الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

المراسلون العرب في الشمال بين خطر الصواريخ والتحريض والمراقبة والملاحقة

نشر بتاريخ: 28/07/2006 ( آخر تحديث: 28/07/2006 الساعة: 19:55 )
بيت لحم- معــا- يعيش الصحافيون الفلسطينيون العرب لحظات صعبة فترة الحرب الاسرائيلية ضد لبنان، وبينما يحملون هم المهنة والموضوعية والتغطية المباشرة والسريعة، هم يعرضون انفسهم لخطر الموت او السجن او الاعتداء من جانب جهات معادية لحرية النشر في اسرائيل واقنعت نفسها ان حرية الصحافة قد تصب في ضد صالحها .

زياد حلبي مراسل قناة العربية والذي يتمتع بخلفية جيدة للخريطة الحزبية الاسرائيلية كان من بين الصحافيين الاوائل الذين وصلوا مواقع الصواريخ والعمليات الحربية وقال لوكالة معا "ان التغطية الاخبارية مثيرة من حيث العمل الصحفي في منطقة حرب، فالصورة جزء من اللعبة على الجانبين والخطورة ليست محصورة بإتجاه دون الاخر فالصواريخ والقذائف متبادلة وهذا سيء وخطر ولكن الاسوأ هو التدخل الامني الاسرائيلي فهم يسألونك عن كل شيء ويحاولون ان يفرضوا رؤيتهم حتى في شكل اللقطة التي تأخذها فمثلاً يفرضوا علينا أخذ لقطة قريبة لموقع سقوط الصاروخ او الانفجار وعدم توسيع اللقطة لكي تشمل الموقع بحجة عدم السماح لحزب الله بتحديد المكان بشكل دقيق وأخذ إحداثيات للموقع.

ويضيف حلبي ان من الامور الخطيرة هي ما تمارسه وسائل الاعلام الاسرائيلية من تحريض على الاعلام العربي وهم يطالبون دوماً بطردنا ويتسائلون عن ما نفعل في الشمال ويتهمونا بإعطاء احداثيات القصف لحزب الله ؟؟

وعن شكل المضايقات يقول حلبي "ان الرقابة العسكرية الاسرائيلية هي المكلّفة بمتابعة عملنا وتمارس هذا الدور بشكل فظ, وفي اول القصف لم نكن نعرف من يتحدث معنا وتأتي لنا الشرطة 4 الى 5 مرات يومياً وينهالون بالاسئلة والتدقيق والتحقيق, واصطحبونا احياناً الى مراكز التحقيق وطردوا سيارة البث ايضاً.

وكيفية الحصول على المعلومات يبين حلبي انه لمعرفة عدد القتلى او الجرحى يقوم بالاتصال بالمستشفيات وأخذ البيانات , وكذلك عبر المشاهدة المباشرة للحدث.

ويضيف حلبي قائلا" في احدى المرات لوحقنا بشكل عنيف عندما كنا بالقرب من مصفاة البترول".

وعن الحدود الجغرافية المسموح الوصول لها يقول حلبي "في اعتقادي انني من اكثر الزملاء الذين توغلوا على جبهة الحرب ووصلت حدود مارون الراس ولكن دون تجاوز الحدود الاسرائيلية وكنت اشاهد بالعين المجردة وبشكل واضح الموقع وبعض ما يدور فيه وكانت قذائف الهاون تتساقط خلفنا ولكنها لم تكن صواريخ مما يشير ان قوات حزب الله قريبة وليست بعيدة وهذا كان يضحض الروايات الاسرائيلية عن احتلال المنطقة ".

ويكشف حلبي عن سماح الجيش لبعض المراسلين بالدخول للأراضي اللبنانية مثل القناة الاولى وال A.P ورويترز ولم يسمحوا حتى اللحظة لاي مراسل عربي بالدخول .

وفي حديث مع مراد صيام وهو فني البث لطاقم (بي .ام. سي سي) شركة فلسطين للاعلام والتي تعطي العديد من الفضائيات العربية مثل دبي وال بي سي ، وغيرها, قائلاً:" ان الصحافة العربية في اسرائيل ليس لديها اي حرية للعمل او الوصول للمعلومات وهناك رقابة شديدة ومضايقات وصلت لاحتجاز معظم الصحفيين العرب وكنت واحد ممن مروا في تجربة الاحتجاز ودون سبب وبعد حوالي ثلاثة ساعات يقولون لك متأسفين تم احتجازك بالخطأ !!

ويضيف صيام" ان لدينا قرار من الجيش يمنع تصوير الصواريخ ومكان سقوطها، او مكان اطلاقها ولا يقف الموضوع هنا بل يبعثوا لنا اشخاص ليسترقوا السمع على مكالماتنا وعلى رسائلنا ويحاولوا التجسس على كل تحركاتنا ".

وعن مكان الاقامة والنوم يقول صيام "ان معظم الصحفيين العرب يناموا في فندق قريب ونبقى طوال الوقت على مقربة من بعضنا البعض ولا نسمح لاحد بالانفراد بأي زميل ونقف صف واحد امام الاستفزازات اليومية ونتعاون بشكل محترم ونتبادل الاخبار وحتى الصور في بعض الاحيان ".

وعن الصحافة الاسرائيلية يكشف صيام محاولات بعض الوسائل الاعلامية في ايقاع الاذى بالصحفيين العرب مثلما حدث مع مراسل قناة العالم حيث قامت القناة الثانية بأخذه على الهواء وهو يعطي برسالة من حيفا وكان التعليق "ان مراسل ايران يبث من حيفا وها هو يعطي رسالة لحزب الله وايران " وكانت هذه محاولة مفضوحة للاضرار بالمراسل وخلق رأي عام واجواء تهدد حياته وحياة الصحفيين العرب.

ويضيف صيام "ان القناة العاشرة والثانية في التلفزيون الاسرائيلي تحاول اصطيادنا من خلال تصوير تغطيتنا بأسلوب استفزازي ويحاولون اجراء مقابلات تحمل اسئلة وتعليقات مسمومة الهدف منها تسليط الضوء على دورنا وايصال رسالة مشوها مفادها اننا نخدم اعداء اسرائيل ".