الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

كبواتُنا الرياضية آخرها جوانزو الصينية... بقلم: عبد الرحيم أبو حديد

نشر بتاريخ: 23/11/2010 ( آخر تحديث: 23/11/2010 الساعة: 17:49 )
يقولون لكل جواد كبوة ويقولون خيرها بغيرها ويقولون العبر من الماضي والله سبحانه وتعالى يقول " اعتبروا يا أولي الألباب " ، ولكن أن تكبوا جميع الجياد كبوات وليس كبوة وتكون المشاركات أقل من مستوى سابقاتها ولا تجد أحد يعتبر لا من الماضي ولا من الحاضر .

أسياد جوانزو الصينية هذه الدورة التي أبهرت العالم بإحتفالها والذي كان لأول مرة بالتاريخ على مجمع مائي وليس على ملعب كرة قدم لتثبت الصين أنها البلد الرياضي الأول عالميا على مستوى النتائج والتنظيم .

وجاءت المشاركة الفلسطينية في هذه الدورة مخيبة للآمال ومحبطة للرياضيين خصوصاً وللفلسطينيين عموماً ، ولو أننا شاركنا فقط في حفل الافتتاح من خلال رفع العلم الفلسطيني لكان أفضل بكثير من هذه المشاركة .
نسمع من المسؤولين أنه يكفينا شرف المشاركة وينسى أن يقول يكفينا مرارة نتائج ومهازل لا تليق بإسم فلسطين التي ضحى أبنائها الكثير من أجل رفع علمها الغالي ومن أجل المحافظة على كرامة تاريخها .
إذا كان لابد من المشاركة من أجل إسم فلسطين فلنشارك كما أسلفت برفع العلم الفلسطيني في إفتتاح الألعاب وإذا كان هناك رياضي من الممكن أن يحقق النتائج فليشارك وإلا فبلى .

طبعا الرياضي الفلسطيني لا يتحمل المسؤولية لأنه لا يملك أدنى المقومات الأساسية ليكون رياضي ، فلا بنية رياضية تحتية تُؤهله للمشاركة أو المنافسة فالعديد من الرياضيين لم يتلقوا التدريبات إلا في القرية الرياضية في الصين هذا أول الأسباب ، أما ثانيها أنه لا يوجد كادر فني مؤهل ومتخصص يستطيع أن يقدم التدريبات اللازمة ، والسبب الثالث أن اتحاداتنا الموقرة والمبجلة لا نسمع عنها إلا المهاترات والمناكفات بين أعضائها من جهة وبينها وبين الأندية من جهة أخرى ، لا نسمع إلا إلقاء المسؤولية على بعضهم البعض ، ومن هنا أدعوا جميع إتحاداتنا الرياضية أن تقف عند مسؤولياتها تجاه اللاعبين والأندية المُنضوية تحت راياتها كما يقولون وإذا فراملهم خاوية عند الوقوف أمام واجبهم فل يتوقفوا عن قيادة إتحاداتهم ويتنحوا جانباً خوفاً من كوارث رياضية أخرى . يكفي تشخيص أمام عدسات الكاميرات وعلى صفحات الجرائد ويكفي تصريحات نارية كاذبة ويكفي نفاق ورياء من أجل الوصول, وإذا كان يدعون بأن الإمكانيات المادية والفقر والحصار فهناك نماذج رياضية مشرقة من دول فقيرة نسمع عن كوارثها ومجاعاتها تُحقق ميداليات أولومبية وإنجازات رياضية مثل كينيا وأثيوبيا وكوبا وكوريا الشمالية .

في السابق كان اللاعب الفلسطيني عندما يخرج مهزوماً يبكي ويتحسر ويخجل من مواجهة الناس لأنه كان يشعر أن كرامته مهانة ولا يقبل الخسارة ، آه... لو يبكي الرياضي الفلسطيني فرحاً واعتزازاً عندما يرفع العلم على منصات التتويج ، كما فعل أبطال شمال إفريقيا سعيد عويطة في لوس انجلوس 84 ونور الدين مرسلي في اتلنتا 96والعداء هشام الكروج والمصري كرم جابر في أثينا 2004 والسباح التونسي أسامة الملولي في بكين 2008 وغيرهم .

أقول إذا أردنا المشاركة في الألعاب القادمة فيجب أن نعد العدة ويتحمل كل شخص مسؤولياته . فالحكومة يجب أن تنشئ ملاعب رياضية متعددة من حيث الألعاب والمناطق الجغرافية . وعلى الاتحادات أن تحضر الخبرات اللازمة والمتخصصة من خلال مدربين ذو كفاءة أو إرسال المدربين للخارج من أجل تطوير قدراتهم ، وعلى اللجنة الاولمبية أن تراقب وتتابع وتدعم الاتحادات الرياضية والتركيز على عدد قليل من الرياضات الفردية لأن تكلفتها أقل ونتائجها أكبر ، فلا نشتت مجهودنا وقدراتنا بلا فائدة .

وأتمنى على إعلامنا الرياضي الفلسطيني أن لا يخجل من نقد الخطأ ونتخلى عن المجاملة و(الطبطبة ) ولا نعمل من شيء بسيط وعادي وواجب على من عمله ( هليلة ) .
وإذا بقينا نشارك على هذه الوتيرة فهذا أمر خطير نهايته ثقافة الانهزام وبالتالي التعود على الرضوخ سواء على المستوى الرياضي أو المستويات الأخرى .

فلنغير عادة الاحتفال بنا كوننا مُحتلين ، ولتكن مشاركاتنا من أجل المنافسة ، فلنزرع في نفوس شبابنا ثقافة الانتصار والفوز ولا نعزز الروح الانهزامية وتصبح أمر عادي وطبيعي وواقعي .