السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قيادي من "فتح": الجزيرة تتجاهل المقاومة الفتحاوية

نشر بتاريخ: 28/07/2006 ( آخر تحديث: 28/07/2006 الساعة: 21:30 )
رام الله- معا- اتهم قيادي شاب من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، اليوم، قناة الجزيرة الفضائية، بالتعتيم بشكل مقصود على فعاليات الذراع العسكرية الناشط للحركة، وتستنكف بشكل منهجي عن تغطية مبادراته الميدانية.

ولفت العضو البارز، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إلى أن ذلك التعتيم يتم في وقت تضخم فيه "الجزيرة" أخبار أي طلقة رصاص يشنها أي من الأذرع العسكرية لحركات أخرى، ممن ولدت بعد "فتح" بربع قرن كامل من الزمن.

ويرى عدد كبير من أعضاء "فتح" أن تجاهل حركتهم من قبل "الجزيرة" بدأ إبان الانتخابات التشريعية، حيث أفردت خلالها القناة وقتاً لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ثلاثة أضعاف من كمية الدقائق الفضائية، التي خصصت لـ "فتح"، مما كان له في نظر البعض كبير الأثر في حسم الانتخابات بالشاكلة، التي تمت عليها وبمساعدة قوى خارجية في الإعلام العربي.

يذكر أن المتعاطفين مع "فتح" قد لاحظوا أن "الجزيرة"، تجاهلت مؤخراً أحداث مدينة نابلس في الضفة الغربية، التي تصدى فيها مقاتلوا حركتهم لقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي دمرت مقرات السلطة الوطنية هناك، فاتحة الباب لنشوء المليشيات الخارجة على القانون - كما يرى مخنصون، حيث يرى الكاتب د. ماجد عبد الستار، أن انحياز "الجزيرة" للحركات الإسلامية بشكل عام، هو ما يدفعها لتناصب منافسيها ومنهم "فتح" العداء.

وتقع "فتح" وفق رؤية عدد من قياداتها الشابة، ضحية نهج عدائي لتصويرها كما لو لم تكن حركة مقاومة وتحرير، حيث يلفت سياسي فتحوي إلى أن هناك أحزاب سياسية تلتزم بالهدنة وتتشدق بالمقاومة، فيما تقوم "فتح" بالاضطلاع بالمقاومة ويلهج لسانها بالحديث عن السلام، مما يولد انطباعاً غير ذكي بأنها حركة سلام بلا أسنان.

ويرى أن ثمة فرق بين حركته، التي تحمل البندقية و غصن الزيتون وبين الحركات، التي تسقط البندقية بلا شروط وتفتقر لرؤية خلاص أو برنامج سلام.

ويأخذ مراقبون على "الجزيرة" أنها قد شطبت الحدث الفلسطيني كخبر بعينه واختزلته إلى ردة فعل "حماس" عليه، وبهذا يختزل حدث فلسطين إلى حدث "حماس"، الأمر الذي يثير حفيظة أبناء "فتح" لأبعد الحدود لما من شأنه إلحاق الظلم، بما يعتبر الفتحويون أنه الحقيقة.

واوضح المصدر أن أكثر من 40 % من شهداء الانتفاضة، هم من الأجهزة الأمنية التي بنتها "فتح" بالأساس، وأن أولى عمليات الاستهداف المركز بالمروحيات الحربية الإسرائيلية، استهدف حسين العبيات من بيت لحم وهو من "كتائب شهداء الأقصى".

كما أن "فتح" هي أول من نفذ عملية اقتحام لمستعمرة إسرائيلية خلال الانتفاضة، وتركزت الاغتيالات الإسرائيلية مؤخراً، على نشطاء "سرايا القدس" و"كتائب شهداء الأقصى"، الذين هم السواد الأعظم ممن يتصدون للإجتياحات الإسرائيلية، غير أن ما بتناقله الإعلام، وخصوصاً المتلفز منه يطغى في العادة على ما يجري على الأرض.

وكشف قيادي فتحوي، عن أن نقاشا يجري الحركة حول مقاطعة قناة الجزيرة واستبعادها عن الحدث المرتبط بـ"فتح" لمدة شهر في خطوة احتجاجية، قد تفتح باب التغيير أو تزيد العلاقات توتراً، لافتاً إلى أنه إذا بقيت الأشياء على حالها، ستكون "فتح" مضطرة لتوجيه دعوة علنية لمقاطعة أي جهة تسعى للعب دور الأقدار في العلاقة الفلسطينية - الفلسطينية.