الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ضمن مبادرة "مدرستي فلسطين"-انتهاء المرحلة الاولى من صيانة مدارس بالقدس

نشر بتاريخ: 22/11/2010 ( آخر تحديث: 22/11/2010 الساعة: 17:29 )
القدس - معا - تم الانتهاء من أعمال الصيانة في احدى عشرة مدرسة من مدارس القدس التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، وذلك ضمن المرحلة الاولى لمبادرة "مدرستي فلسطين" التي أطلقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله في نيسان الماضي، لضمان بيئة تعليمية تفاعلية مريحة وآمنة لطلاب مدارس القدس الشرقية.

واكدت جلالتها انذاك ان إطلاق المبادرة جاء من الأردن لما له من دور تاريخي في الحفاظ على عروبة القدس، وحماية مقدساتها الدينية".

ويعاني 50 بالمائة من طلاب القدس الدراسة في مدارس ضيقة و صفوف شحيحة الامكانيات وأهمال في البنية التحتية جراء سياسات الاحتلال لتهويد القدس و تفريغها من سكانها العرب.

وتزداد تلك المعاناة عاما بعد عام، بالزيادة السنوية لعدد الطلاب وعدم قدرة المدارس على استيعابهم، ما يتسبب بازمة سنوية بين المدارس الفلسطينية في القدس الشرقية وعدم قدرة الاهالي على توفير تعليم مناسب لابنائهم.

ويضطر عشرات الطلبة البقاء خارج مدارسهم بسبب عدم توفر مقاعد لهم، علما أن معظم الأبنية المستخدمة كمدارس في القدس هي شقق سكنية تقوم وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الأوقاف الاردنية باستئجارها لهذا الغرض في ظل سياسة بلدية الاحتلال الرافضة لمنح تصاريح البناء سواء بالرفض الشامل أوالمماطلة لمنح الرخصة التي قد تصل الى 10 سنوات .

وفي جولة لفريق عمل المبادرة على عدد من المدارس المشمولة والموزعة في البلدة القديمة وضواحي المدينة داخل وخارج الجدار العازل، وذلك لتفقد الانجازات التي اجريت للمدارس، عبَّر معلمو ومعلمات وطلبة المدارس عن سعادتهم بالتجديدات والاضافات التي شهدتها مدارسهم.

وكانت أعمال الصيانة قد بدأت داخل المدراس خلال العطلة الصيفية لتكون جاهزة لإستقبال الطلاب في العام الدراسي 2010-2011، وشملت إصلاح البنية التحتية حسب الإحتياجات الخاصة لكل مدرسة، ووفقاً لتوصيات مدراء المدارس.

وقال المهندس المشرف على اعمال الصيانه رامي مشعشع ان الصيانة شملت تركيب نوافذ جديدة، وبناء أو تجديد دورات المياه لضمان حصول الطلاب على مياه صالحة للشرب، وكذلك إصلاح وترميم تمديدات الكهرباء، واستبدال الأبواب القديمة المهترئة باخرى حديثة وأكثر أمنا، ودهن الجدران والمقاعد، وبناء ساحات للعب، وتغييرالصبابير.

واضاف "لقد تم بناء صفوف مدرسية وتوسيع بعض المدارس الضيقة الموجودة خارج الجدار"، مشرا الى أن أعمال الصيانة انجزت بفترة قياسية وذلك تفاديا لتأثيرها على العملية التعليمية، وحرصا على بدء الطلاب دراستهم في الموعد المحدد.

عدد من طلبة المدارس التي شملتها المبادرة قالوا :"عند العودة لمدارسنا لم نتوقع ما شاهدناه، المدارس ليست ذات المدارس التي عهدناها".

معتز الاطرش 11سنة طالب في الصف السادس، قال "تفاجأت عند عودتي الى المدرسة بعد عطلة الصيف، لم اتوقع كل هذه التغييرات، الصف أصبح أجمل، دورات المياه التي كنا نعاني من رائحتها تجددت، الساحة أصبحت أجمل واوسع سنتمكن من لعب كرة السلة و كرة القدم، تقريبا المشاكل كلها أختفت."

واضاف "نريد مختبرات نحن طلاب صف سادس من غير المعقول أن لا نقوم بتجارب ، و أن لا يكون عندنا كمبيوترات ومقصف."

المعلمة صباح أبو كف القائم بأعمال المدير في مدرسة علي بن أبي طالب في بلدة صور باهر جنوبي القدس عبرت عن سعادتها للاصلاحات التي قامت بها المبادرة داخل المدرسة.

وقالت "كانت المدرسة في حالة يرثى لها لم تكن تشبه المدرسة في أي شي شكل، الرطوبة في كل مكان، الحفر المنتشرة في الجدران والساحة، معانتنا لم تتوقف.

واضافت "بعد اعمال الترميم الشكل العام للمدرسة أختلف كليا، أصبح أكثر راحة نفسيا وعمليا وأنعكس ذلك على اداء الطلاب والمدرسين ... العديد من الطلبة كانوا سيتركون المدرسة وما وصلت اليه المدرسة جعلهم يعدلون عن قرارهم، .. العنف بين الطلاب قل واصبحوا يحافظون على نظافة الملعب."

محمد أبو فراج يعمل في المدرسة منذ 3 سنوات يقول " المدرسة انقلبت 180 درجة، التغييرات فاقت التوقعات ، كانت المدرسة أيلة للسقوط وكنا نتوقع ذلك في أي لحظة، لكنها الان أكثر امان وسلامة ، اننا نشعر بذلك بوضوح."

وأيمانا بأهمية الشراكة بين المدرسة والطلاب والاهالي والمجتمع المحلي في الحفاظ على المدرسة، ولتنمية دور المجتمع المحلي تجاه المدرسة و العملية التعليمية ، بدأ العمل على تشكيل لجان محلية في عدد من المدارس وسيتم الانتهاء من تشكيلها مع بداية الفصل الدراسي الأول.

وستقوم هذه اللجان بتعزيز الشعور بالانتماء والمسؤولية لدى المجتمع المحلي تجاه المدارس، إلى جانب المساهمة في تحديد احتياجات المدرسة والمساهمة في إيجاد الحلول والعمل على تنفيذها.

وسيتم تنفيذ العديد من برامج تطوير مهارات المعلمين والطلاب وتحسين ادائهم، ضمن مبادرة مدرستي التي لا تهدف الصيانه فقط وانما تحسين العملية التعليمة بشمولية، ومن بين هذه البرامج: برامج صحية وتكنولوجية وتدريب للمعلمين.

يذكر أن "مبادرة مدرستي فلسطين" هي الاولى من نوعها في العالم العربي والتي أطلقتها الملكة رانيا العبدالله من أهم المشاريع لتطوير القطاع المدرسي في مدينة القدس ،وتأتي هذه المبادرة بعد النجاح الكبير الذي أنجزته مبادرة "مدرستي الاردن" التي تعمل" بشراكة بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني، وذلك بهدف توفير بيئة تعليمية أفضل من خلال حشد شراكات بين المدارس وأهالي الطلاب وشملت لغاية الان 300 مدرسة في الاردن.