الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الطفل ماجد غير راض عن محاكمة جنديين استخدماه درعاً بشرياً

نشر بتاريخ: 23/11/2010 ( آخر تحديث: 23/11/2010 الساعة: 18:18 )
غزة- تقرير معا- "حين استخدموني بللت ملابسي خوفاً والآن يحاكمونهم حكماً مخففاً!، كان الأوّلى أن تكون محاكمتهم دولية وليست إسرائيلية"، الطفل ماجد روحي رباح ابن الأحد عشر ربيعاً بدا غير راض بالمطلق عن محاكمة جنديين إسرائيليين حكما بالسجن 3 أشهر مع وقف التنفيذ أمام المحكمة الإسرائيلية قبل أيام لاتهامهما باستخدام ماجد درعاً بشرياً خلال الهجوم على غزة شتاء 2008-2009.

في شقته السكنية بأحد أبراج منطقة تل الهوى بغزة كان ماجد يحاول الظهور بمظهر أكبر سناً إلا أن ضحكاته الطفولية غلبت عليه عند كل سؤال وكانت والدته عفاف محمد حجازي (49 عاماً) تحاول مساعدته بالإجابة عن تساؤلات الإعلاميين وبشكل حازم بعيداً عن الطفولة قال:" هل هذا حكم عادل؟ لقد استخدموني لحمايتهم وبللت ملابسي وأنا أفتح حقائب وصفعوني على وجهي وأطلق جندي النار على حقيبة كانت مغلقة كل هذا أخافني ولا زلت أذكره ولن أنساه، أتمنى أن يحاكموا في محكمة دولية وليست عسكرية إسرائيلية".

وبتفاصيل ما مرّ به ماجد، قال أنه في فجر الخامس عشر من يناير 2009 كانت بعض العائلات في برج الأزهر "رقم 5" المقابل لمقر الهلال الأحمر بمنطقة تل الهوى شرقي مقر جهاز الأمن الوقائي سابقاً كانت بعض العائلات لا تزال في شققها السكنية دون توقعات بوصول آليات الاحتلال إلى تلك المنطقة الآهلة بالسكان، ونظراً لاتساع القصف بالمكان وزيادة حدته فقد نزلت تلك العائلات إلى الطابق الأرضي "البدروم" وحاولت الاختباء هناك إلا أن قوات كبيرة اقتحمت البرج السكني وعثرت على المواطنين هناك واحتجزت النساء والأطفال في زاوية من البدروم واحتجزت الرجال في مكان آخر.

وعما حدث مع ماجد قال أن جنديين - ظهرا سمينين نوعاً ما ليس نحيفين كما شاهدهما أثناء المحاكمة- قاما بنزعه من قميصه وكان حينها لا يلبس نظارته فقد استيقظ من نومه خوفاً من شدة القصف، وطلبا منه أن يذهب إلى زاوية الحمامات حيث عثرا على حقيبتين سوداوين صغيرتين وأمراه بفتح الحقيبتين- حينها كان ماجد يرتجف خوفاً معتقداً أن الجنديين يأمراه بفتح حقيبتين ملغمتين بالمتفجرات - كان حينها يحاول الرفض إلا أن صفعة على وجهه أجبرته على فتح أحدهما وحين حاول فتح الأخرى كانت قديمة نوعاً ما ولم يتمكن من فتحها فقام أحد الجنديين بجذبه بشدة وأطلق النار على الحقيبة وعاد هو لأمه التي كانت ترتجف خوفا على طفلها الوحيد ماجد.

وحسب والدته فقد استمر تواجد الجنود داخل البرج السكني حتى الثالثة من عصر ذاك اليوم وبعد مرور دقائق أمروا النساء والأطفال بمغادرة الطابق الأرضي والخروج من البرج إلى مقر الهلال الحمر القريب، فخرج الجميع وسط اطلاق نار متفرق وقنابل فسفورية بالأرجاء وكتل من النيران تحفر الطريق أمامهم ووصلوا إلى الهلال الأحمر القريب حينها قام مسعفون بتزويدهم ببعض الأغطية للأطفال وساندويشات وجبن وماء ولكن في الثامنة من مساء ذاك اليوم قامت طائرات الاحتلال بقصف أحد مباني جمعية الهلال الأحمر فهرع الأطفال والنساء إلى الخارج خوفاً من استهداف المبنى الذي لجأوا إليه وحينها نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مقر الصليب الأحمر وسط مدينة غزة.

بعد قرابة عامين من انطواء الحرب على غزة لا تزال ذكرى استخدامه درعا بشريا مائلة في عقله وتقول والدته أن هذه الأحكام المخففة تعطي دافعاً قوياً لجنود الاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الأطفال الفلسطينيين الذين نصت القوانين الدولية على حمايتهم وحماية المدنيين العزل خاصة في أوقات الحروب.