أنقذوا العنابي .. بقلم: محمد عراقي

لا يخفى على احد الوضع الصعب الذي يمر به نادي ثقافي طولكرم حاليا واحتلاله لمركز متأخر في موقع ترتيب دوري المحترفين الفلسطيني واستمرار معاناته من أسبوع لآخر بشكل كبير حيث تعرض لثلاث هزائم متتالية جمدت رصيده عند سبع نقاط فقط.

هذا الأمر فاجأ الكثيرين حتى ممن هم خارج أسوار قلعة "العنابي" وأصبح الفريق الكرمي يمثل لغزا محيرا لمحبيه ومتابعيه وحتى للجماهير على اختلاف انتماءاتها والحقيقة أن الوضع الموجود فيه الثقافي حاليا غير مرض وغير مقبول اطلاقا ولا يتناسب ومكانة وتاريخ وعراقة وانجازات هذا النادي الكبير الذي كان دائما منافسا وشرسا على ألقاب البطولات المحلية الرسمية وحصد الكثير منها على مدار عقود طويلة بالعرق والتعب والانتماء والموهبة الكبيرة التي جسدتها أجيال كرمية متعاقبة في فترات السبعينات والثمانينات والتسعينات.

التعثر الحالي يتحمله الجميع داخل القلعة الكرمية من ادارة ولاعبين وجهاز فني وحتى جماهير فالجميع مطالب بالالتفاف والتكاتف والعمل بشكل مضاعف لتجاوز الأزمة الحالية ومعرفة أسباب المشاكل والعثرات ومحاولة علاجها بهدوء وبالشكل المطلوب الذي يضمن مصلحة الثقافي أولا وأخيرا.

الادارة مطالبة بالعمل المضاعف حتى الرمق الأخير لمعالجة الخلل ومحاولة حل المشاكل التي تظهر على السطح بشكل حازم وجماعي ومع اقتراب موعد انتخابات الهيئة الادارية للنادي الجميع أصبح مطالبا بالالتفاف والعمل بشكل مسؤول من اجل مصلحة العنابي لاختيار الأفضل والأصلح في المرحلة المقبلة والحاسمة.

الجهاز الفني يحاول جاهدا لكنه مطالب بالعمل أكثر من اجل تطوير أداء الفريق من الناحية الفنية والتكتيكية والعمل بحسم وحزم أكثر مع أي لاعب مقصر أو لا يتحمل المسؤولية الملقاه على عاتقه.

اللاعبين عليهم المسؤولية الكبيرة في وقف نزيف النقاط والتدهور الحاصل في النتائج لان الأداء الحالي غير مرض للجميع و يسيء لسمعة وتاريخ النادي وبالنظر للاعبين الموجودين حاليا فان الوضع يجب أن يكون أفضل بكثير، فجميع اللاعبين يجب أن يتحلوا بالمسؤولية الجماعية وان يعملوا بشكل مضاعف للعودة للانتصارات مرة أخرى لان المستوى غير مقنع وبحاجة للتطوير في الكثير من الجوانب الفنية فمسؤولية اللاعب أن يعمل بجد لتطوير مستواه تماما كما هي مسؤولية المدرب.

نعم طفح الكيل بالنسبة للجميع وأصبح الوضع لا يحتمل واللاعب الذي يلعب لنفسه او من اجل المال فقط ولا يقدر مسؤولية اللعب في نادي باسم وحجم الثقافي فليرحل ولا نريده وهذا لسان حال الجميع فنحن نريد لاعبين مقاتلين يلعبون بانتماء مع ادراكنا لطبيعة المرحلة الحالية بدخول مرحلة الاحتراف التي أرهقت الأندية وزادت من مشاكلها على جميع الصعد الفنية والادارية والمالية.

الجماهير العنابية غاضبة جدا ولها كل الحق في ذلك لان الوضع الحالي سيء ولا يرض أحدا لكن بدلا من الانتقاد فقط لا بد أيضا من العمل بشتى الطرق لتحسين الوضع ومساعدة الجهاز الفني أو الادارة من خلال العمل على حل بعض المشاكل سواء كانت مادية او اجتماعية أو أمور أخرى فالنادي يحتاج لتواجد والتفاف جميع أبناءه في هذه المرحلة العصيبة، لا نريد فقط ان نلعن الظلام كما يقولون بل نحاول ان نشعل ولو شمعة واحدة تنير لنا طريق النجاح ومن لديه أية أفكار تساعد فأهلا وسهلا أما أن ننتقد وحسب فهذا أمر غير جيد ويجب أن يسمع الجمهور الغاضب صوته للاعبين ليجعلهم يتحملوا مزيدا من المسؤولية وفي نفس الوقت يحفزهم لتحقيق نجاحات نحن بانتظارها على أحر من الجمر.

الخلاصة يا سادة الوضع قابل للتحسن لأننا بنفس هؤلاء اللاعبين حصلنا على بطولة الدرع عام 2008 وعلى المركز الخامس في الدوري الماضي لكن المطلوب مضاعفة العمل والتركيز ومضاعفة الشعور بالمسؤولية وتفضيل المصلحة العامة على الخاصة فالثقافي " العنابي" يستحق المزيد من التضحيات لنعيده جميعا للصورة المشرقة التي يعرفه بها الجميع.