداء والاستشهاديين (صنّاع الحياة) الذين تقاطرت دماؤهم على أرض فلسطين، وإلى أسرهم القابضين على الجمر، وإلى كل المناضلين الذين يعيدون كتابة التاريخ بأحرف من دماء، وإلى كل لاجئ يحلم بالعودة إلى وطنه السليب. وأنه لواجب وطني يشّرف الباحث إخراج بروفيل شخصية الاستشهاديين الفلسطينيين في دراسة مسحية ميدانية هي الأولى من نوعها للاستشهاديين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، التي فرضت بحداثتها في المجتمع الفلسطيني أهميتها، وخلقت بظهورها عدة تساؤلات في أذهان الكثيرين، بحيث أصبح من الضروري دراستها دراسة موضوعية مسحية، بالذات وأنها قد أشبعت بحثاً وتحليلاً على المستوى النظري، وحظيت باهتمام بالغ من الجانب الإسرائيلي، التي هي بالأساس مطلب فلسطيني، فالمكتبة الفلسطينية تحتاج لأبحاث ميدانية دقيقة تتناول هذا الموضوع بالبحث والدراسة، وتضع الأسس العلمية للارتقاء بقضيتهم وبهم سياسياً، واجتماعياً، وثقافياً. وسيكون بروفيل شخصية الاستشهاديين والعمليات الاستشهادية مرجعاً هاماً للمهتمين في مجال العمليات الاستشهادية الفلسطينية، وذلك بما يحويه من معلومات مهمة حول هذه الظاهرة الاستشهادية التي تعدت حدود فلسطين لتصبح ظاهرة عالمية.
وفي هذا المقام يتقدم الباحث بالشكر لكل من ساهم ومدّ يد العون لإخراج هذا العمل الوطني إلى حيز الوجود، ويخص بالذكر الأستاذ الدكتور سريّ نسيبة رئيس جامعة القدس لدعمه المتواصل للباحث بخاصة ولمسيرة البحث العلمي في جامعة القدس، كما ويشكر الباحث شركة الناشر للدعاية والتصميم والأستاذ عبد الحميد رمضان على تصميمه المميز لبروفيل شخصية الاستشهاديين الفلسطينيين.